مقعد برلماني .. خير من محافظ على الشجرة

خالد الناهي
كلاهما حين جد الجري بينهما قد اقلعا…
أصعب الاوقات يمر بها الانسان، عندما يكون بين خيارين يرغب بكليهما ويجب ان يختار احداهما، ولا يمكنه الحصول عليهما معا .
عمر ابن سعد والحر الرياحي كلاهما كان يعيش صراعا أخر غير معركته على الارض، حيث كان هناك صراع بين الضمير واختيار الدنيا على الاخرة او العكس.
اسعد العيداني، رشح لمجلس المحافظة وفشل، فعاد الكرة ليرشح في مجلس النواب ايضا لم يوفق هذه المرة، بالرغم من كونه ابن الشيخ العام لعشيرة العيدان.
تيار الحكمة حقق له ما لم يكن يحلم به، وبين ليلة وضحاها، اصبح محافظا للبصرة، فأصبح ينطبق علية المثل الشعبي ” يا من تعب يامن شگه, يامن على الحاضر لگه”
محافظ مستقل، ابن البصرة، مهندس، ملياردير، شايف وعايف، هذا ما يقوله ابناء عشيرته.
كان الاولى له ان ينشغل بحاجات البصرة، ومحاولة توفير ما يمكن توفيره من خدمات للمحافظة، فالحقوق تؤخذ ولا تعطى، لكن للأسف أقحم نفسه في السياسة، ورشح مع كتلة رئيس الوزراء السابق ” حيدر العبادي” انشغل عن البصرة في وقت كان سكانها كالبركان يغلي تحت الارض، ويبحث عن متنفس ليثور ويصل الى عنان السماء.
بعد ان سخرت كل الامكانيات، من اجل الحملة الانتخابية، استطاع الرجل الحصول على مقعد برلماني.
محافظ البصرة، وعضو مجلس النواب، كالأختين لا يمكن الجمع بينهما، وعلى السيد العيداني ان يختار واحدة.
لكن هل الامر بهذه السهولة؟ قطعا لا
ان اختار ان يكون عضو مجلس نواب، سيأفل نجمه وتذهب سطوته، التي لولاها لم يحصل على كرسي البرلمان، بالإضافة الى عنوان محافظ اغنى محافظة في العراق له طعم خاص، وفيه امكانية هائلة.
ربما البعض يقول .. الامر محسوم ليقدم الاستقالة من مجلس النواب، ويبقى محافظ، ويتمتع بكافة الامتيازات المحافظ.
ايضا الأمر ليس بذلك الطريق السالك، فهو يخشى ان أقدم على تلك الخطوة، يخسر المقعد ومنصب المحافظ ايضا، فيكون مثل ابن سعد لا الدنيا ولا الأخرة.
العيداني أنكر للحكمة فضلهم، وتنصل من عهوده مع زعيمهم بخدمة البصرة وتقديم ولو الشيء اليسير مما يستحقونه، لذلك الرجل يدرك انه مثلما استيقظ صباحا ووجد نفسه محافظ البصرة، يمكن جدا ان يستيقظ فيجد نفسه خارج بناية المحافظة، وينقل ان هناك خطوات جادة لذلك.
سيدي محافظ البصرة نصيحة محب لأهل البصرة, انت لم توفق في تقديم شيء لمدينتك وأهلها .. لذلك ” مقعد بالبرلمان .. خير من محافظ على الشجرة”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here