مَن هُم المحبّون والعاشِقون للنبي ؟ المحقق الاستاذ يُثبت .

احمد الركابي
جُبلت نفوس الناس على حب من يحسن إليها ويُسدي لها الخير، وأفضلُ من جاء الناس أجمعين بخير عميم وفضل عظيم، هو محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لم تعرف البشرية قبله ولا بعده مثله أبداً، أَحَبَّه الله تعالى واصطفاه على كل خلقه، وشرَّفه بخاتمة رسالاته، ووصفه بمكارم الأخلاق، وحلاَّه بمزايا الصفات، أحب الناس عامة، وأحب لهم الخير وسعى لهم فيه، وأوذي في سبيل ذلك، وكان يهتم ويغتم لعدم استجابتهم للإسلام.

ولقد أحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبة زائدة عظيمة من استجاب لدعوته واتبع نهجه وصَحِبَه في حياته، وأحب إخوانه من أمته الذين يأتون من بعده واشتاق إليهم قبل أن يشتاقوا إليه، وتمنى اللقاء بهم.
وحبُّ المسلم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عمل قلبيّ من أجَلِّ أعمال القلوب، وأمر وجداني يجده المسلم في قلبه، وعاطفة طيبة تجيش بها نفسه، وإن تفاوَتت درجة الشعور بهذا الحب؛ تبعًا لقوة الإيمان، أو ضَعفه.

كانت محبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، فتلقَّى رسالة ربه – عز وجل – فبلَّغها وأدَّاها أتمَ البلاغ – صلوات الله وسلامه عليه – حتى توفاه الله – عز وجل – وقد اكتمل للأمة أمر دينها وشريعة ربها، ولم يترك – عليه الصلاة والسلام – صغيرة ولا كبيرة إلا بيَّنها ووضَّحها، وجلاَّها لأُمته، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يَزيغ عنها إلا هالك، وهذا كله من تمام شفقته ورحمته – صلى الله عليه وسلم – بأُمته وحبه لهم، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خير ما جزى نبيّاً عن أُمته، وجعل حبَّه واتِّباعه أحبَّ إلينا من أنفسنا وأولادنا، وآبائنا وأُمهاتنا، والناس أجمعين.

نعم إنه الرحمة التي عاش في كنفها كل الناس، والعظيم الذي أرشد الناس، والنبي الذي دلَّ الثقلين على النجاة، والهادي الذي أخرج الناس من ظلمات الجهل والشرك إلى أنوار الطاعة والايمان، وأخرجهم من عالم الظلم والغاب إلى عمران الأخوة والأمان، فكان حقا رحمة على كل المخلوقات بشراً وحجراً وشجراً، قال الله تعالى عن نبيه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)سورة الانبياء -الاية 107

ومن هذه النظرة العشقية للرسول محمد -صلى الله عليه واله وسلم – فقد اشار المحقق الاستاذ الصرخي الى النصرة الواقعية للنبي والالتزام باوامره الالهية وهذا مقتبس من كلامه الشريف جاء فيه :

((الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتأريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهضوم – صلوات الله وسلامه عليه وآله – بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات أنّ العراقيين الأخيار الصادقين الأحرار هم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، وهم المحبّون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد.)) انتهى شذرات من كلام المرجع المعلم السيد الصرخي الحسني – دام ظله –
وبهذا علينا أن نسال أنفسنا إن كنا من اهل الغرباء المُحبين العاشقين لرسول الله فهل شمرناعلى ساعد الجد والإخلاص وبرهنا على ذلك باتّباع سنته والدعوة إليها، وإصلاح أوضاع أمته التي أفسدها المفسدون وعبث بها العابثون؟ وهل ثبَتَّنا على دين محمد في زمن الفتن والتقلبات والتَّمَوُّجات، أم ساقتنا معها رياح الفتنة والهوى، ورمت بنا في مهاوي الغفلة والتيه بعيدا عن شرع الله وسنة نبيه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here