رسالة مفتوحة الى رئیس وزراء العراق السید عادل عبدالمهدي المحترم

إن الوطن کما تعرفون یا سیادة رئیس الوزراء هو لیس عبارة عن بقعة جغرافیة یعیش عليه شعب ما فقط وإنما هو إیضا الشعور بالحب و الإخلاص الصادقین من قبل الأکثرية الساحقة عند ذلک الشعب لتلک البقعة الجغرافية. و إن عدم وجودهما ،لا سیما الشعور بعدم إنعکاسهما لدى حکامه یعني بدوره عدم الشعورالحقيقي بالمواطنة لدى أفراد ذلک الشعب.
فکما تعرفون أیضا یا سیادة الرئیس و کما نعرف کلنا، أن العراق کدولة لم توٶسس إلا بإرادة و رغبة أجنبیة بحتة. فلم يسأل( بیاء مضمومة) لا العربي، لا الکردي ولا أي مکون عراقي آخر، لا کأفراد و لا کمجموعات عرقیة، دینیة، مذهبیة أو أثنية أخرى حينذاک عما إذا کان یرید ذلک أم لاء. إن القصد بطرح السوٶال هـنا هو أجراء ألإستفتاء بین کل مکونة لذاتها على عکس التهمیش الذي حصل آنذاک. فربما قام الکرد حینذاک ( أقصد الشعب الکردي و لیس الاحزاب، روٶساء، شیوخ أو آغاوات) بتفظيل خیارالأستقلال مع بقاء طوعي في إطار دولة عراقية ديمقراطية تحترم فيها جمیع حقوق مکونات الشعب و الحریات المتـفـقة علیها دولیا حسب دستورمستفتى مع بقاء حق التمتع بممارسة الخیار الأول بین فینة و أخرى. ربما نقول یا سید الرئيس أن الزمن لم یکون ناضجا للقیام بذلک النوع من الأجراء الصحيح في ذلک الوقت لأن الشعب لم یکن يفقه ما کان للديمقراطية من أبعاد و ممارسات موٶسسویة. کما لم یکن هناک من یتکهن بما يضمره التأريخ من مأسات لشعب مجبر على هكذا أمر في إطارهكذا دولة. ولکن الآن و عندما أصبح من الواضح إن أحد الأسباب الرئیسیة لعدم دیمومة اي نظام من النظم المتعاقبة السالفة في العراق و کذلک الخراب و المصائب التي جلبتها معها تلک الأنظمة هو عدم إجراء إستفتائات بین المکونات الموجودة في العراق فیما إذا کانوا یریدون البقاء الطوعي في عراقي دیموقراطي أم لاء. إن هکذا إجراء لا یزال يٶدي بدوره و بدون شک إلى کسب ولاء ثقـوي للبلد، إنتماء حميمي للوطن و شعور دافيء بالإخلاص لدى الأکثرية الساحقة للمواطنين. لقد جاء الأوان الآن بناء عراق ديمقراطي حر منتمي الى الفرد العراقی لیس إلا. فالثورة لیست بالضرورة أن تکون مسلحة فرضوية تفريقية دموية و إنما الإجرائات الثورية السلمیة هي التي تکون کفيلة بخلق الوحدة السليمة و دیمومة الإزدهار و الرقي المستقبلي لأي بلد لاسیما العراق، الذي هو بأمس حاجة لها الآن اکثر من أي وقت آخر. فکلما اسرعتم الآن یا حضرة رئیس الوزراء بالإعتراف بشرعیة حق الکرد في ممارستهم لعملية الإستفتاء التي أجريت مع السماح لهم ببقائهم الطوعي في إطارعراق موحد عادل، و هذا ما یعملونه لا ریب فیه، کلما زادت ثقتهم بدولتهم و بأنفسهم کمکونة رئیسیة لعراق موحد. و أنکم بتلک المبادرة تظهرون القوة و العزیمة المخلصتان لوطنکم و لشعبکم کما تفوتون أیضا الفرصة على الملوحین بعدم بقائکم المنتظر في دست الحکم فيما إذا لم تجاریهم في فسادهم و أعمالهم التخریبیة.
و شکرا.
محمد عبده أمین

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here