قوانين الفرصة الواحدة المنتهزة…….لمن أصدروها؟

د.عبد الجبار العبيدي
———————————————————
حين كان العهد السابق يجثم على رؤوس الناس وصدورهم ،كنا يومها نصيح ونولول ،هل ان الدولة والقانون لهم ام لكل العراقيين. بين فترة واخرى كان السيد الرئيس يحضر حلقات التلفزيون المقترحة،ليعطينا دروسا في الوطنية والقانون.كنا يومها نقول يا رب أبهذا التجاوز على القانون تتحدى السلطة الشعب والقانون حتى أفقدونا الشهادة والوظيفة والعيش الرغيد .

لقد ذهب السيد الرئيس وذهبت سلطة التجاوز واحتكار القانون،فبعد التغيير في 2003 ،أعلن المغييرون ان السلطة اصبحت للشعب الذي يحكمه القانون. فلم نرَ قانونا يطبق ولاحتى عُرفا يُصرح، قلنا في بداية الامر نحن نغفر لهم اختراق القانون ونسيان الاعراف،فالدولة سقطت أجتياحا بجيش أجنبي وليس بالتغيير الوطني ،والمحتل اصبح هو القانون،بيده يكتبه وبيده يزيله ويغيره على طريقة الرئيس صدام حسين حين كان يقول:ما هو القانون؟ نحن نكتبه ونحن نلغيه كما نشاء ونريد. يقولها في كل مناسبة يتحدى فيها الناس والقانون .ولكن ماذا كانت عاقبة تجاوز القانون،تلك التي رأيناها بأعيننا ،انها مأساة تجاوز القانون .
واليوم الدولة وبعد ان انحسر ظل الاحتلال عنها حتى ولو قليلا ،وكُتب الدستور على عجالة وبأيادي لاتجيد كتابة الفقه الدستوري الرصين وما كان يجب ،املا بأستعادة القانون، وجاءت الانتخابات الاولى التي افرزت مجلسا رمادياً ، طغت عليه المصلحة الخاصة على العامة مثلما طغت على اعضاء مجلس الحكم حين قال بريمر حاكم العراق سيىء الصيت بمذكراته :” حين دخلنا بغداد لم نجد شخصية عراقية أمينة ووطنية لتحكم العراق ما بعد صدام ..” وقال معلقاً : والتي نشرت، في الصحف وكوكل “هم لا يجتمعون- يقصد اعضاء مجلس الحكم- الا عندما تبحث منافعهم من الدولة .وهذا أكيد والا كيف تقاعدوا وتقاعدهم اليوم يساوي اكثر من ثلاثين مليون دينا ر وهم لم يخدموا اكثر من شهرواحد لا غير..كما في الياور مثالاً..
اعتراف تاريخي خطير بمن يُحسبون على التغيير لصالح الشعب”،سجله عليهم التاريخ لا تمحوه السنون،اذن من بقى منهم مع الشعب ، لم يبق الا الذين خافوا الله والمصير الذين لاحول ولا قوة لهم الا بمسايرة المتطرفين.أما أمثا ل الاتقياء عز الدين سليم ومحمد باقر الحكيم فقد ماتوا ولم نعرف كيف ماتوا، ولم يحقق حتى في موتهم، والباقون لاحول لهم ولا قوة الا مسايرة المنتفعين،فالمحصلة كلهم من اللامعتمدين.فأذا جلسوا بين الرجال عليهم ان يصمتوا لانهم من الخونة المتهمين..

وحين لاح فجر انتخاب مجلس النواب زحفت الجموع لتنتخب اعضائها ،لتنتقم من الذين قصروا بحق الله والوطن والقانون،فجاءت الانتخابات على غير ما كنا نظن ونريد لحماية الدولة والقانون،لشعب على ما أصابه من مأساة السنين العجاف قتلا وتشريدا،لكنه لن ينسى الوطن والوطنيين ..انتخابات على القائمة المغلقة التي زجوا فيها كل السراق ونفايات العراقيين . فقلنا دعونا ننتظر التطبيق العملي للواجب المقدس ،هل سيطبقون القانون ام يغريهم الدولار الاخضر والذهب الاصفر لينجرفوا في تيارات الاخرين من الذين نسوا الله والقسم والقانون واستقروا هناك في المنطقة الخضراء سجن الباستيل بلا تشابيه . هؤلاء الذين لم يحضروا اجتماعا واحدا ليعرفوا مدى تطبيق القانون لهم ام على الشعب الذي أكتوى بنيرانهم وهم في عيشهم الرغيد وفي قصورهم بعمان ودبي ولندن هم واولادهم يسكنون،اين اصابعهم البنفسجية التي رفعوها ،حتى يهربون؟ فكان الظن الاول هو الصحيح.

جاءتني فكرة كتابة هذه المقالة القصيرة المتواضعة بعد ان ارى كل يوم شخصيات النهب والسلب تتحدث في الفضائيات والمؤتمرات والجلسات الاعتيادية من جديد مبرأة نفسها من كل عيب وطني أكيد . لا بل تتحدث عن الاصلاح المرتقب لو عادت تحكم من جديد عن الاصلاح والقانون أمثال جوقة حزب الدعوة والحزب الاسلامي والاحزاب الكردية وغيرهم كثير، وهم من أكثرهم أيغالا في التخريب.فأذا كان اعضاء مجلس الحكم الخائب كانوا من المخلصين ،لماذا لم يقدموا برنامج حكم للامريكان حين احتلوا العراق وحولوه الى فوضى وتخريب.وخاصة بعد ان ايقنوا التغيير بعد مؤتمر لندن سيء الصيت عام 2002.
لا تصدقوهم كلهم كانوا خونة اوطان ومن جماعات وزراء الخارجية والداخلية والكهرباء والتجارة والصناعة والخدمات الاخرة الذين سخروا كل امكانيات الدولة لهم ولاٌقاربهم والاصحاب والا اين ذهبت المليارات.. والعراق اليوم اسوء من الصومال ..

جريمة بحقك ترتكب يا عراق بأن الذين جاؤوك اليوم مثل السابقين،لا بل أقوى واشد على المواطنين،فأين التغيير؟ صحيح ان الفرصة منحت للجميع لكن ما يجب ان تترك حقوق المواطنين بيد من ساموهم العذاب والحرمان بالامس القريب بحجة الاقارب والاصدقاء والديمقراطية البلهاء والمقربين،انهم أعداء الجميع.فهل تعلمون؟ افيدونا ان كنا من المفترين؟
المواطن اليوم يقتل في الشارع ولا من مسائل او مجيب.اطفال ونساء واطباء ومحامون..وكأن العراقي اصبح لا قيمة له في سجل الانسانية وحقوق المواطنين. اين وزير الداخلية..واين وزير الموارد المائية ..والمليشيات المجرمة تعبث في محافظات الجنوب وكأنها الامر الناهي على الملةوالمواطنين مستقوية بالأخرين ..لكن ما هكذا يا امريكا …اقدمتي على تغير النظام وتركتيه للخونة المرافقين..فقوانين الفرصة الواحدة لا تكرروها ففيها مقتلكم ايها العراقيون..
فالتاريخ في ظاهره لا يزيد عن الاخبار ..اما في باطنه فهو الأحداث ..فليقرأوا ..؟

د.عبد الجبار العبيدي
[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here