السلطة لاتحترم القانون فكيف يردع العشائر ؟

راضي المترفي

ذات ليلة من الزمن الماضي كنت عائدا لبيتي مشيا قبل منتصف الليل بساعة وفي الطريق وجدت في حديقة بيت احد الاصدقاء جمع من رجال واصوات تعلو وتنخفض (اطلابه ) فملت عليهم والقيت السلام وجلست استمع وشاهدت احدهم يمسك بـ (دبه ام 5 لترات) مملوءة بالبنزين ويصر على حرق احد البيوت وبعد ان عجز الاخرون من اقناعه بترك موضوع الحرق تفرقوا ولم يبقى الا صاحب البيت وابو ( الطلابه ) وانا فطلب منا صاحب البيت الدخول الى غرفة الضيوف وهناك عرفت ان (الطلابه ) منعتهم حتى عن تناول العشاء وبعد ان استقر بنا المقام سالت الرجل وكان جنوبيا ريفيا صعب المراس مملوء عنادا عن سبب اصراره عن الحرق فروى لي القصة ومفادها ان اخيه يريد تزويج بنته لشخص من عشيرة اخرى وهو يريدها لأبنه الذي يصغرها بعدة سنوات ومن خلال الحديث عرفت ان (العريس ) جار لي فاخبرته اني (اخ ) العريس ومستعد لحل الطلابه وديا فوافق الرجل على التفاوض معي بهدوء وتوصلنا الى حل مقبول اذا اعاد لي مبلغ (250 ) الف دينار اخرجها من (خاجيته ) نلك المصاريف التي دفعت لاهل العروس من مهر وغيره وتعهدت له بعدم الدخول بالعروس من قبل العريس الا بعد فض المشكل مع اخيه ويتم طلاقها في حالة توافقوا وطلب اخوه ذلك وهكذا خرجت من بيت صديقي بعشاء طيب ومبلغ محترم وذهبت مباشرة الى بيت العريس وايقظت ابوه وامه من النوم وتكلمت معهم بتبصير حول خلاف اهل العروس فوافقوا على رايي لكن الاب سال و(فلوسنا الصرفناها ) فسلمته المبلغ فقبل وجهي وشكرني وسلم بيتهم من الحرق و(دكه ) من عم العروس المستقتل لكن في الجانب الاخر كبرت المشكلة بين الاخوين واشتغلت التهديدات و(تزامط الخوان ) وفي اليوم الثاني زارني ابو العروس واراد ان يفتعل معي مشكلة بسبب تدخلي فاقنعته بتصفية الامر مع اخيه وتكون الامور بخير وانتهى دوري في القضية لكني كنت اتابعها من بعيد واستمرت التهديدات بين الاخوين فارسل الاول رسالة تقول : ( يلطارش كلله يخف نومه ) فرد عليه اخوه برسالة تقول : ( يلنايم حدرك مسكوفه ) وتقاربت الامور كثيرا حتى اقتربت الليلة الموعدة بالهجوم وقبل ساعات من الهجوم القت الشرطة القبض على المهاجم وسلاحه وادوات الحرق واودع التوقيف ولم يخرج من السجن الذي امضى فيه قرابة ثلاثة اشهر الا بعد تسوية القضية وتوقيع تعهد بعدم التعرض لاخيه وكان وقتها سلاحه لم يتعدى في المرة الاولى المسدس وعبوة البنزين وفي الغزوة الثانية اختصر على بنديقة وعبوة بنزين واجهضتها الشرطة اما الان فالغزوات ( الدكات ) سلاحها الخفيف والمتوسط بنادق ورشاشات وقاذفات ورمانات وربما هاونات والحرق لايختصر على بيت او اثنين تحت سمع ونظر الشرطة التي لاتحرك ساكنا بسبب موت المرحوم (القانون ) ولو كان القانون حيا فاعلا لما وصلت الامور لهذا الحد لان قوت القانون وفاعليته تحمي المنفذين (الشرطة ) وتحمي العشائر من شرور انفسهم لكن اذا كانت السلطة هي من لاتحترم القانون كيف تريد منه ان يكون رادعا للعشائر ؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here