الأستاذ المحقق..المهديُّ الإمامُ المستضعَف يرثُ الأرض

احمد الركابي
إن من أساليب القرآن الكريم ومعانيه العميقة في رسم منهج الحياة وكيفية السير في مسالك زواياها،وأعطاء الطريقة التي بها يأخذ الإنسان دوره العملي والاجتماعي .
إن البشرية تحتاج إلى إنسان كامل يجسد التعاليم الإلهية وتتمثل فيه الشرائع والأحكام السماوية دون نقص أو زيادة وأن يكون معصوماً عن الخطأ والعصيان وكل ما يعتري الإنسان العادي من انحراف .
إن أوضاع العالم تبعث على الحزن لقد طغت المادة على الحياة الإنسانية وانتشر الفساد وعم الظلم وما زال الاستعمار يبطش بالشعوب المقهورة والأمم المستضعفة والحروب مشتعلة هنا وهناك والأرض مليئة بترسانات الأسلحة المدمرة ، وأن البشرية تنزلق بإتجاه الهاوية والفناء وفي خضم هذا الوضع الرهيب والمظلم فإن هناك بارقة أمل نطمئن لها ونحيا من أجلها لبزوغ نور الفرج والانتظار المطلوب يجب أن يكون إيجابياً كي يبعث في القلوب المنكسرة الطمأنينة والسلام .
يعني لابد أن يظهر الدين الإسلامي على جميع الأديان في يوم من الأيام (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) سورة التوبة الآية 33 ،لابد أن تمتد الدعوة الإسلامية ويمتد النداء الإسلامي إلى جميع أرجاء الأرض وتظهر راية الإسلام خفاقة على جميع الرايات. (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)سوة القصص الآية 5. يعني يرثون الأرض، أي أنهم آخر من يحكم الأرض.
ومن هنا أوضح المحقق الأستاذ إلى التمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين -عجل الله تعالى فرجه الشريف – وهذا جزء من كلامه النوراني جاء فيه :
((الإمام المُستضعف الوارث: قال الله – تعالى -: {{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ?نِ الرَّحِيمِ طسم ?1? تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ?2? نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى? وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ?3? إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ? إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?4? وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ?5? وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ?6?}} سورة القصص، المعنى واضح في التمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين – عليه الصلاة والتسليم -، فمتى يحصل هذا التمكين، وعلى يد مَن؟!! ولا يخفى عليكم أنّ فرعون وهامان وجنودهما قد ماتوا قبل التمكين المحدود الذي حصل لاحقًا وحَكَمَ فيه أنبياء وملوك بني إسرائيل، فمتى سيشهد ويرى فرعون وهامان وجنودُهما ما كانوا يحذرون منه مِن نصر الله المُستَضعَفين وتمكينهم في الأرض؟!! 16- مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ..17- دَابَّةٌ مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ..18- الطَبْعُ والاهتداءُ والساعةُ بَغْتةً…)) انتهى
مقتبس من المحاضرة {8} من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلّم -) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة السيد الأستاذ – دام ظله –
17 صفر 1438 هـ – 18 / 11 / 2016م
نعم ننتظر الحبيب الذی غاب عنا طويلا ونعلم إنه الواقف على ما يدور في قلوبنا تجاهه.. ننتظره إجلالاً له وإکراماً وإعظاماً لشخصه، وأملاً يتحقق في قدومه ليس لنا فقط وإنما للبشرية جمعاء.. بإنقاذها من براثن الاستكبار والطغيان والظلم والجور.. نحن ننتظر بزوغ شمس الضحى لتنير دربنا المظلم وتمنحنا حرارة الوجود.. نحن ننتظر ظهور قائم بالعدل بما تعنيه هذه الکلمة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here