عقيدة أمنية جديدة..”الستار الحديدي” تضع “اسرائيل” على خط “التطبيع”

نابلس – هالة أبو علي منذ ثلاثينيات القرن الماضي طرح “مؤسس الصهيونية التنقيحية”، زئيف جابوتينسكي عقيدة ونظرية”الستار الحديد”والتي تدعو لتحكيم القوة العسكرية للدولة اليهودية بعد قيامها بتشكل نوعاً من الستار الحديدي المحيط بـ”الدولة اليهودية” بالجدار الحديدي وبناء القوة العسكرية التي تشكل جداراً من الحديد، لا توجد فيه أية تصدعات أو شقوق، بحيث كلما حاول العربي والفلسطيني ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي سيصطدم رأسه بهذا الجدار ويتعب وييأس، وفي هذه اللحظة بالذات يمكن التوصل إلى تسوية مع هذا العربي، بحسب النظرة الصهيونية.

وفي هذا السياق قال الخبير في الشأن الاسرائيلي د. عبد المجيد سويلم إن هذه العقيدة كانت  موجودة لدى جميع الدول الاستعمارية ودولة الاحتلال واحدة منها.

 وتعتمد هذه العقيدة بحسب الخبير سويلم على ابقاء “المجتمع الاسرائيلي” في حالة خوف وشعور بالخطر الذي تضخمه الأوساط السياسية في “اسرائيل”.

  “انما من اهدافه ابقاء اليمين واليمين المتطرف قادرين على السيطرة على العقل اليهودي وابعادهم عن السلام وحمايتهم من التعامل مع المجتمعات العربية وابقائه منعزلا عمن حوله وفي الوقت ذاته تقوم الحكومة بتعزيز علاقاتها مع الدول العربية دون تقديم اي تنازل” أضاف سويلم.

ومن وجهة نظر سويلم انه لا يوجد هناك تناقضاً بين هذه العقيدة وقيام حكومة الاحتلال بتوطيد علاقاتها مع دول الجوار على اعتبار أن ما سبق من شأنه أن يخدم الامن الداخلي الاسرائيلي ،وقد يمكنهم من فرض “السلام” من وجهة نظرهم.

وفي معرض تطرق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي في جلسة “كتلة الليكود في الكنيست لموجة التطبيع، أشار إلى أن سبب هذا “التطبيع” والإقبال على “إسرائيل”يعود بالأساس لقوتها العسكرية الآخذة بالتعاظم.

وتعكس تصريحات نتنياهو هذه عملياً ترجمة حديثة لمقولات “الستار الحديدي” التي كان طرحها جابوتينسكي في مقالة نشرها عام 1923. وتقول هذه الطروحات إن الدولة اليهودية يجب أن تكون على قدرٍ من القوة العسكرية بحيث لا يجرؤ أعداؤها على مجرد التفكير بمحاربة الكيان اليهودي بفعل قوته العسكرية القادرة على إخضاع كل من يحاول شن الحرب ضد الدولة اليهودية. ويردد نتنياهو تصريحاته الأخيرة من باب الاقتناع الفكري بها لكونه يصف نفسه بأنه يواصل طريق جابوتينسكي ويحمل أفكاره وعقيدته السياسية وبالتالي الأمنية.

وغير بعيد عن ذلك، كشفت الإذاعة الإسرائيلية، أمس الأحد، عن قيام نائب رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، الجنرال يئير غولان، بوضع وثيقة تشمل تصوراً لعقيدة أمنية جديدة لدولة الاحتلال تضع حداً للعقيدة التي أرساها رئيس حكومة الاحتلال الأول، دافيد بن غوريون وأقرتها الحكومة الإسرائيلية عام 1953.

ويأتي نشر هذه الاستراتيجية الجديدة في أوج سجال داخل الحكومة الإسرائيلية في ما يتعلق بالخيار المتاحة للتعامل مع الوضع في غزة وما إذا كان يجب “إخضاع” حركة حماس وإسقاط سلطتها في قطاع غزة، أم التوجه نحو التهدئة نظرًا لعدم وجود بديل في حال الخروج لعملية عسكرية واسعة تتضمن أو تفضي إلى إعادة احتلال القطاع من جديد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here