صمام الأمن

لعبت مرجعية النجف منذ السقوط وليومنا هذا دورا بارزا يشهد له الجميع ، ووقفت كسد العالي بوجه مخططات الأعداء ، وكانت مواقفها تصب في المقام الأول في خدمة البلد وأهله ، و أب لكل العراقيين وليس لطائفة ما .وكانت داعمة بقوة لعمل الدولة ومؤسساتها من اجل القيام بواجباتها من توفير الأمن والخدمات ، وتدعو المواطنين إلى دعمها والالتزام بقوانينها وعدم التعدي على المال العام .
سقط النظام البعثي وسقطت كل المؤسسات ومنها العسكرية ليبقى البلد تحت حكم الاحتلال الأمريكي الذي كان يصول ويجول وبدون رقيب ولا حسيب ، ويريد فرض أجندته ومخططاتها التوسعية المعروفة من الجميع ، ولا توجد أي قوى تستطيع مواجهة والحد من انتهاكاته وأفعاله المشينة سواء كانت شعبية أو قوى المعارضة في وقتها ، إلا المرجعية الرشيدة .
لو فرضنا جدلا عدم تدخل المرجعية أصلا أو اتخذت موقف أخر غير مواقفه الحكيمة كيف سيكون الوضع العام للبلد وأهله في ظل وجود الاحتلال الأمريكي ومن يقف ورائه يريد تحقيق غايته الشيطانية .
من وضع النقاط على الحروف ورسم خارطة الطريق لمسار البلد بان يكون هناك دستور مكتوب بأيدي عراقية ، وإجراء انتخابات لتكون نواة تشكيل الدولة العراقية التي تأخذ على عاتقها مسؤولية إدارة الدولة ، وبعيدا عن أملاءات الآخرين وتدخلهم السافر في شؤون البلد, ومحاولاتهم أن يكون البلد في صورة أخرى تخدم مصالحهم هذا من جانب .
جانب أخر في اغلب مشاكل البلد العصية لماذا الكل تطلب تدخله المباشر ، ولا يتم اللجوء إلى غيره ، وهي صاحبة النظرة الثاقبة الحكيمة لحل مشاكلنا من خلال تشجيع لغة الحوار والتفاهم ضمن أطار الدستور،وتغليب المصلحة الوطنية وفق مقتضيات المرحلة .
بسبب دورها الكبير نجد سيول من الانتقادات والاتهامات الموجه أليه حتى من الأهل والأحبة في عدم تدخلها في تغيير الوضع الراهن الذي لا يسر صديق ولا عدو ليكون ردنا المرجعية لديها روية للأمور تختلف عن نظرة العامة فهي تريد المحافظة على استقرار الوضع العام للبلد ، وعدم وصول الأمور إلى ما لا يحمد عقبة ، والوقوع في شباك الشيطان الأكبر ليصل الوضع إلى الاقتتال الداخلي بين الطائفة الواحدة ، وهناك عشرات الجهات تسعى إلى إثارة الشارع وخلق الفتن والاضطرابات الداخلية التي تخدم مأربهم ، لكن هيأت وألف هيأت بوجودها الكريم فشلت وستفشل .
كل ما تقدم جزء لا يمكن ان يظهر دورها الحقيقي لتظل للجميع صمام الأمن .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here