ترامب والربيع الاوروبي

بقلم/ المحامي سركوت كمال علي
في 6نوفمبر 2018 طالب دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى إنشاء
جيش أوروبي لحماية القارة العجوز في مواجهة التهديدات.
وذلك ردا على التهديدات التي تشكلها روسيا على القارة الاوروبية,.
واضاف ماكرون: لن نستطيع حماية الاوروبيين, ما دمنا لا نمتلك جيشا اوروبيا حقيقيا.
وأكد ضرورة أن تكون “أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها وبسيادية أكبر، دون الارتهان للولايات المتحدة”.
ورأى ماكرون أن العالم يصبح أكثر خطورة مع مرور الوقت.
واعتبر أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة، تشكل تهديدا مباشرا لأمن أوروبا.
وفي 10 نوفمبر اعتبر ترامب، في تغريدة عبر حسابه في تويتر، بأن ذلك الأمر مهين، قائلًا: “اقترح الرئيس الفرنسي ماكرون أن تبني أوروبا جيشها الخاص لحماية نفسها من الولايات المتحدة والصين وروسيا، إنه أمر مهين للغاية”.
وقال: “ربما كان الأولى لأوروبا أن تدفع حصتها العادلة (من الإسهامات) في (حلف شمال الأطلسي) الناتو، الذي تدعمه الولايات المتحدة بشدة”.
هل يقف ترامب وراء احتجاجات فرنسا؟
في 31 يناير 2017 وجه رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك رسالة الى قادة الاتحاد الاوروبي قال فيه: “التغيير في واشنطن يضع الاتحاد الأوروبي في وضع صعب، حيث يبدو أن الإدارة الجديد تثير الشكوك في الـ70 عاماً الماضية من السياسة الخارجية الأمريكية”.
واضاف توسك : “سوياً فقط يمكننا أن نكون مستقلين تماماً”.
وتابع أن “تفكك الاتحاد الأوروبي لن يؤدي إلى استعادة سيادة كاملة للدول الأعضاء فيه كما يقول البعض”، مؤكدًا رفض الاتحاد لأي محاولات أو تصريحات تتطرق إلى الشأن الداخلي لأي دولة أوروبية، لذلك “علينا اتخاذ خطوات حازمة وقوية تغير المشاعر الجمعية وتنعش الطموح للارتقاء بالاندماج الأوروبي إلى مستوى أعلى”.
واضاف توسك: إن الولايات المتحدة أصبحت أحد المخاطر الخارجية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، إلى جانب روسيا والصين والإسلام الراديكاليّ والإرهاب.
ان تخوف الدول الاوروبية من ترامب وعدم ثقتهم به ف محله , فمنذ ان تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية اتخذ عدة اجراءات اضر كثيرا بالدول الاوروبية وباقتصاداتها ومن هذه الاجراءات:
1- اعلان الحرب التجارية على دول الاتحاد الاوروبي.
2- خروج الولايات المتحدة الامريكية من الاتفاق النووي مع يران وتهديد الشركات الاوروبية بفرض عقوبات عليها في حالة عملها في ايران.
3- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بدعم وتشجيع من ترامب.
وغيرها من الاجراءات والتي اثرت وبصورة كبيرة في اقتصادات دول اوروبا وهذه الاثار بدأت بالظهور منذ اسابيع باحتجاجات فرنسا ففي 9 اكتوبر 2018م
نظم الاتحاد العام لنقابات العمال والاتحادات العمالية، بالإضافة إلى اتحادات طلابية مظاهرات في فرنسا احتجاجا على “النموذج الاجتماعي” الذي يقترحه ماكرون.
وشهدت عدة مدن فرنسية المظاهرات وذلك تنديدا بالسياسات الاجتماعية والاقتصادية التي يعتمدها ماكرون والتي تصفها النقابات ب”التقشفية” التي “تأتي لصالح الأغنياء والشركات الكبيرة على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة”.
وفي 17 نوفمبر 2018م شارك نحو 288 ألف شخصا في 87 موقعا بكامل أرجاء البلاد، وعمد المحتجّون الى غلق الطرقات تعبيرا عن غضبهم إزاء سلسلة زيادات في ضريبة الوقود وكذلك على سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون.

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي أن احتجاجات “السترات الصفراء” قد أسفرت عن اضطرابات في الطرقات و”اعتداءات وحوادث طعن”.
وقام المحتجون بأغلاق الطرقات السريعة في عدة مدن عبر البلاد لكن دون غلق أي محور طريق إستراتيجي، كما قام متظاهرون في باريس بالسير من قوس النصر إلى جادة الشانزيليزيه وهم يطالبون باستقالة ماكرون.
أطلق على مجموعات الاحتجاج لقب “السترات الصفراء” في إشارة الى السترة الصفراء المضيئة التي يتعين على كل سائق في فرنسا أن يحتفظ بها في سيارته ليكون في موضع رؤية أفضل في حال وقوع حادث سير.
وفي 24نوفمبر وقعت صدامات في باريس بين المحتجّين والشرطة التي استخدمت لتفريقهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه واعتقلت كثيرين.
وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية فقد بلغت حصيلة الجرحى ثمانية (بينهم شرطيان) مقابل 106 الأسبوع الماضي، فيما بلغ عدد الموقوفين 22 شخصاً.
وكشف استطلاع للرأي أنّ 72 بالمئة من الفرنسيين يؤيّدون مطالب “السترات الصفراء” الغاضبين من زيادة رسم للبيئة أدّى إلى ارتفاع أسعار المحروقات.
وهاجم وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير زعيمة اليمين المتطرف مارلين لوبن,معتبرا ان من وصفهم بالمشاغبين لبوا دعوتها للتظاهر في الشانزيليزيه.
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة له صفحته الشخصية في تويتر ” انه لامجال لأي عنف داخل الجمهورية الفرنسية.
وتابع: ” عار علي اولئك الذين حاولوا ترهيب المسؤولين المنتخبين ، ولامجال لهذا العنف في الجمهورية”.
وانتقلت عدوى الاحتجاجات ضد ارتفاع اسعار الوقود الى بلجيكا فلقد شارك المئات من مواطني بلجيكا في أعمال الشغب التي وقعت قرب مدينة نيفيل جنوبي العاصمة بروكسل، احتجاجا على رفع أسعار المحروقات وخاصة البنزين.

ووقعت الاشتباكات بين 400 من المشاركين في الاحتجاجات من جهة وقوات الأمن من جهة أخرى بالقرب من المدينة التي يوجد بها أكبر محطة تكرير، وقام المتظاهرون برمي عناصر الشرطة بالزجاجات الحارقة، وحطموا نوافذ السيارات بالقضبان الحديدية.

ولوحظ أن المشاركين في أعمال الشغب كانوا منظمين، إذ استخدموا مصابيح الليزر وأجبروا مروحية تابعة للأجهزة الأمنية على الابتعاد، وقطعوا الطريق إلى العاصمة بروكسل، وعطلوا سير أكثر من 400 شاحنة.
وذكرت القنوات المحلية أن زهاء 120 من رجال الشرطة وصلوا إلى مكان الاحتجاج، واستخدموا خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، فيما أعلنت السلطات إلقاء القبض على 30 شخصا ممن شاركوا في الشغب.
ويؤكد البعض أن الحركة الاحتجاجية انتقلت إلى بلجيكا من فرنسا، فيما يشدد الفرنسيون على أن حركة احتجاجهم على ارتفاع أسعار الوقود في بلادهم، لا تمت بصلة لما يحدث في بلجيكا.
أدانت الحكومة الإسبانية، فرنسا بسبب الاحتجاجات المتواصلة، منذ نهاية الأسبوع الماضي، تحت اسم السترات الصفراء ، ضد رفع أسعار الوقود.
وأفادت وزارة الخارجية الإسبانية، في بيان لها، أن إغلاق الطريق السريع من قبل السترات الصفراء، أضّر بتجارة البلد، ومنعت شركات النقل من استخدام حقها في التنقل التجاري الحر اليومي، وعبور الحدود بين بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأشار البيان، إلى أن خسائر شركات الشحن مثل CETM ، و Fenadismer ، و Astic ، تجاوزت مليوني يورو، حتى الآن جراء الاحتجاجات في فرنسا.
ولفت إلى أن قرابة 20 ألف شاحنة تمر يوميًا من إسبانيا إلى فرنسا، حيث تعرضت شركات تتاجر بالخضروات والفواكه على وجه الخصوص لخسائر كبيرة.
واخيرا هل ستنجح خطط ترامب في تفكك الاتحاد الاوروبي؟
وهل سترفع الدول الاوروبية الراية البيضاء لترامب؟
وهل ستيسطر احزاب اليمين المتطرف في اوروبا على زمام الامور في اوروبا وخاصة بعد وصول بعض الاحزاب اليمنية المتطرفة الى البرلمان في دول اوروبا؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here