التفكير التحليلي: بين الحاجة والتطوير

ترجمة: هاشم كاطع لازم- أستاذ مساعد – لغة انكليزية وترجمة – كلية شط العرب الجامعة – البصرة [email protected]
بقلم: كاترينا ماننك Katrina Manning
ينظر الى مهارات التفكير التحليلي analytical thinking بأعتبارها مهارات أساسية في ميدان العمل لأنها تساعد في جمع المعلومات وتنسيقها وأستحضارها في الذهن فضلا عن حل المشكلات المعقدة. ومع وجود التدريب الشامل ربما يجد المرء نفسه ، في مرات كثيرة ، في وضع معين يتطلب التفكير التحليلي آخذا في الحسبان أن أعطاء الأجابة الصحيحة أو الخاطئة ربما يؤثر كثيرا على طموحك الوظيفي في الشركة التي تعمل بها. ثم أنك تتطلع وترغب بأن يثق كل العاملين معك وبالذات رئيسك بك وبقدرتك على أتخاذ القرارات الصائبة. وبعض هذه القرارات يمكن لها أن تعزز وضعك الوظيفي أو تتسبب في أنهاء خدماتك. عليه لابد من التحلي بمهارات التفكير التحليلي المتطورة. لكن من أين نبدأ؟ ففي بعض الأحيان يتعين عليك أن تستخدم أساليب محددة للحصول على المعلومات وأستنباط خرائط فعالة للغاية.
التفكير التحليلي والتفكير النقدي
يظن بعض الناس أن كلا من التفكير التحليلي والتفكير النقدي critical thinking صنوان لايختلفان ، وهذا خلاف الواقع. أذن يتعين علينا أن نميز بين حاجتنا لأي من نمطي التفكير المذكورين. فحين نفكر نقديا فأننا نتخذ قرارا نحدد بموجبه ماأذا كان حدث ما أو شيء ما أو موقف ما صحيحا أم خاطئا ، فنحن نتلقى المعلومات وسرعان مانقوم بتقييمها وايجاد أفضل السبل لتفسيرها. ثم نسعى للتوصل الى أستنتاجات بخصوص فهمنا الخاص لتلك المعلومات. علاوة على ذلك نقوم أيضا بربط المعلومات الجديدة التي أطلعنا عليها مع معرفتنا الحالية للعالم ليتسنى لنا بلورة أدق تقييم يمكن التوصل اليه. ثم نقوم بمعاينة المعلومات الأخرى ذات الصلة بموضوعنا. فضلا عن ذلك يتبنى التفكير النقدي الحقائق ويستخدمها في صياغة رأي ما أو معتقد ما. أما التفكير التحليلي فأننا نستخدمه لتجزئة سلسلة من مكونات المعلومات المعقدة. وعلى المفكر التحليلي أن يتعاطى مع هذه العملية خطوة فخطوة لتطوير خاتمة شاملة أو أجابة أو حل ما. أنك تنظر الى شيء ما من خلال وجهات نظر مختلفة بهدف التوصل الى سبب ونتيجة. ومثالا على ذلك ربما يجول بخاطرك سبب هز الكلاب لذيولها ، وهو أمر ربما يحفزك للتوصل الى أجابة علمية. وفي أطار التفكير التحليلي يلجأ المرء الى الأستعانة بالحقائق لدعم الخلاصة التي توصل اليها وسلسلة الأفكار في باله. وفي حين يمثل التفكير النقدي أسلوب تفكير يستند الى الرأي فأن المهارات التحليلية تدفعك لتبني منهج يتسم بالتركيز والأنسيابية للوصول الى حل معين ، فيما تدور مهارات التفكير النقدي في دوائر لاحصر لها. فأذا واجهتك مشكلة عويصة أو فكرت بأيجاد حل ما فأنك سوف تتوجه نحو المهارات التحليلية.

تطوير المهارات التحليلية
على المرء أن لايشعر بالقلق أو الخوف أذا شعرأن مهاراته التحليلية ليست بالمستوى المطلوب فهذه المهارات يمكن تطويرها بمرور الوقت والممارسة المتواصلة فهي مثل العضلات تكتسب صلابتها من كثرة الأستخدام. ولعل قراءة الكتب تمثل خطوة رائدة في هذا الخصوص ، وهو حل ربما يبدو سهلا للغاية للوهلة الأولى لكنه حل فعال وعملي. ترى كيف يحصل ذلك؟أن الأمر يأخذ مداه الأيجابي أذا قرأ المرء كثيرا وبنشاط مشهود. فبدلا من المرور السلبي وبسرعة على المقاطع الكتابية وتصفح أوراق الكتاب عليك أن تنظر الى جانبي القصة. واذا كنت منكبا على قراءة رواية على سبيل المثال فعليك أن تفهم الحبكة من وجهة نظر كل من بطل الرواية والوغد والشخصيات الداعمة الأخرى. أن مثل هذا التوجه يدفعك للتفكير بطرق جديدة ويزيد دافعيتك ، كما أن التفكير بشكل مغاير يعينك على توسيع مداركك وهو أمر أساسي وهام.
ويتمثل الخيار المتميز الآخر في تنمية مهارة الرياضيات ، فحساب التفاضل والتكامل والجبر والأحصاء كلها تستفيد من المنطق والتحليل. أن حصولنا على الأجابة الصحيحة يقتضي أن نعالج المشكلة خطوة فخطوة ، مع ذلك يتعين علينا في بعض الأحيان أن نتعامل مع المشكلة مرات عديدة قبل التوصل الى الحل الناجع. ورغم شعورنا بالأحباط من جراء ذلك فأن الممارسة الصحيحة تساعدنا على التطور. كما يمكن التعامل مع الغاز مختلفة للتوصل الى حلول مناسبة.
حاول المشي مع ملاحظة الأشياء من حولك. فأذا شاهدت سنجابا على سبيل المثال أسأل نفسك: ماذا يفعل؟ ولماذا يفعل ذلك؟ فأذا كان يأكل البندق ترى هل رمي أليه الطعام من شخص ما أو أنه حصل عليه بنفسه؟ هل السنجاب في حالة رقود أو أنه يراقب ماحوله؟ دع مثل هذه الملاحظات تستقر في ذهنك وأعمد في اليوم التالي الى كتابتها على الورق. هل تتذكر الأسئلة التي طرحتها وأجاباتها؟
التحليل ومكان العمل
بعد أن تكون قد فهمت الهدف من المهارات التحليلية وكيفية استخدامها ربما لاتعرف حتى الآن كيفية استخدامها في المكان الذي تعمل فيه. وهناك عدة طرق ربما لم ترد في بالك منها على سبيل المثال لاالحصر أحتفاظك بكميات كبيرة من المعلومات الرقمية التي يتعين عليك أختصارها.
وأن كنت منهمكا في مشروع كبير وعالي المستوى فأنه يتعين عليك أن تقوم بتجزئته الى مكونات عديدة. فأولا لابد من النظر الى الصورة الكبيرة والسؤال عن الهدف من وراءها والطرف المستفيد منها. وثانيا يتعين عليك أن تعطي أسبقية الى الخطوات التي يتعين عليك أتخاذها ونمط النظام المطلوب. وثالثا ربما يتعين عليك نقل اجزاء عديدة من المشروع ليتسنى أنجازها في الوقت المحدد. ورابعا يتعين عليك تحديد مدى التقدم وكذلك نتائج المشروع.
وربما يتوجب عليك حل مسألة تقنية حيث تكون خطوتك الأولى تحديد سبب المشكلة وبعدها عليك أن تصحح الخطأ ثم تحدوك الرغبة لأتخاذ أجراءات وقائية للتيقن من أن مثل تلك الأخطاء لن تحدث مرة اخرى. ولاشك أن تلك الأمور كافة تتطلب طرح الأسئلة والبحث واساليب حل المشكلات التحليلية ، فدون مهارات تفكير تحليلي قوية ربما تتوصل الى أجابات خاطئة قد تلحق الضرر بسمعة المكان الذي تعمل فيه.
نستخلص من ماذكر في أعلاه أن تطوير مهارات التفكير التحليلي يعتبر أمرا جوهريا فهناك العديد من أستخدامات مثل هذا التفكير تتعدى مكان العمل بالطبع حيث أنه يعتبر مفيدا في البيت أو في اي مكان آخر. ومع شعورك بالتقدم في هذا المجال لم تعد تشعر بالعقبات التي تحول دون تقدمك وربما تكون أول شخص يتطوع للقضاء على تلك العقبات في مهدها.

https://blog.udemy.com/analytical-thinking/

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here