الحسين… ومحاولات إلصاق عنصر الخرافة في نهضته وأهدافها السامية…!!!

بقلم : نسيم الكاتب

إعمل على تثقيف المجتمع بكافة مستوياته وطبقاته.. أنشر الوعي – ولو التدريجي – وكذا المنطقي، نحو الجميع.. إرفع من مستوى الأمل – في الواقع كما في الحلم والمخيلة – بوجود مستقبل زاهر ينتظر الجميع، كل حسب جهوده وتحصيله الدراسي والعلمي وبمقدار ما يقدمه من خدمات للآخرين..

إكسر عقدة (الجنس الآخر) بين الطرفين والمستشرية في المجتمع منذ نعومة الأظفار لأبنائه.. عزز روح الأخلاق والشعور بالمسؤولية خلال الاختلاط البشري بين الجنسين ومنذ الطفولة ليتعلم الطفل – ابتداء – أن جارته في صف التعليم التي أمامه أو تلك التي على يساره أو يمينه، ليست كائنا غريبا قادما من المريخ.. بل لا فوارق بينها وبينه بالمرة، فهي في كل أطوارها لن تتعدى كونها الأخت والزميلة.. الإنسانة الإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وستكون نصفه الآخر في يوم ما، وأماً تحمل نفس صفات أمه التي أنجبت وسهرت وربّتْ.. كائنا حيا لها مثل ما له من المقدرات الجسدية والفكرية والحسية وبشكل متساو.. لا فرق بينهما إلا بمقدار الجهد المبذول من قبلهما.. وبالتالي سيعيش الطرفان حس الأخوة والزمالة المتبادل فيما بينهما.. وان أحدهما مكمل للآخر طوال المشوار التعليمي العلمي الطويل..

إرفع من ذائقة الحس الفني من خلال تعزيز عناصر الجمال لكل ما هو معاش.. إدعم الشعر والشعراء.. الأدب والأدباء – بموازاة دعم العلم والعلماء – انشر القصة والرواية بأبخس الأثمان ليتسنى للجميع تطوير الرغبة الذاتية للفرد بالقراءة، وبالتالي تعزيز وترسيخ روحية الخيال عند الفرد مهما كان مستوى وعيه..

أنشئ المراسم والمسارح ودور السينما وورش النحت وفنون السيراميك والرخام وفروعهما.. وكافة الفنون الراقية الأخرى.. أرسل مبتعثين لعاصمة الفن والجمال (روما) بموازاة إرسال مبتعثين آخرين الى اكسفورد والسوربون وكامبريدج ووادي السيليكون.. أغرق ساحات الوطن العامة والفرعية، بتماثيل مجسمة لمشاهير الوطن والعالم أجمع بمختلف المجالات.. لأديب أو طبيب أو فلكي أو فيزياوي أو عالم في أي مجال أو موسيقار وفنان.. كانوا قد عبروا عالمنا بهدوء ورحلوا عنه بهدوء.. لكن بصمتهم الفاعلة بقيت وسترسخ في الأذهان والعقول والذاكرة كما رسوخها في المكان..

إفتتح مدارس معترفٌ بها للموسيقى والباليه.. أنشئ دارا عملاقة للأوبرا.. تمنح أقل ما تمنح للرائي لها والراني منها الفخر بوجودها صرحا فنيا قادرا وعلى الدوام على صنع عنصر الدهشة الخلاق… لتضمن عندها نشأة جيل واع منفتح على ذاته وعلى الآخر بذات حال كونه جيلا علميا متطوراً..

وفر السكن لكافة أفراد المجتمع من خلال وحدات سكنية متنوعة كل بحسب مقدرته ومستواه المعيشي في رمزية الدفع الشهري، او التمليك بسعر التكلفة.. أكثِر من الرحلات السياحية للعوائل المتجاورة وتلك المتباعدة أيضا.. عزز من روح الألفة بين الجميع باتجاه إلغاء أي احتمال لأدنى الفوارق.. وحّد روح المواطنة كما تحرص دائما على وحدة الوطن..

وفر الخدمات بأنواعها.. إحرص على التعليم وتحديث علومه المتطورة أولا بأول.. ودقق اكثر في مناهجه ولكافة المراحل واجعله ناصعا وهاجا نيرا..

إضمن الصحة أولا.. بموازاة ضمان شامل لحياة كريمة لكل فرد من أفراد العائلة.. خفض من مستوى هم المعيشة باتجاه إلغاء ذات الهم من جذوره… عندها ستضمن أن لا جديد سيضيفه تجار الدين في مجالسهم – التي ستكون خالية من جلاسها في الأصل كما في الصورة – من أول رفض المريدين الواعين لعنصر الخرافة الذي بات يوزع على الجميع.. جاهلهم وعالمهم دون أدنى جرأة على الإعتراض.. بل صارت الخرافة المحور الرئيس لإنعقاد كل مجلس حسيني…. لحظتها ايضا… ستضمن (وهذا هو الأهم قبل ماهو مهم)… وجود (الحسين) في ضمير كل إنسان واع.. فيكون الحسين متربعا في القلوب كافة… مبدأً.. وتصوراً.. واعتقاداً.. ودمعة َ إشفاق.. ومحبة عظيمة ً صادقة.. وحزناً على كل المخالفين للفكرة أو حتى للعقيدة التي تحمل.. انعكاسا طبيعيا لإبائِهِ وعزته ورفضه لكل ظلم من أي ظالم… كما بالجانب الآخر من روحيته ونفسه العظيمة من أول بكائه على قاتليه يوم استشهاده…!!!

نسيم الكاتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here