الفوضى الخلاقة لا زالت قائمة و نشطة !!

بقلم مهدي قاسم

بعض الريفيين والقرويين الذي قدموا إلى العاصمة بغداد للسكن في أحيائها وجعلوها متسخة و قذرة مع بيوتها العشوائية ، اعتقدوا بعد سقوط النظام السابق، أن كل شيء بالنسبة لهم قد بات مباحا و متاحا و مستباحا لهم ، فحوّلوا شوارع بغداد و أرصفتها إلى أمكنة أشبه بحظائر و إسطبلات ، حيث قطيع أغنام و حمير تسرح وتمرح أو تنعس و تترّوث بلامبالاة و عدم اكتراث ـ وعلى قرب منها أعمدة ” مسالخ ” منصوبة لتعليق جثامين خراف مذبوحة ومسلوخة جلود معروضة للبيع في وسط سحابات غبار و دخان و ذباب !..

وفي أرصفة مقابلة بياعو جوارب وقمصان و سترات بالية و أحذية مهترئة و ” خردوات ، أخرى مختلفة و متنوعة ..

وكل ذلك ” مزدان ” بأكوام عالية من نفايات و زبالات ترعى عليها قطعان أخرى من خراف أو صخول تنتظر دورها في الذبح و السلخ في الهواء الطلق ..

إلى جانب حاويات قذرة و صدئة وشبه فارغة !!..

أرصفة محتلة إلى ما بعد حافة الشارع و جزءا منها أيضا نحو الداخل حيث حركة المرور مزدحمة وبطيئة ..

غير أن الملفت للنظر شراسة هؤلاء الباعة و تصرفهم العدواني وكأن هذه الأرصفة تعد ملكا لهم ، وذلك بسبب استقوائهم أما بالعشيرة أو بالمليشيات ، فيقومون بعمليات اعتداء على مفتشي و عمال البلديات الذين يطالبونهم بضرورة إخلاء هذه الأرصفة وعدم جعلها حظيرة للبهائم ، لكونها موجودة خصيصا لمرور المشاة فقط ..

بطبيعة الحال ، البلديات أيضا غلطانة ومقصرة ، إذ يفترض أن تقوم بإنشاء أسواق حديثة لهؤلاء الباعة مقابل بدل إيجار مقبول للطرفين ليستطيعوا الاحتفاظ بعملهم و رزق أطفالهم ..

في النهاية لا المسئول البلدي يجيد مهنته ، ولا البائع يريد أن يفهم ما له من حقوق وما عليه من التزامات قانونية وأنظمة و قواعد أصولية يجب أن يُلتزم بها بين الدولة والمواطن ..

أنها مرحلة الفوضى الخلاقة القائمة بكل دأب والتي أوجدها الرجل ” اليانكي ” و فرضها على العراقيين الذين لا زالوا ” يتفاعلون ” معها وتحت ظلها ، وبنشاط و فعالية و انسجام منقطع النظير بين مواطن مستقوي على هيبة الدولة غير موجودة أساسا و بين مسؤول فاشل أصلا !..

هامش ذات صلة :

(بائعو مواشٍ وخضروات “يعتدون” على مسؤول ببغداد اثناء ازالة تجاوزات ــ عن صحيفة صوت العراق ) .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here