إلى مازن الشيخ ….حول تصريحات السيد عبد المهدي ……

لماذا هذا الشعور بالدونيه والخوف من أمريكا؟
احمد العلي

1- كأني بكلامك استمع إلى المواطن العراقي العادي في الشارع وهو يتحدث إلى صاحب له عن أمريكا وقوتها، شاعرا بالدونية والخوف منها:

” يابه هاي امريكا، منو يكدر عليها!”

لماذا هذا الإحساس المأساوي بالدونيه أمام أمريكا والخوف منها؟ أمريكا الأقوى عسكريا، نعم. أمريكا الأقوى اقتصاديا، نعم. أمريكا الأقوى نفوذا في العالم، نعم، ولكن أمريكا عندها أيضا رئيس مهووسبالقوة، تاجر عقارات لا يفهم في السياسة إلا لغة المال، شعبوي، متعجرف، صلف، عنصري، مبتز، خارج على القانون داخل أمريكا وخارجها ….. والعراق ليس أمريكا في القوة العسكرية ولا القوة الاقتصادية ولا النفوذ في العالم، هل هذا يعني أنه يجب علينا أن نشعر بالدونية أمامأمريكا والخوف منها لما يمكن أن تفعله ببلادنا إذا رفضنا قرار عقوبات اقتصادية أحادي الجانب ليس دوليا ولا قانونيا ضد دولة مجاورة وأن على العراق أن يلتزم به دون مراعاة لوضعه الاقتصادي والإقليمي والأمني، يصدره رجل يريد أن يسيطر على العالم بقوته العسكرية وقوته الاقتصاديةرافعا شعار (أمريكا أولا؟) ألا يمكن أن يبدي العراق اعتراضا بل ورفضا لما تأمر به أمريكا بشخص رئيسها المهووس بالقوة دون أن يخاف منه ومما يمكن أن يفعله ضده؟ أمريكا شيدت لها اكبر سفارة في العالم هنا في العراق لأنها خططت أن يكون لها مصالح سياسية وعسكرية واقتصاديةكبيرة بعيدة المدى هنا في العراق، وأمريكا التي لديها أكثر من عشرين قاعدة عسكرية موزعة على محافظات العراق موجودة بحجة إنها تضم مستشارين وخبراء ومدربين يبلغ عددهم أكثر من 15 ألف عسكري، وأمريكا التي لا تزال حتى اليوم ومنذ السقوط في نيسان 2003 ترسم للعراق الخطوطالرئيسية لسياسته الداخلية والخارجية ….. هل تعتقد مع كل هذا أن أمريكا يمكن أن تعاقب العراق على اعتراضه وحتى رفضه الالتزام بالعقوبات الاقتصادية على إيران؟ أرى انه لا يمكن لأمريكا أن تفعل هذا ولكن بشرط ……

……أن يكون رئيس الوزراء الجديد شجاعا كما كان شجاعا بتصريحه قبل يومين عندما رفض الإملاءات الأجنبية، ويواجه الأمريكان، إذا تطلب الأمر، بالقول أن مصالحكم السياسية والعسكرية والإقتصاديةقد يُعاد النظر فيها وتتأثر إذا كنتم تريدون معاقبتنا على رفض تنفيذ أمر العقوبات على إيران الذي يضر بمصالحنا الأقتصادية والأقليمية والأمنية، وربما يرتمي العراق في احضان إيران نهائيا في الوقت الذي تسعون فيه لتحجيم نفوذ إيران في العراق!

2- قلت ” …. كل دول العالم انصاعت للعقوبات ….” هذا غير صحيح. ليست كل الدول. روسيا والصين وتركيا وغيرها…. رفضت العقوبات ولم تلتزم بها….

….. كوريا الشمالية لم تتخلص من أسلحتها النووية حتى اليوم. فجرت مركز إطلاق صواريخ باليستية واحد فقط منذ أول لقاء بين الرئيس الأمريكي والرئيس الكوري الشمالي ولا يزال الرئيس الكوري يناورويراوغ والأمريكان ينتظرون ويأملون ….. ويرجون! …..

واردوغان لم يسلم القس برنسون إلى أمريكا إلا بعد وقت طويل وبعد أن رفعت أمريكا العقوبات عن بلاده ولا يزال هناك معتقلون أمريكان في تركيا لأسباب سياسية يشترط اردوغان لتسليمهم إلى أمريكاتسليمها المعارض التركي (غولان) مع مجموعة من المعارضين! …..

أن حرف الحقائق واستغفال القارئ أمر غير صحيح!

بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here