مجلس العداء الخليجي

بقلم / المحامي سركوت كمال علي
مجلس التعاون الخليجي هو إحدى المنظّمات الإقليميّة التي تتكوّن من الدول العربيّة المطلة على الخليج العربي، ويتكوّن حالياً من ست دول تتمتّع بالعضويّة الكاملة وهي المملكة العربية السعوديّة، والإمارات وسلطنة عُمان والكويت والبحرين وقطر، وتتمتّع دولتا العراق واليمن بعضويّة جزئية في بعض اللجان التابعة للمجلس كالرياضيّة والثقافيّة، وذلك لكون العراق دولة مطلّة على الخليج العربي، ولكنها لم تنضم إلى عضوية المجلس في فترة حكم صدام حسين، واليمن الامتداد الطبيعيّ والاستراتيجي لدول المجلس، ومن المتوقع أن تحصل الدولتان على العضويّة الكاملة في المجلس.
تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو 1981م بالاجتماع المنعقد في العاصمة السعودية الرياض بالمملكة العربية السعودية وكان أمير الكويت الأسبق الشيخ جابر الأحمد الصباح صاحب فكرة إنشائه.
و تعد كل من جمهورية العراق باعتباره دولة عربية مطلة على مياه الخليج العربي ولها حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية و دولة الكويت والجمهورية اليمنية باعتبارها الامتداد الاستراتيجي لدول الخليج العربي دولاً مرشحة للحصول على عضوية المجلس الكاملة حيث يمتلك كل من جمهوريتي العراق واليمن عضوية بعض لجان المجلس كالرياضية والصحية والثقافية.
وكان الغرض من تأسيس مجلس التعاون الخليجي هو تحقيق الاهداف التالية:
1- تحقيق التعاون والتكامل بين دول المجلس في جميع المجالات وصولا إلى وحدتها.
2- توثيق الروابط بين الشعوب.
3- وضع أنظمة متماثلة في مختلف الميادين الاقتصادية، والمالية، والتجارية والجمارك، وغيرها من الأنشطة الاقتصادية المختلفة.
4- دفع عملية التقدم العلمي والتقني في مجالات الإقتصاد المختلفة عن طريق إنشاء مراكز بحوث علمية.
5- إقامة مشاريع مشتركة، وتشجيع تعاون القطاع الخاص.
في 9 ديسمبر 2018م, انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي في السعودية وظهر المجلس الحالي منقسما بصورة واضحة، إذ تبدو قطر في جانب واحد، في مواجهة حلف يشمل السعودية والإمارات والبحرين، بينما تبدو كل من الكويت وسلطنة عمان في حالة أقرب إلى الحياد، وهو ما يعني في نهاية المطاف أن المجلس لم يعد من وجهة نظر العديد من المراقبين كتلة واحدة.
ومع تداول الأحاديث عن أن المجلس بات في وضع متردي، تنطلق الاتهامات بتحميل المسؤولية عما وصل إليه، لأطراف مختلفة فالبعض يحمل ذلك لقطر بسياساتها، والبعض يحمله للسعودية وحلفائها وسعيهم للهيمنة.
وقال الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد في مقال له في صحيفة الشرق الاوسط تحت عنوان “هل حان إنهاء مجلس التعاون ” شكوكا حول جدوى استمرار مجلس التعاون الخليجي في ظل أنه “فشل فشلاً ذريعاً في ردع الاعتداءات داخل المنظومة، وعجز عن وقف السلوك العدواني من دولة واحدة لأكثر من ربع قرن”.
ويقول عبدالرحمن الراشد في ختام مقاله: “مجلس التعاون اليوم انشق إلى مجلسين وإن استمر الوضع المتأزم كما هو اليوم، فسينتهي مجلس التعاون لدول الخليج إلى غير رجعة، إلا من اتفاقات ثنائية “.
الانجازات التي حققها مجلس التعاون الخليجي :
1- منذ تأسيسها لم يحقق المجلس أي نجاح يذكر في المجال العسكري والامني وذلك لعدم اقتناع بعض دول المجلس الى مفهوم الامن والتعاون المشترك وهذا ناتج من انعدام الثقة بين دول المجلس.
2- ما زالت وحتى هذه اللحظة دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد في حماية مصالحها ومنها على الدول العظمى وغيرها من الدول على الرغم من وجود قوات ما يعرف بدرع الجزيرة الذي تأسس في 1983م.
3- عدم تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول المجلس.
4- اعتماد كل دولة من دول المجلس في سياستها واقتصادها وامنها على دولة من الدول العظمى.
5- التمسك بالسيادة سبب من الاسباب التي تقف حائلا دون تحقيق أي وحدة حقيقية بين دول مجلس التعاون.
6- انقسام المجلس الى عدة تكتلات , قطر تتحالف مع ايران ضد السعودية والامارات والبحرين ,الكتلة الثانية السعودية والامارات والبحرين تتحالف مع مصر التي تعادي قطر بسبب احتضانها لجماعة الاخوان.
7- تآمر دول المجلس بعضها على بعض ووسائل الاعلام خير شاهد على ما اقول.
8- سلطنة عمان دائما تأخذ موقف الحياد من كل قضايا المجلس وان دل هذا على شيء فانه يدل على عدم قناعة السلطان قابوس بهذا المجلس.
9- لو كان المجلس متعاونا حقا, لكان مشكلة اليمن قد حلت منذ سنوات, وانتهى الحوثيون منذ سنوات.
10- يشترك كل دول مجلس التعاون الخليجي في ان لها علاقات رسمية في الباطن مع اسرائيل.
11- قطر تدعم حركة حماس وعزمي بشارة يتخذ من قطر مقر اقامة له.
12- السعودية تدعم السلطة الفلسطينية, الامارات تدعم معارضي السلطة الفلسطينية مثل محمد دحلان وغيره.
13- قطر متحالفة مع ايران , وايران تدعم الحوثيين في اليمن والسعودية تقاتل الحوثيين منذ سنوات.
وباختصار فان مجلس التعاون الخليجي يمكن ان نطلق عليها مجلس العداء الخليجي.
واخيرا هذه اهم الانجازات التي حققتها مجلس التعاون الخليجي على مدى اربعين سنة من تأسيسها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here