المعلم الحسني: أي دولة إسلامية تريدون إقامتها؟

عندما جاء الإسلام إلى الإنسانية فقد جاء ليخلصها من رواسب الجاهلية وما فيها من عادات وتقاليد مجحفة، فالقوي يأكل الضعيف ويعيش بترف وبذخ فاحش، فكل شيء له مباح حتىالمحرّمات مباحة أمامه، فلا دين له وهو من الطبقة العليا في هذا المجتمع الذي تسوده قوانين شريعة الغابة بينما الطبقات الدنيّة التي تعيش تحت خط الفقر فهي تمثل النسبة الأكثر فيه و يقع عليها الظلم والاضطهاد وخدمة طبقة النبلاء ليل نهار، والسهر على راحتها فتعمل لهاكل ما يُدخل عليها السرور والأفراح حتى باتت تعاني شتى ألوان العذاب بسبب ما تتجرع مرارته كل يوم مئات المرات، واستمرت على هذا المنوال والحال البائس رغم مرور مئات السنين عليها وخضوعها لحكام وقادة وسلاطين لا يهتمون للرعية ولا يبالون بما يجري عليها من ويلات ومآسيوصعاب أقلها الفقر الشديد وقلة فرص الحياة الكريمة، وفي المقابل فهؤلاء القادة يحرصون على العيش بإسراف كبير ونثر أموال الرعية على مجالس اللهو والطرب وإنشاء معامل الخمور رغم أنها محرّمة في الإسلام الذي وقف ضدها فقال (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ منعمل الشيطان فاجتنبوه) ورغم ذلك إلا أن هؤلاء القادة الفاسدين في كل عصر لا ينصاعون لأوامر القرآن الكريم فالمهم أن مجالسهم عامرة بالخمور والغناء والرقص والتي تنتهي بالرذيلة والفساد وسط أحضان بائعات الهوى، وكما يطلق البعض عليهن هذه العناوين والمسميات المنحطة،فاليوم لم يطرأ أي تغير على هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه الأمة الإسلامية ومما زاد الطين بله هو ما جاءت به تنظيمات داعش من خزعبلات وشعارات مزيفة تسعى لزيادة تفاقم الوضع أكثر فسادًا مما كان عليه بالأمس فرغم أن قادتهم وسلاطينهم كانوا يحللون تجارة الخمور فاليومهم مَنْ يقتل الناس وعلى الظن بمزاولة تلك التجارة الفاسدة بينما قادتهم المبجلون قد شرعنوا هذه التجارة وأعطوا التراخيص ببيعها في الأسواق وما حملهم إياها للتتر وبكميات كبيرة مقابل عدم غزو التتر لبلادهم وإسقاط عروشهم ومنهم قادة وملوك الإسلام بمدينة تبريز، فهذهليس من المحرمات عند الدواعش بل إن هؤلاء القادة يتمتعون بحصانة عالية ومن الخطوط الحمراء، وفي المقابل تطبق القوانين على الفقراء والمستضعفين، فسياسة الكيل بمكيالين التي ينتهجها داعش إنما هي مقدمة لتكريس مشاريعهم التي ترمي لإقامة دولة إسلامية على أنقاض وآلام المسلمينلكنها أي دولة إسلامية لا تتحرج من فعل المنكرات فهي أكثر ما تكون علمانية خليعة ماجنة وكما وصفها المعلم الصرخي: (فتلك دولكم علمانية أكثر من علمانية الدول الحالية فأي دولة إسلامية تريدون إقامتها وأنتم وأئمتكم أصل العلمانية الخليعة الماجنة؟ .) .

‫سلاطين التيمية المارقة أصحاب خمر ومجون!!!‬‎ – YouTube

قناة المركز الاعلامي للمرجع الديني الآعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله

www.youtube.com

بقلم /// الكاتب احمد الخالدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here