من قناة الحرة-عراق إلى قناة الحرة-أمريكا!

تغييرات سياسية أم إدارية فقط في القناة؟

احمد العلي.

في البدء، من حق الـــــ MBN (شبكة الشرق الأوسط للإرسال) أن تجري تغييرات إداريةعلى مؤسسة قناة الحرة وفرعها الموجه للعراق (الحرة-عراق،) كما تريد وتُحب إذا كانت هذه المؤسسة ” كغيرها من القنوات الإعلامية،” كما تقول الــMBN في بيانها بــــ ” حاجة ماسة إلى التغيير المستمر والطبيعي كي تواكب المتغيرات الجديدة على المستوى التقني وعلى صعيد حجم التغطياتالإقليمية والدولية.” ولكن الأمر، كما أرى، يتعدى هذه الغاية الإدارية المهنية إلى غاية سياسية أيضا لا تخفى على المتتبع لنهج قناة الحرة-عراق الجديد الأمر الذي يصح أن يطلق عليها بعد اليوم الحرة-أمريكا وليس الحرة-عراق. هذه االتغييرات الجديدة، المهنية والسياسيةأيضا تهدف في حقيقتها إلى خدمة السياسة الأمريكية الجديدة في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط التي يقودها الرئيس الأمريكي الجديد وفي مقدمتها سياسة العداء المستحكم بين أمريكا وإيران. وفي بيان الــ MBN ذكر مباشر وغير مباشر لإيران الأمر الذي يعني أن هذا البلد هو المقصود بهذه التغييرات الإدارية والسياسية في القناة، ومنها تسريحالإعلاميين العراقيين العاملين في مكتب بغداد، والتي أُجريت على قناة الحرة-عراق من وحي السياسة ألأمريكية الجديدة ضد إيران والذي تريد الإدارة الأمريكية تحجيم نفوذها في العراق بكل الوسائل ومنها الإعلامية. فإذا كنا لا نعارض تسريح الإعلاميين العراقيين العاملين فيقناة الحرة-عراق, ولا نعارض التغييرات المهنية التي أُجريت على القناة، ولا نعارض أن يكون نهج القناة الجديد سياسيا يخدم السياسية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط وخاصة في العراق ولا نعارض أن يكون هذا النهج الجديد موجه ضد إيران بالأساس …. إلا أننا بالتأكيدنعارض ونُعيب على إدارة قناة الحرة أن تُخفي عن الناس الغايات الرئيسية والحقيقية لهذه التغييرات التي أُجريت على القناة وتدعي أنها تغييرات أدارية مهنية فقط وأن القناة بحاجة ماسة إليها!!

بغداد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here