الديمقراطية الاسرائيلية

بقلم/ المحامي سركوت كمال علي
أوصت الشرطة الاسرائيلية في 2ديسمبر 2018م النيابة العامة بتوجيه التهم إلى رئيس الحكومة وزوجته سارة ورجل الأعمال شاؤول إلوفيتش وزوجته إيريس، وذلك ضمن “قضية 4000” المتعلقة بالفساد.
ويُتهم نتنياهو بمنح معاملة تفضيلية لشركة الاتصالات “بيزك” التابعة لرجل الأعمال إلوفيتش، أثناء فترة توليه نتنياهو منصب وزير الاتصالات في الفترة 2014-2017، مقابل تغطية أكثر إيجابية له ولزوجته سارة على موقع Walla News التابع أيضا لرجل الأعمال.
وأكدت الشرطة أن الأدلة التي حصلت عليها تثبت أن نتنياهو ومقربين منه تدخلوا بشكل شبه يومي في عمل الموقع الإخباري واستغلوا علاقاتهم مع صاحب الموقع وزوجته للتأثير على تعيين كبار الموظفين فيه.
وهذه هي ثالث قضية فساد أوصت الشرطة النيابة العامة باتهام نتنياهو فيها، وجاء ذلك في أخر يوم لعمل روني الشيخ في منصب القائد العام للشرطة الإسرائيلية.
وهاجم نتنياهو الشرطة الإسرائيلية بشدة. في الاحتفال لإيقاد الشعلة الأولى من عيد الأنوار (الحانوكاه) مع أعضاء حزب “الليكود” قال نتنياهو: “يثبت نشر توصيات الشرطة في اليوم الأخير من ولاية المفتش العام للشرطة ما قلته منذ اليوم الأول: هذه اللعبة مبيوعة مسبقا. حملة المطاردة ضدنا ما زالت مستمرة”.
هاجم نتنياهو المفتش العام للشرطة المنتهة ولايته، روني الشيخ، قائلا: “ثقة الجمهور بالشرطة لم تكن كبيرة كل الوقت. الإسرائيليون ليسوا أغبياء، أنا أقول ما يقوله الآخرون. نحن نشهد توقيتا غريبا من التوصيات المحددة مسبقا، العملية الوقحة، القصص المزيفة، ومسؤولون أثروا في قرارات القضاة”. وأضاف: “آن الوقت لقول الحقيقة التي يعرفها مواطنو إسرائيل: بُذرت عشرات ملايين الشواقل على التحقيقات المزيفة، ولكن لم تُفحص تغطية إيجابية لعشرات أعضاء الكنيست مقابل سن قانون في الكنيست. لا بيبي، لا يتم فحص هذه القضايا”.
من هو بنيامين نتنياهو:
هو بنيامين بن تسيون نتانياهو ولد في تل ابيب من مواليد 21 اكتوبر 1949م وأصوله من ناحية الأب بولندية أما أمه فولدت بالولايات المتحدة الأمريكية وهو أب لثلاثة أولاد (واحدة منهم من زواجه السابق).
وكان جنديًا وضابطًا في وحدة الكوماندو الخاصة: استخبارات القيادة العامة، في جيش الدفاع (1972-1967) مثل أخيه يوناتان نتنياهو الذي توفي في عملية تحرير رهائن إسرائيليين في عنتيبي أوغندا.
وبعد تخرّجه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدرجة الباكلوريوس في الهندسة المعمارية ودرجة الماجيستير في إدارة الأعمال، كان نتنياهو يعمل مستشارًا في مجموعة بوسطن الاستشارية وأشغل منصب مدير في قطاع الصناعة في الولايات المتحدة وإسرائيل. ومنذ 1976 كان نتنياهو مديرًا لمعهد يوناتان وهو مؤسسة لبحث سبل مكافحة الإرهاب.
شغل نتنياهو منصب مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة (88-1984) وكان نائبًا لرئيس البعثة الدبلوماسية في الولايات المتحدة (1984-1982). في 1984، كان نتنياهو عضوًا في الوفد الإسرائيلي الأول للمحادثات الإستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية. وكان نائبًا لوزير الخارجية (1991-1988) ونائب وزير في ديوان رئيس الوزراء (1992-1991). وكان نتنياهو عضوًا في الوفد الإسرائيلي لمؤتمر مدريد للسلام في 1991 ولمحادثات السلام في واشنطن التي أعقبت هذا المؤتمر. نتنياهو عضو في الكنيست منذ 1988. وفي الكنيست ال13 (1996-1992)، كان نتنياهو عضوًا في لجنتي الخارجية والأمن والدستور والقانون والقضاء البرلمانيتين.
أثناء توليه رئاسة الوزراء، كأصغر رئيس حكومة في تاريخ دولة إسرائيل، فاوض ياسر عرفات في المفاوضات المشهورة بمفاوضات واي ريفر والتي يرى البعض أنه حاول إعاقة أي تقدم في سير المفاوضات بخلاف رئاسة الوزارة التي سبقته والتي تلته، فقد قطعت تلك الحكومات تقدمًا ملموسًا بالمقارنة مع عهده. وإتصف عهده بالهدوء النسبي باستثناء بعض العمليات الاستشهادية الفلسطينية داخل إسرائيل. وفي عام 1996 إتفق مع رئيس بلدية القدس على الاستمرار في نفق السور الغربي للمسجد الأقصى مما أشعل شرارة فلسطينية استمرت 3 أيام سقط خلالها القتلى من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
وبعد هزيمته على يد غريمه إيهود باراك في الانتخابات العامة عام 1999 اعتزل العمل السياسي بشكل مؤقت.

في عام 2002 ترك حزب العمل المشاركة في الحكومة الإسرائيلية وأصبح منصب وزير الخارجية شاغرًا، فقام رئيس الوزراء أرئيل شارون بتعيينه وزيرًا للخارجية، وعمل على منافسة شارون لزعامة حزب الليكود، إلا إنه فشل في المنازلة. وبعد انتخابات 2003 تم تعيينه وزيراً للمالية في حكومة شارون الائتلافية.
حقق حزب الليكود نتائج مهمة في الانتخابات التي أجريت في 10 فبراير 2009، إذ تمكن من مضاعفة عدد مقاعده في الكنيست إلى 27 مقعداً على الرغم إنه جاء في المرتبة الثانية بعد حزب كاديما بزعامة تسيبي ليفني والذي حصل على 28 مقعد.
لكنه استطاع مدعوما بالمكاسب التي حققتها أحزاب اليمين في الانتخابات وعددها 65 مقعد من أصل 120 في الكنيست أن يصبح الأوفر حظاً في تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أوكل إليه رئيس الدولة شمعون بيرس هذه المهمة يوم 20 فبراير 2009، وحازت حكومته على ثقة الكنيست في 31 مارس 2009.
وقام نتانياهو بتأليف عدة كتب بما فيها: “الإرهاب؛ كيف يحقّق الغرب الانتصار” (1986)، “الإرهاب العالمي: التحدي والرد” (1991). وفي الآونة الأخيرة ألّف نتانياهو كتابي “مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم” (1993) و” مكافحة الإرهاب: كيف تستطيع الدول الديمقراطية إلحاق الهزيمة بالإرهاب المحلي والعالمي (1995).
وبعد كل الذي قدمه من تضحيات لإسرائيل وبدلا من مكافاته او منحه اوسمة ونياشين, مهدد هو وزوجته بالسجن.
هذه هي الديمقراطية الاسرائيلية…………………

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here