غرقت مدننا فبكينا على غيرنا

سالم سمسم مهدي

جميل أن تتحرك النخوة وتُستنهض المشاعر وليس سيئاً أن يهب المرء لنجدة من يحتاج للمساعدة بل أن الشرائع المختلفة والطبيعة الإنسانية تؤكد على ذلك ومع أننا نتعاطف مع كل من يمر بأزمة مهما كان حجمها ولكن قبل أن نتحدث عن أزمة غيرنا علينا أن نعالج أزماتنا ونكباتنا أولاً …

أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها الكويت مؤخراً وبلغت نسبتها 100 % سببت أضراراً مادية وقُتل مغترب مصري واحد نتيجة لها وأن تقديم المساعدة في هكذا ظروف هو لمن يحمل مناقب خلق بشري صادق ولكن قبل هذا علينا أن نناقش هذه المسألة من جانب آخر …

فقبل سقوط الأمطار بالكويت وبالتزامن معها حصل مثل هذا في الاراضي العراقية وغرقت العديد من المدن وغمرت المياه أحيائها وشوارعها وخاض اطفال المدارس المياه الآسنة كي يتمكنوا من الوصول لمدارسهم في مواقف تحرك الحجر الجلمود كما يقول المثل وما زالت المياه تحاصر المدارس والمياه القذرة داخل البيوت ولا أريد أن أقول أذهبوا إلى المدن البعيدة للتأكد من هذا ولكن كلفوا أنفسكم التوجه ألى مدينة الصدر ذات الملايين الاربعة كي تشاهدوا العجب …

هذا من جانب أما من جانب أخر فأن العديد من الأطفال قد تعرضوا للصعق الكهربائي من أعمدة الكهرباء المتردية والمستهلكة وسبب ذلك موتهم فضلاً عن أن هناك بيوت طينية سقطت على رؤوس العوائل الفقيرة وخلفت وفيات ولكننا لم نسمع نفير إعلامي يعرض هذه الحالات كي نحظى بدعم دولي يخفف من آلام أطفالنا الأعزاء …

ولكننا سمعنا ولمسنا كيف تحرك الأعلام والمسؤولين في الدول المجاورة لإبراز معاناة أبناء شعبهم على عكس تغاضي من يعنيهم الأمر في العراق عما فيه أبناء جلدتهم في حين استقال وزير الأشغال الكويتي حسام الرومي من منصبه وأعفي عدد من الموظفين من مناصبهم وأحيلوا للتحقيق وهذا شيء لم يحصل مثله في وطننا …

أن لتجاهل الذين يبكون على من خارج البلد تفسير واحد وهو انهم لا يرغبون بالحديث عن نكبات ابناء شعبنا كي لا يقول لهم العالم انتم السبب في كل هذه المصائب .

سالم سمسم مهدي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here