خاشقجي 00 يثير صهيل الدول!

في سلسلة كتابات عبقرية، مقالات الظل الآخر- مقالات ( منايانا ودولة آخرينا) ، سلسلة معاني البحوث:
بقلم – رحيم الشاهر- عضو اتحاد أدباء ادباء العراق(1)
أنا اكتب ، اذن انا كلكامش( مقولة الشاهر) (2)
من فضل ربي مااقول واكتبُ ** وبفضل ربي بالعجائب أسهبُ( بيت الشاهر)
مقالتي حمالة النثر القديم ، ورافعة النثر الجديد( مقولة الشاهر)
قضية اختفاء جمال خاشقجي في تصاعد مستمر، تحولت إلى كرة نار يتقاذفها اللاعبون الثلاثة: السعودية، تركيا ، أمريكا ، بينما يتواصل اختفاء الرجل ، وتتواصل معه التكهنات ، والتوظيفات ، والتغريدات ، والتفسيرات لهذه القضية التي دخلت على خط المشاكل العربية المترنحة ، ففتحت بابا جهنميا آخر ، ومن يتأمل قضية خاشقجي جليا ، يجد ان العرب وبالتحديد التماسك الخليجي منهم ، صار يعاني من موبقات تمزق الجسد العربي ، فهذه الأخت قناة الجزيرة وجدت في قضية خاشقجي مرتعا خصبا لصب جام حرائق ماكنتها ، وكأن أخوّة الأمس صارت من أحلام اليوم المريضة! ، فأصبحنا اليوم في واقعنا العربي نعاني من مشاكل أشخاص يهزون عروش دول ، بالإضافة إلى مشاكلنا المتراكمة سلفا0
خاشقجي قضية خصبة للتوظيف الإعلامي ، في زمن صرنا فيه نشهد أن ماكنة الإعلام ، بإمكانها أن تقيم الدنيا ولا تقعدها في مكان ، وبإمكانها ان تسكت في مكان آخر عن ذات القضية ، او مايشاكلها سكوتا ابديا مطبقا 0
قضية خاشقجي، تشير إلى ان واقعنا العربي السياسي ، والديني، والإعلامي ، والاجتماعي ، والعسكري ، والاقتصادي ، قد وصل إلى حال لانحسد عليه ، فصارت لدينا – والعياذ بالله- دول عربية تقاتل دولا عربية أخرى- قتالا إعلاميا ، او عسكريا ، أو اقتصاديا ، اونفسيا ، إشارة إلى تمكن الغول الخارجي من التغلغل في صفوف الأخوة ، وبث روح الفرقة بينهم ، فصرنا نعاني من تضخم رئاتنا التنفسية فلا نشم عبير المجد العربي المحمدي الحافل ، وإنما نحن في دوامة استعمار جديد قديم ، جعلنا ندور حول أنفسنا مثل الدجاج الذي اصابه فيروس افقده توازنه ، وصرنا نجسد القوة في الصفعات التي تنهال علينا من كل جانب 0
قضية خاشقجي ، تشير إلى أننا كعرب ، مازلنا حتى هذه اللحظة لم نتحرر من لعنة الكلمة ، ونتجه الى مصداقية الأفعال والوقائع كي نخرج من ظلمات الشبهات والشكوك الى نور الحقيقة والثقة ، نحن – معشر الحكام- نعتبر كل ناصح لنا فاضح لنا ، سمينا الإعلام سلطة رابعة لكننا لم نستفد من مشورة الكلمة ، فظلت الحرب قائمة منذ هارون الرشيد ومن قبله ، إلى يومنا هذا ، لم نفلح في تأسيس محفل كريم يجمع السياسة والثقافة في منتصف الجادة ، فظل الحاكم منا يرى خلف كل جدار وكلمة مؤامرة تهدده ، فهو ينام على سرير تحوم حوله الكوابيس ، فلماذا هو هكذا ، ونحن هكذا ، نلعنه ويلعننا ، ونخسره ويخسرنا؟!
خاشقجي ،قضية دسمة ، تتسابق لتناولها الملاعق ، والأقلام، والصحف، والدول التي تصدر لنا فتنا ولعنات ، وتتقاضى معاشات من دمنا وموتنا الرخيص!، وو00 الخ ، لكن هذه القضية بعد حين ستنسى ، وتدخل أرشيف التاريخ ، من أشنع أبوابه ، وستظهر قضية أخرى ، وأخرى من واقعنا العربي المأساوي ،فنحن ( جحاجحة) أبي زيد الهلالي ، والبهلول ، وألف ليلة وليلة ، وعنترة ، وكل الذين لعبوا على وتر التاريخ ، فصاروا مواضيع لجميع الاحتمالات00

16/ 10/ 2018

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here