من سيتحكم بـ (Key board) الحكومة العراقية الجديدة ؟!

أثير الشرع

بعد ثلاث دورات برلمانية، أنبثقت منها ثلاث حكومات متعاقبة ربما كانت الأسوأ في تأريخ العراق؛ بسبب تجاهل وتغافل المسؤول لعامة الشعب، وإعتبار المواطن حاجة بـ 1000 ! فأغلب المشاركين في العملية السياسية، ساهموا بإضاعة هيبة الدولة والشعب، وتمسكوا بشعارات تنافي سياساتهم وتغطي فضائحهم التي أوصلت البلد إلى أدنى مستويات الفقر والضياع والتشرد، وإن بعض الأحزاب يقودها سماسرة يتسابقون ويتنافسون؛ للحصول على حصصهم المالية، وليذهب المواطن إلى الجحيم!

يحتاج العراق اليوم إلى حكومة خدمات، تُنهي آلام المواطن الذي سأم الشعارات المُستهلكة المبنية على أساس المصالح الضيقة الخاصة، وإن إستمرت هذه الشعارات، فستقضي على ما تبقى من الشعب العراقي.

من المؤمل أن يقدم رئيس الوزراء العراقي المكلف، السيد عادل عبد المهدي أسماء ثمان وزراء الى البرلمان بعد أيام؛ لإستكمال كابينته الوزارية للمصادقة؛ ويبدو أن الأسماء التي سيقدمها رئيس الوزراء الى البرلمان، قد تم معاينتها من قبل قادة الكتل السياسية؛ كي يتم التصويت بدون عراقيل أو خارج سياقات التوافقات والتفاهمات، ويبدو بأن أربع وزراء مرشحين فقط سيتم التصويت لصالحهم، ليستمر مسلسل المجرب لايجرب ومن لا يميل لي لا أميل له.

أن حكومة السيد عادل عبدالمهدي بالتأكيد ستجد أمامها تحديات كبيرة وكثيرة؛ وستحتاج إلى خبرة سياسية ودبلوماسية عالية؛ لتذليل وإفشال الصعوبات والأزمات لاسيما الخارجية منها، وعلى عاتق هذه الحكومة أولاً البدء بإخماد الفتن، وتطمين المواطن، وإعادة جسور الثقة بين المواطن والحكومة؛ وهذا يتطلب مزيداً من الجهد والوقت والعمل، ونبذ الإنتماء الحزبي، كذلك لن تجد سوى أرض قاحلة جرداء وشعب متذمر؛ وعلى عاتق رئيس الوزراء وضع حلول وخطط كفيلة بتحويل الأرض القاحلة إلى أرض مِعطاء مُنتجة.

بعدم حصول تفاهمات وتوافقات مابين الكتل حول آلية عمل الحكومة، ربما ستؤدي الى مزيداً من الأزمات، وستتحول بالتدريج إلى صراعات تؤدي ربما الى مواجهات مسلحة مباشرة وحرب شوارع للدفاع عن المكتسبات، وهذا يحصل إذا ما إختلف الفرقاء من الرابحين والخاسرين على حد سواء، فالحكومة الجديدة سيكون على عاتقها بناء أساس جديد للدولة، وتمتين العلاقات الخارجية، والسيطرة على جميع مفاصل الدولة والقضاء على البيروقراطية.

بإستمرار السياسة الحالية التي ينتهجها أصحاب القرار، وفي “ظل الخلافات” ستتمكن أمريكا من خلق “بعثٍ جديد وديكتاتور جديد وثورة عربية جديدة”! ونستدل على ذلك من خلال مؤشرات عديدة منها، تصريحات توني بلير في وقت سابق أبدى بها عن الندم الكبير لإسقاط صدام، والوقوع في فخاخ معلومات كاذبة، كذلك تصريح القائد السابق لحلف شمال الأطلسي ويلسي كلارك بقوله “لم نفهم ماذا كان يقصد صدام حسين عندما قال في عام 2003 ستفتحون أبواب جهنم إذا تمكنتم من الإطاحة بي، والآن بات كل شيء واضحاً وحتى الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وصف التدخل الأمريكي لأسقاط النظام بالخطيئة! فحذارنا من المخططات المقبلة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here