فارس بلا جواد

لا تخلو صفاته أو خصاله من كونه شخصية مميزة عن الآخرين ببطولاته وشجاعته ووفائه لأهله ووطنه التي هي محل فخر وعزه لامته مدى الدهر ، و يذود عنهم الصعاب والأعداء فهو حامي الدار سواء كان بقلمه أو بسيفه أو بكلمه حق عند سلطان جائر .
في سجلت التاريخ ظلت أسمائهم محل ذكر الكثيرين،وحتى في المجالس والمحافل الأدبية لمواقفهم وبطولاتهم المشهودة على الواقع لأنهم فرسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى حقيقي وليس ظاهري لفئات معينة .
في هذا الزمان تغيرت الأمور لأننا نعيش في عصر المتغيرات العجيبة و الغريبة لجماعة يسمون أنفسهم بفرسان ، ويتحدثون بلغة رجال الموقف والمرحلة فمنهم من يدعي انه الزعيم أو القائد ، ومنهم مصلح أمور البلاد ومغير أحوال العباد ،و لا نستغرب من سماع هذا الألقاب والتسميات لأنهم من أهل الأحاديث والروايات الغير صحيحة وبدون سند ، ولا يأخذ به وغير متفق عليه .
إذا تأملت في جوهرة حديثهم ، وهم يرون القصص المشوقة ، والأحاديث الطويلة ، وتضحياتهم التي لا تنتهي من سنوات مقارعة النظام البائد والهجر في بلدان المهجر كان من المفترض أن يكون أوفياء لأهلهم وطنهم اللذين تحلموا ظلم الظالمين في كل العهود السابقة ، وفي عهد الفرسان الأوفياء لأحزابهم وأعوانهم وملذاتهم الشخصية .
لو سارت الأيام والسنين وجاء ذكرهم في حديث فإذا كان أهل هذا لزمان يترحمون على من دفن أهلهم أحياء ، فكيف سيكون مشهد ذكرهم لمن لا مواقف له تذكر ، إلا في دمار وخراب البلد ليكون سجلهم التاريخي نقطة سوداء تسجل في سجل الكثيرين منهم، ولعنة مثل لعنة الفراعنة تلحقهم أين ما رحلوا أو حطوا،ولن يسجلهم مسجل الفرسان في سجلاته لان لا مكان لمن لا تنطبق عليه مواصفات أو خصال الفارس الحقيقي .
لعل حمل أو السيف يصعب على البعض في وقتنا الحاضر لأسباب شتى ، لكن قول كلمة الحق أيضا يصعب عليكم ضد أهل الباطل وأعوانهم قلوبكم معنا وسيوفكم علينا تذبحنا بدون أي ذرة من الرحمة أو الشفقة ، والسبب حفنة من المال والجلوس على كرسي لا يدوم لو دام لغيرك لم يأتي إليك ، والثمن مقابل هذا الملك الزائل دم الآلاف من الأبرياء ، وما خلف المئات من الأرمل واليتامى ، وحرمان أهل البلد من خيرته وثرواته .
هذا عهدكم ووفائكم لوطنكم وأهلكم يا فرسان أخر الزمان و بدون جواد .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here