السوبرمان .. نوفل حمادي السلطان

رحمن خضير عباس

في فيديو غير مسرب من جهات معارضة للسيد محافظ الموصل. بل صُوِّر على يبدو من خلال زمرة المحافظ نفسه، والمسمى نوفل حمادي الملقب بالسلطان ، والذي تسلطن على مدير مدرسة مسكين ، قاده حظه العاثر أن يعاقب تلميذا.

وقد أظهر الفيديو ( نوفلا) متبخترا مزهوّا بين أتباعه ومريديه وندمائه ، الذين يرتدون الحٰلل الفاخرة ويجلسون على الأرائك المُترفة في غرفة المحافظ. الذي كان يكيل سيلا من الإهانات العنيفة إلى أحد المعلمين.

كانت تهمة المعلم أو مدير المدرسة أنه عاقب تلميذا بالضرب. وقد وقف بإذلال مُتعمد وهو يتلقى هذا السيل من البذاءة ، بإبتسامة خجولة ، وبوجه يتضرج بحرج الموقف.

وقف المعلمُ متلعثما وهادئا ، وهو يحاول بحياء إن يرد إهانات المحافظ (السوقية) والتي تعكس سوء استخدام السلطة من قبل المسؤولين.

وحينما وصل السوبرمان نوفل إلى أوج غضبه ، صاح بمدير المدرسة ” يله إطلع برة” . وحينما همّ المعلم أنْ يخرجَ من الغرفة الفارهة للمحافظ والتي أثثت على حساب حرمان أهل نينوى .

صرخ به المحافظ من جديد :

” ها ماعاجبك كلامي “وأمره بالعودة للمثول أمامه من جديد.

واستمرّ في تمريغ كرامته ، مستخدما كل ما يمتلك من قاموس تافه في الشتائم ، والتي عبرت عن عدم اكتراث المحافظ بإنسانية هذا الموظف الواقف أمامه .

وفي محاولة تلقينه دروسا في التربية ، بواسطة النيل من شخصيته ، في كون هذا الشخص واعني مدير المدرسة غير قادر على تربية أولاده ، فكيف به أن يربي أطفال المدارس !!!

لقد كان الفيديو صادما ومؤلما ومثيرا للغضب .

وقد أحسّ جميع العراقيين الشرفاء ولاسيما المثقفين والمعلمين والأساتذة بأنّ هذا( المخلوق ) وأعني المحافظ ، يحتاج إلى معالجة نفسية أو قضائية ، أي السعي إلى تقديمه الى قضاء عادل ، أو يرسل إلى مصحة نفسية ، لتخليصه من رواسب الميول السادية ، وكأنهأحد الشخوص التي رأيناها في روايات ديستوفسكي .

ومن الطريف أن (سيادة) المحافظ يدافع عن التربية ، بأسلوب غير تربوي ، بل بأساليب الشقاوات والبلطچية وأبناء الشوارع.

أعتقد جازما بأنّ الذي منع المعلم عن الدفاع عن نفسه في تلك اللحظة ، وتجرع مرارة الإهانة، هو الخوف من سلطة هذا المحافظ وقوته المالية والعشائرية ، لا أقلّ ولا أكثر.

لذلك فقد أبان عن حكمة ورجاحة عقل وشجاعة . ورغم أنه كان أعزلا إلا من نفسه ، وبعض الكتب التي يتأبطها ، ورغمَ أنه تجرّع أوجاع الموقف بإبتسامة مصطنعة ، ولكنه لقَّن المحافظ درسا في الأخلاق بصمته وسكوته :

وكأنه يقول له : ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ).

موقف هذا المحافظ مع السيد المعلم يُمثِّل انحدارا في القيم الإجتماعية.

فالديمقراطية لا تعني الإنتخابات الدورية وشراء المناصب كما يعتقد نوفل حمادي.

بل تعني روح المساواة بين أفراد المجتمع. والاحترام المتبادل بين الناس بغض النظر عن مناصبهم.

ووفق هذا النظام ( الديمقراطي) المشوّه والأعرج والذي جعل نوفل حمادي محافظا. لا يعني هذا النظام بأنه وأمثاله من أساطين المال والفساد ، سيتحولون إلى فراعنة ، وبأن باقي البشر أقل منهم مكانة .

كان عليه أن يتحاور مع مدير المدرسة بكل لياقة وأدب ، ويحيله إلى لجنة للتحقيق بالقضية.

ولكنه لم يسلك هذا السلوك في الأسلوب وطريقة الكلام ، لذلك كان الموقف يجسّد لنا مراحل الرّق والعبودية والتي اندثرت ، ولكن محافظ الموصل أحياها .

على نقابة المعلمين أن تدافع عن كرامتها في متابعة الموضوع.

على جمعية حقوق الانسان العراقية ، أن تدين هذا العمل بقوة وحزم.

على قطاع التعليم العراقي أن يتضامن مع المعلم أو مدير المدرسة .بسبب الاهانة المتعمدة التي توجهت له ، والسعي إلى تقديم (المحافظ نوفل حمادي السلطان ) إلى القضاء.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here