العيداني. ..فوز بطعم الخسارة

عباس البخاتي

قالوا عن السياسة أنها فن الممكن، يبدو أنها فعلا بهذا الوصف حتى وإن تجسد الممكن في خيانة العيداني لمن كان سببا في وصوله إلى ما هو عليه .

إن هذا الأمر لم يعد مستغربا في وضع استثنائي توفرت فيه كل مقومات الخداع والتضليل .

إنه سوء الطالع الذي اكتنف العيداني الذي توقع الجميع أنه سيحدث طفرة نوعية في الأداء الخدمي لمحافظة بحجم البصرة وما تعانيه من نقص في الخدمات والذي لا يتناسب مع توفره للعراق وما تحتوي أرضها من خيرات .

كان حري بالعيداني أن يستثمر الإخفاقات السابقة لصالحه ويصحح من الأداء الخدمي السيء الذي سار عليه من سبقه من المحافظين السابقين .

يبدو ان الرجل لا يختلف كثيرا عمن سبقه وهذا ما تحكيه أحوال تلك المدينة التي أضحت نقطة تقاطع الإرادات في مشهد ينذر بخطر محدق بالبلاد .

بالرغم من الأداء السيء للعيداني،إلا أنه كان داهية في اغتنام الفرصة، حيث استثمر اللامبالاة المعهودة للناخب العراقي ،وطرح اسمه كمرشح عن حزب المؤتمر قائمة النصر التي فاز بأصوات ناخبيها في الإنتخابات الأخيرة .

بغض النظر عن الأثر الإيجابي المتوقع من فوزه في نظر ناخبيه، إلا أنهم اسبشروا خيرا بعد إعلان نتائج الإنتخابات وذكر اسمه ضمن الفائزين .

لا شك ان فوز المرشح من الأمور التي تدخل السرور على قلب الناخب وتزيد ثقته بالعملية السياسية، إلا أن فرحة ناخبي أسعد لم تكتمل بعد زهده بمقعده البرلماني وتمسكه بكرسي المحافظة والذي يبدو أن لسان حاله يقول إن الرجل (ما ينطيها) على طريقة حليفه المالكي ذو الولايتين .

كيف يقرأ ناخبيه رفض بقية الكتل استمراره محافظا للبصره؟ وأين منهم ثقافة الاعتراف بالشريك الآخر؟

إذا كان منصب المحافظ مهما بالنسبة للعيداني؟ لماذا رشح نفسه للبرلمان وهو يعلم نسبة الفارق بين النائب والمحافظ ؟هل يتصرف العيداني بذهنية العيداني نفسه؟ أم أن آلة التحكم عن بعد لها دخل في ذلك؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here