عن أي إستراتيجية للمرأة تتحدثون؟!

أمل الياسري

أكثر من (16) يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، منها ما هو دولي، وأممي، وإقليمي، وعربي، بل وحتى عراقي وإسلامي، يستذكره العالم ولكن هل تمكنا من وقف العنف ضدها؟! هل إستطعنا النهوض بواقعها، لتأخذ مكانها الطبيعي في الحياة؟ والإجابات ترفض النهوض! فأخطر حالات العنف ضد المرأة، هي التي تتحول الى عادات وحقوق طبيعية، وبخطوات خارج المألوف، لذلك تشعر المرأة بالذهول، من تلك الأعاصير التي ألمت بها.

لو إستعرضنا التأريخ الإنساني، لوجدنا المرأة حاضرة في كل محطة مفصلية، بحياة حافلة بالعطاء والإيثار، والحضور والتألق، ونراها تسجل موقفاً حقيقياً لصالح الحق، فلمَ لا يتم تفعيل وتنفيذ القرارات والإستراتيجيات الخاصة بحقوق المرأة، مع أن النصف الآخر وهم الذكور، يدركون أن عملية التطور المجتمعي، لا يمكن أن تتم بدون إشراك حقيقي للمرأة؟ كما أن المرأة أقوى من التحديات، وعزيمتها قوية، وإرادتها صلبة متغلبة على الخوف، وهي النصف المحرك للمجتمع، فبدونها لا تبنى مجتمعات متحضرة وواعية.

هل ستقدم الحكومة الجديدة، صورة جديدة عن دور المرأة لتأخذ مساحتها الكافية؟ ولهذا نوجه السؤال لمَنْ وضع الإستراتيجية العامة، لمناهضة العنف ضد المرأة في العراق، وبالشكل الآتي: كيف لكم أن تبنوا وطناً دون أن تبنى المرأة؟ الأ يجدر بالمرأة في العراق الجديد، أن تسعى لرسم مكانة عادلة في المجتمع، تتناسب مع الالتزامات الوطنية، والدينية، والانسانية، والإجتماعية حيث التكاملية في الأدوار بين الرجل والمرأة، خدمة لوطنها؟

عند وضع الخطة الإستراتيجية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة، يجب أن تلتفت الحكومة الى عدد النساء المعنفات، والمقهورات، والأرامل، والثكالى، كما يشار الى أن المرأة اليوم بعد عام (2003)، تنتظرها أدوار كبيرة ومهمة في عميلة التغيير والإصلاح، ولكن مع الأسف هذه الأدوار غير مفعلة، وما زالت الحكومات السابقة والحالية، محشورة بتصوراتها التقليدية الضيقة، لدور المرأة في المشهد العراقي، فقضية العنف ضد المرأة، والتمييز بينها وبين الرجل قضية محورية، لا بد أن نقف عندها ونعالجها سريعاً.

ديننا الإسلامي يرفض رفضاً قاطعاً التمييز بين الرجل والمرأة، ويعطي التصور المناسب لعملية التمايز، وكيفية توزيع الأدوار التي تكمل بعضها البعض، فلا تحصر مهمات المرأة بقضايا هامشية وثانوية، بل يراد البدء بجدية وفاعلية للدفاع عن حقوق المرأة، وتدريبها، وتمكينها، وتأهليها لتتحمل مسؤولياتها في إدارة المجتمع، بما لا يتقاطع مع إلتزاماتها الخاصة كإمرأة، وهي إشارة مهمة الى المرأة لتبدأ بنفسها أولاً، فالتغيير يبدأ من داخلها أولا.

الدعوة موجهة الى مَنْ يمتلك القرار: إبدأوا إستراتيجيتكم بالقضاء على العنف اللفظي، والمعنوي، والجسدي، والأسري، والمجتمعي، ليكون لديكم أرضية مناسبة، تلعب فيها المرأة إستحقاقاتها الفعلية على أرض الواقع، لأن المرأة ليست بضاعة أو خطيئة، بل هي كائن حي له كرامته وحريته، فيجب علينا أن لا نغرق في أخطاء الماضي، ونذكر العالم بأن العنف ضد المرأة، عبارة بحاجة الى محامين منصفين أذكياء، وأن نوعية عطاء المرأة هو الذي يحقق الإنتصار، فنحن ننطقها ببراءة وغيرنا يفهما بخبث!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here