رنين الذكريات

رنين الذكريات
ريام الشمري
رن هاتفي فجأة فزعت من صوته العالي
أغلقت الخط ولم انتبه من المتصل
عدت إلى نومي .. اخذت قيلولة
واذا بالهاتف يرن من جديد
نظرت إلى الساعة كانت الرابعة فجرا
وصوت الأذان يملئ سكون الظلام
سحبته ظننته المنبه
لكن ظني لم يكن في محله
واذا بها تتصل
كعادتها تريد أن توقظني للصلاة
رفعت الهاتف
واذا بصوت يرتجف ويتنفس أنّات وآهات
أجبتها .. مالهذا الصوت
فلم يصلني ألا بكاء ونحيب
مزقتني
بددتني إلى أشلاء
ثم هجرتني
تركت روحي هائمة .. تائهة
جرفتني إلى طوفان الذكريات
تذكرت إنني لم أزرها منذ فترة طويلة
قمت مسرعا وخرجت إلى طريق الهيام الذي أصبح مسلكي
حتى أنني حفظت كل معالمه عن ظهر قلب
لم يهمني قسوة البرد .. ولا ارتجاف جسدي وارتعاشه
لم اعر اهتمام قدميّ العاريتين وهما يصرخان من خشونة الأرض ومطباتها
لم أتوقف عن الجري حتى كادت الكلاب الليل السائبة تفترسني
دخلت إلى شارعها
وتنفست من هوائها
ذاك الهواء الساكن قلبي
وتلك الرائحة التي لاتفارق أنفي
لازلت اذكرها نعم لازلت اذكرها
كانت كعبق الزهور
كانت أبواب بيتها موصدة ومظلمة .. منظر ظلامه أوقد ألمي وبؤسي
أوجعتني أناملي من طرق بابها حتى تورمت فلم تفتح الباب
جلست جنب بابها ابكي وارتجف
لم أنسى يوماً كيف قمت بتحطيمها وكأنها آله لم يعد صاحبها بحاجته لها
ياعزيزتي كيف لي أن أعيد عجلة الوقت الذي تبدد وارتحل
صرخت من الألم
وفجأة عاد صوت منبه هاتفي
ليخبرني أن موعد الصلاة قد حان
أفقت وعادت بي ذاكرتي من جديد
فمن سكنت قلبي .. قد رحلت .. إلى من بعيد
جلست على السجادة أتضرع وابكي أنني متعب ياالله
فأرحني وارحمني وارحمها واغفر خطاياي
واجعل لقائي بها قريب
السلام والأمان إلى قلبك المفجوع

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here