إكسبوجر…لعبة الضوء والظل في إبداعات عالمية

يستعد لإطلاق دورته الثالثة في نوفبمر المقبل

الشارقة،19 أكتوبر 2018

كثيرة هي المشاهد التي خلّدتها عدسات المصورين حول العالم، وقليلة هي اللقطات التي أبدعت في وصف ما تعجز عنه الكلمات، لكن وحدها الأعين الخبيرة خلف عدسات الكاميرات تقتنص اللحظة المناسبة التي يتساوى فيها الزمان بالمكان وتجمدها إلى الأبد… إنهم المصورون المبدعون، يشكلون بالضوء لوحاتٍ تتجاوز حدود الجغرافيا واللغة وتترك أثراً خالداً في ذاكرة الناس.

المهرجان الدولي للتصوير “إكسبوجر” 2018، الذي سينطلق في الشارقة تحت شعار “لحظات ملهمة” خلال الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر المقبل، يحتفي بالمبدعين، ويقدم صورهم وحكايات اللحظة التي ألهمتهم لالتقاطها، ويسلط الضوء على ما توحي به الصورة من “لحظات ملهمة” تتجسد في قضية مرتبطة بالجمال والعدالة والخير أو بمرحلة وقفت فيها البشرية على منعطف فتدخلت الصورة لتؤثر في وعي الناس وتساعدهم على اختيار مسارهم.

إبداعات احتضنها إكسبوجر 2017

وجوه من مصر
ببراعة التقط المصور المصري ذو الأصول الكورية عبد الرحمن جابر صورة القروي وهو يحتضن ناقته، ضمن مشروعه الفوتوغرافي الذي حمل عنوان “وجوه مصر”، عمد من خلاله إلى تسليط الضوء على جوهر الثقافة الشعبية للمجتمع المصري بتجلياته، حيث استطاع من خلال التفاصيل التي اشتملت عليها الصور أن يعكس الجماليات والعناصر الخلابة التي يحتوي عليها المجتمع المصري، لا سيما أهل القرى.
ويصور جابر في مشروعه أهم الجماليات التي يتصف بها المجتمع المصري، ففي الصورة يقف “الحجّاج” إلى جانب جمله، في لقطة تدل على العلاقة بين الرجل المصري والبيئة الطبيعية المحيطة به، فالحجاج… رجل بسيط من صعيد مصر، يملك خمسة جمال يحبهم ويعتني بهم وكأنهم أبناؤه. فالإبل في الصعيد تجسد جانباً من جوانب الحياة، وتصور عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة المحيطة به.

نكهة الحرب الجافة
في واحدة من الصور التي استطاعت أن تضيء الجانب المعتم من الحرب، وأن تلغي قتامة القتل والرصاص الكثيف الذي غطى شوارع جمهورية الكونغو الديموقراطية إبان الحرب الأهلية في العام 1993، التقط المصور الإنجليزي ماركوس بلياسديل صورة الطفل المقاتل إلى جانب صفوف ميليشيات الماي ماي في كانيابايونغا إحدى بلدات الجمهورية وهو ينظر بثقة وبلا خوف إلى عدسة الكاميرا ويشرع بإطلاق ابتسامة وصفتها الصحف العالمية بأنها واحدة من الملامح الجمالية للحرب.

في الصورة يصف بلياسديل من خلال عدسته البشاعة التي خلّفتها الحرب في البلاد، والمأساة التي شكّلها استغلال الأطفال وتجنيدهم لخوض غمار الموت، فما كان منه إلا أن وثّق البشاعة بعين الجمال، وبنظرة إنسانية بريئة أطلق من خلالها نداءات كثيرة لوقف الانتهاكات التي تحصل بحق الأطفال حول العالم لا سيما في الدول التي تعاني من ظروف قاسية.

تجلّيات الفرح
الفرح في أقصى تجلّياته، والسعادة حين تنبع من مقومات قليلة، هذا ما تتحدث به لقطة المصّور الفلسطيني محمد محيسن، التي التقطها لأطفال من أفغانستان يلهون في مخيم لجوء في مدينة اسلام اباد الباكستانية، حيث استطاع محيسن أن يترجم الفرح البالغ الذي يظهر على الأطفال ويؤطره في لوحة ضوئية صاغتها عدسة كاميرته.

وتداولت الصحف العالمية الصورة إلى جانب حزمة أخرى من الصور لأطفال آخرين في المكان نفسه باعتبارها تصف الفرح في أقصى تجلياته، ليكون الفرح الطفولي غامراً بلا أسباب فعندما تُلغي الحرب ابتسامة وبراءة الأطفال، يبدأ التحدي بإيجاد وابتكار مصادر أخرى للسعادة من خلال استخدام البيئة المحيطة للخروج بأفكار إبداعية مثل ابتكار أشياء كثيرة من الحجارة والعصي والبالونات لصناعة الفرح.

رفقاً بالحيوان
كثيرة هي المظاهر التي تصف بشاعة ما تقترفها يد الإنسان، لا سيما تلك الأفعال التي تتسبب في قتل وتدمير مجتمعات الحيوان، خاصة في القارة السوداء الإفريقية، فمؤخراً أعلنت محمية “أول بيغيتا” الواقعة بوسط كينيا عن نفوق آخر ذكر من فصيلة وحيد القرن الأبيض، ما يشير إلى أن هذا النوع من الحيوانات قد أوشك على الانقراض، وهو ما يضعنا جميعاً أمام مسؤولية خطيرة تتمثل في القتل العشوائي والصيد الجائر بحقها.

هذه الصورة، التي التقطها المصور الجنوب إفريقي “برنت ستيرتون”، مصوّر الحياة البريّة والفائز بالجائزة الكبرى في مسابقة التصوير التابعة لمتحف التاريخ الطبيعي، حملت عنوان “ذكرى النوع”، وساند برنت من خلالها تحقيقاً شاملاً أطلقته شبكة ناشيونال جيوغرافيك بما يتعلق باستغلال قرون “وحيد القرن” في تحقيق أرباح تجارية. وتظهر الصورة المروعة التي التقطها برنت وحيد الفرن الأسود، المعرض للانقراض، ميتاً بعد أن تم قتله للحصول على قرونه في محمية هلوهلوي أومفولوزي، من قبل مجموعة من القتلة الذين تسللوا إلى المحمية بطريقة غير مشروعة.

بطل
الرياضة أساسها الإيمان والشغف والقوة، فكيف عندما يتعلق الأمر برياضة ذوي الإعاقة، هنا يكون التحدي بطولة، والبطل يصنع رايته بيده ليقتنص أرفع الألقاب. منذ القِدم احتفل اليونانيون بالرياضة وأسسوا لواحدة من أهم البطولات التي تقام عالمياً وهي بطولة الألعاب الأولمبية متعددة الرياضات، لتنطلق بعدها ثاني أهم بطولة، وهي الألعاب البارالمبية التي يشارك فيها بشكل خاص الرياضيون من ذوي الإعاقات، واليوم يحتفي المصورون بهؤلاء الابطال من خلال تخليد لحظاتهم بلقطات مصورة تبقى للأبد.

في هذه الصورة التي التقطها المصور الرياضي البريطاني بوب مارتن، الذي يمتلك في رصيده العديد من الجوائز العالمية المرموقة، يروي مارتين حكاية البطل الإسباني “آفي توريس”، وهو يبدأ سباق 200 متر سباحة حرّة في دورة الألعاب البارالمبية التي استضافتها العاصمة اليونانية أثينا في العام 2004، حيث استطاع بذكاء لافت أن يضع تفاصيل جمالية مكثفة في لقطته التي اقتنصها من علو وتظهر بها الأطراف الاصطناعية وهي موضوعة جانباً في إشارة قوية ورمزية على تحدي الإعاقة والتفوق وخوض غمار المنافسة بثقة وعزيمة كبيرتين.

صائد السلمون
في صور استثنائية ونادراً ما تشاهد عن كثب، يأخذ مصور الحياة البرية التابع لشبكة ناشيونال جيوغرافيك الكندي بول نيكلن زوّار معرضه والمتابعين لصوره في رحلة سحرية إلى ما يخفى علينا من القطب المتجمد الشمالي والسهول البرية الكندية وغيرها من المناطق الاستوائية. يجوب العالم بكاميرته عبر مساحات هائلة ومجهولة، ويطوف في بيئات تمتاز بخصوصية كبيرة كما سكّانها من الحيوانات بالغة الدهشة، تشير إلى القوام الغني والثراء في التفاصيل الطبيعية التي تمتلكها، لكن الخطر وشيك وربما يكون قاتلاً.

يصف نيكلن رحلته والتقاطه لهذه الصورة التي تحمل عنوان “الجمال المغمور” خلال حديثه على هامش مشاركته في الدورة الثانية من المهرجان الدولي للتصوير: “غالباً ما تتجول الدببة لتطارد سمك السلمون لأعلى وأسفل الجداول، وهي في غيابها تعيش بخطر كل يوم، وكنت سعيد الحظ حيث باغتني الدبّ وهو يخرج من الماء الضحل بعد أن سئم البحث عن سمكة في نهر شمال مدينة يوكون الكندية، أحد الأماكن القليلة في البلاد التي تشكّل محمية طبيعية لحماية الدببة الرمادية من الصيد.”

ويظهر في هذه الصورة الدب الرمادي من المياه الضحلة ليبحث عن الأسماك في فرع نهر اليوكون المخصص للصيد. ولا تتجه الدببة نحو العمق أكثر من مستوى آذانهم وذلك حتى تكون على وعي بما يحدث فوق المياه.

جماليات استثنائية
علي خليفة بن ثالث، الأمين العام لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وأحد أشهر المصورين المتخصصين في التصوير تحت الماء، في رصيده العديد من الإصدارات الوثائقية والأفلام، أبرزها “رحلة الجبل الأخضر”، إلى جانب إصدارات أربعة أخرى لجزيرة مصيره العمانية من عام 2003 إلى 2008 وجزيرة الياسات والحلانيات العمانية، وغيرها، واشتهر بن ثالث بصوره الاستثنائية التي صاغتها عدسته من تحت الماء ببراعة.

من أبرز أعمال علي بن ثالث صورة الفيل الآسيوي (إليفاس مكسيموس)، التي يظهر فيها الفيل “راجان” البالغ من العمر 60 عاماً، يسبح في مياه المحيط. “راجان” هو أحد الفيلة الآسيوية، التي ليس من المتوقع أن تراها تسبح في المحيط، ولكنه وجد متعته في السباحة مع السياح ضمن برنامجه التقاعدي.

الزمن كبعد رابع
فابيان أوفنر مصور تكمن عبقريته في تعبيره البصري عن التأثيرات غير المرئية للعلوم الطبيعية وخصائص الزمن. وتحفل مسيرة أوفنر في التصوير بالعديد من الصور الفوتوغرافية المميزة في فكرتها.

من أبرز أعماله “منحوتات اللانهاية”، و”سلسلة القوة الدافعة”، و”سلسلة التفكك”، التي امتازت جميعها بتوظيفها للزمن كبعد رابع في الصور.

وتضم مجموعة “منحوتات اللانهاية” صوراً فريدة من نوعها تظهر رصاصة تنفذ من خلال مزهرية أثرية. حيث التقط أوفنر 32 صورة من زوايا مختلفة لإظهار أبعاد مختلفة للمزهرية.

-انتهى-

مرفق صور:
١. وجوه من مصر
٢. نكهة الحرب الجافة
٣. تجلّيات الفرح
٤. رفقاً بالحيوان
٥. بطل
٦. صائد السلمون
٧. جماليات استثنائية
٨. الزمن كبعد رابع
٩. شعار “إكسبوجر”

لمزيد من الاستفسارات حول الخبر يرجى التواصل مع :
ديمة الأسطل
الشبكة الوطنية للاتصال والعلاقات العامة –NNC
00971566272174

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here