حملة بيئية ومائية ببوجدور:مشروع مؤسسة الأطلس الكبير وسيمانس كميسة للطاقة المتجددة.

تعمل مؤسسة الأطلس الكبير (HAF) وشركة سيمانس كميسة للطاقة المتجددة (SGRE) على إقامة شراكات منذ يوليوز الماضي وذلك للقيام بحملة بيئية وكذا توفير مياه الشرب النظيفة بالمناطق القروية باقليم بوجدور. تتمثل مهمة هذا المشروع في بناء قناة بطول 520 مترًا لتبريد المياه وتمكين القطيع (الجمال والأغنام والماعز) من الشرب. وقد كان هذا المشروع مفيدا للساكنة حيث تم بناء صرحين لمياه الشرب مع مضخات ومحركات بكل من أهل الطريح وخطوط حبية، بالإضافة إلى ذلك تم تركيب أربع ألواح شمسية في آبار أهل الطريح وخطوط حبية، أمة صفيا وبير الطريح وثقب الجريفية. كما قامت كل من المؤسسة وشركة سيمانس بتنشيط حملة بيئية ذات أنشطة مختلفة بالاقليم في التاسع والعاشر من أكتوبر الجاري.

يوم الثلاثاء، التاسع من أكتوبر جرت الحملة البيئية بشاطئ أوزيوات بجماعة الجريفية، وقد حضر هذا الحدث ما يقارب المائة من الساكنة المحلية منهم أساتدة مدرسين، تلاميذ، أعضاء من تعاونيات نسائية وكذا رجالية، ممثلين عن السلطات المحلية، ممثلين عن وسائل الإعلام، وكذا العاملين في الخدمات الاجتماعية.

تم افتتاح هذا الحدث بتلاوة لبعض الآيات القرآنية ذات الصلة بالماء والسماء والأرض والنجوم، ليتم بعد ذلك إعطاء الكلمة لممثلي كل من مؤسسة الأطلس الكبير وأيضا شركة سيمانس كميسة للطاقة المتجددة والتي جاء في مضمونها ضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها عن طريق التقليل من نسبة التلوث. وقد جاء على لسان السيدة صونيا من شركة سيمانس ما يلي: ” يجب علينا أن نعمل على تخفيض نسبة استخدام البلاستيك، لأنه يستغرق 450 سنة ليتحلل في الطبيعة”، كما شارك أيضا مختلف الحاضرين من تلاميذ ومعلمين وجمعيات وكذا الوفد البيئي أفكارهم حول أهمية الحملة، ومدى تميزها وتفردها في هذا اليوم.

شارك التلاميذ في أنشطة الرسم والغناء التربوي، حيث كان لهم شغف كبير بتعلم المزيد حول حماية البيئة والتي جاءت بالموازاة مع حدث حملة تنظيف الشاطئ. ووفقاً لما تم ذكره من طرف السيد محسن علوش وهو من أهالي مدينة بوجدور، فإن الحملة البيئية أمر بالغ الأهمية لأن الناس في المنطقة لا يدركون التأثير السلبي للبلاستيك على صحة الإنسان، بل وحتى على السياحة. وفي ختام الحملة ذكرت أمينة الحجامي وهي مديرة المشاريع بمؤسسة الأطلس الكبير التلاميذ الحاضرين بأنهم هم سفراء هذه الحملة وحاملو مشعلها لأقرانهم في المستقبل.

بعد هذا الحدث الذي لا يُنسى، استمرت كل من HAF و SGRE في اليوم الموالي والموازي للعاشر من أكتوبر بمتابعة الحملة المتعلقة بحماية البيئة لكن هذه المرة بكل من المدرستين الابتدائيتين المسيرة الخضراء مدرسة النهضة. ففي مدرسة المسيرة الخضراء استفاد التلاميذ من الأهمية الحيوية لإعادة تدوير النفايات واستغلالها لخلق أشكال جديدة للزينة من المواد المدورة أو المعاد تدويرها كالورق القنينات، ولم يتم الاكتفاء بهذا القدر بل استفاد التلاميذ أيضا من تعلم كيفية غرس الأشجار بشكل صحيح قبل غناء الأغنية المتعلقة بأهمية حماية البيئة.

أما في مدرسة النهضة فقد تعلم التلاميذ الكثير خاصة فيما يخص تقليم الأشجار وغرسها، وكذا جمع النفايات، ورسم المزهريات. ليكون حدث العاشر من أكتوبر حدثا ناجحا هو الآخر نظرا للمناقشة المثمرة لكل من HAF و SGRE وكذا السلطات المحلية وأعضاء من المدرسة، وذلك حول كيفية العمل على خلق بيئة مستدامة في المدرسة، مع الالتزام بالقيام بنفس النهج مع تلاميذ الخمسة عشر مدرسة المتبقية ببوجدور.

في الأخير قام الفريقين بزيارة مضخة الماء والمحرك بأم الرجيلات، على بعد 72 كلم من مدينة بوجدور، وهو مشروع يهدف إلى توفير الماء الصالح للشرب لأسر الرحالة بالجماعات القروية بالاقليم، وكذا لحماية القطيع من العطش، إضافة إلى الطهي والغسيل. دون أن ننسى تركيب الطاقة الشمسية بالقرب من مصدر المياه لتوفير الضوء، وذلك بهدف تسهيل الوصول إلى الماء لكل من يعيش بالمنطقة. واحد من الرحل وهو السيد العروسي ازداد ويعيش بالمنطقة أعرب عن جزيل شكره لكل من المؤسسة وشركة سيمانس على المبادرة المتعلقة بالمشروع؛ إذ بفضل هذا المشروع لم تعد لهم الحاجة بالبحث على الماء. ووفقا لما قاله فإن جماعة ثقب الجريفية هي الأخرى تشيد بما حققه المشروع من نتائج جيدة فيما يتعلق بالوصول إلى مصدر الماء بسهولة. محمد وهو مسؤول عن المضخة يعبر هو الآخر عن امتنانه نظرا للمساعدة التي تقدمه له المضخة في عمله.

لقد أمضينا ثلاثة أيام رائعة رفقة مؤسسة الأطلس الكبير وشركة سيمانس كميسة للطاقة المتجددة، حيث أصبحت الحملة البيئية والتي استمرت ليومين بمثابة نقطة انطلاق للحفاظ على نظافة مدينة بوجدور والتي نأمل أن يستفيد منها الشباب ويجعلوا منها عادة يتم تمريرها إلى الأجيال القادمة. علاوة على ذلك فإن وجود الماء هو ضرورة مهمة بالمناطق البدوية والوصول إليها من الغايات المهمة، لذا فإننا نسعى إلى مواصلة حركتنا لحماية البيئة وتوفير الماء لكل من يحتاج إليه.

في النهاية، أتوجه بجزيل الشكر إلى شريكنا Siemens Gamesa Renewable Energy، وخاصة السيدة صونيا عدنان وبسمة لحمين على ما قاما به من عمل مذهل منذ بداية المشروع وإلى حدود الساعة، حيث نأمل أن نواصل العمل معكم في مشاريع أخرى في المستقبل.

أمينة الحجامي (مديرة مشاريع مؤسسة الأطلس الكبير، حانة الزاوي (مديرة مشروع ببوجدور) إندريانتي ليهارديناتا متطوعة مع المؤسسة من جامعة بيبردين.

………………………………………………………………………………………………………………………
أمينة الحجامي (مديرة مشاريع مؤسسة الأطلس الكبير، حانة الزاوي (مديرة مشروع ببوجدور) إندريانتي ليهارديناتا متطوعة مع المؤسسة من جامعة بيبردين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here