أسباب عزوف الفتيات عن الزواج

لم يعد الزواج والارتباط بشريك الحياة وبناء الأسرة هو صمام الأمان والحلم الذى تبحث عنه كل فتاة مما دفع الكثيرات للعزوف عن الزواج ترى ما الأسباب؟ وكيف نعيد فكرهن لأهمية بناء الأسرة؟

مني، مهندسة، ( 36 سنة) تقول: الزواج بالنسبة لى شيء مرعب فقد نشأت فى منزل يغلب عليه المشكلات والخلافات والمعاناة لأمى التى توفيت بعد صراع مع المرض بسبب ما رأته من ظلم وقهر من والدي.

.

هدير، مرشدة، سياحية (33سنة ) تقول: عانيت و أخواتى من أب متسلط لا مجال عنده للنقاش والحوار يرى نفسه دائما على صواب ولا يعير اهتماما لرأى أمى أو أى منا وبالتالى لا أريد تكرار التجربة مع زوج مثله.

أما حنان، – 35سنة – محاسبة بأحد البنوك الاستثمارية، فترى أن وظيفتها ودخلها ودراستها العليا هى حصن أمان بالنسبة لها وليس زوج يتحكم فيها وقد لا يستطيع أن يوفر لها المستوى التى اعتادت عليه.

.

د.أحمد علام، استشارى التنمية البشرية والإرشاد الأسري، يحدثنا عن تلك الظاهرة وأسبابها قائلاً: انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة عزوف كثير من الفتيات عن الزواج وإقامة حياة أسرية مستقرة رغبة فى الاستقلال وعدم الدخول فى علاقة تفرض عليهن قيودا ومسئوليات فهناك من تفضل الحرية وترى أن وجود رجل فى حياتها هو كبت لحريتها نظرا لما عانته من التعامل مع أب أو أخ متسلط أو لما رأته من مشكلات بين والديها، و أخريات تفضلن استكمال أهداف حياتهن وطموحاتهن سواء بالدراسات العليا أو الترقى فى المناصب المختلفة فى مجال عملهن، ومنهن من تخشى انقطاع معاش والديها الذى يساعدها على تحمل أعباء الحياة وبالتالى تضحى بارتباطها وزواجها، وهناك من مرت بتجربة عاطفية مؤلمة تجعلها ترفض الدخول فى علاقة حتى لا تتعرض لما عانته من قبل، و قد يكون الرفض من قبل أب متسلط يرفض زواج ابنته إلا لمن يدفع أكثر وكأنها سلعة تباع وتشتري، ونظرا لانتشار حالات التحرش وما يتبعها من حالات نفسية سيئة قد تعزف من تعرضن له عن الزواج خشية أن يذكرهن بما مررن به، وهناك نوع آخر من الفتيات ممن ينقصهن الوازع الدينى والأخلاقى فتفضل الارتباط بعلاقة عاطفية ترضيها نفسيا وتشعرها بأنها مرغوبة وأن هناك من يهتم بها مما يغنيها نفسيا عن الزواج حتى لا تتحمل أعباء ومسئوليات الحياة الزوجية الأسرية، كما أن الدراما التليفزيونية والإعلام لهما عظيم الأثر فى عزوف الشباب من الجنسين عن الزواج أملا فى الفوز بالحياة المرفهة التى يرونها.

.

وينصح د.أحمد قائلا: إن الزواج سنة الحياة وميثاق غليظ وقد خلق الله لنا المشاعر لتحببنا فى التزاوج وإقامة حياة أسرية سليمة قوامها الحب والمودة والرحمة وتغذية الإنسان باحتياجاته النفسية والعاطفية التى يتسبب انعدامها فى الإصابة بحالات من الضيق والاكتئاب والاضطرابات النفسية خاصة عند الكبر عندما تشعر الفتاة بالوحدة والعزلة وأنه لا يوجد من يهتم بها ويؤنس وحدتها، وعلى كل فتاة أن تعلم أن الإنسان له أدوار متعددة فى الحياة فقد تكون ناجحة فى حياتها العملية والدراسية وفى نفس الوقت لديها حياة أسرية مستقرة والأمثلة كثيرة على مثل هذه النجاحات، و أخيرا أخص بالذكر الوالدين فى ضرور عدم المغالاة فى الطلبات والمهور ولنتبع وصية رسولنا الكريم «أقلهن مهورا أكثرهن بركة» و قوله «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض و فساد كبير».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here