كنت في عمّان فبكيت على أبوابها ونسيت على أبواب اربد عيوني

المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

اليوم السبت 15 – 12 – 2018 م، الذكرى العاشرة لرحيل أبي(رحمه الله)، تمتزج بمرور عام وتسعة أيام على رحيل أمي، ولأنها أمي ثم أمي ثم أمي، وأنا الذي صليّت عليها صلاة بلا ركوع بعد قيام صلاة عصر ذلك اليوم، وأنزلتها برزخها ووجهت وجهها نحو القبلة، ودفنتها بيدي فدفنت قلبي معها، كما دفنت أبي قبل عشر سنوات، فغدت وأبي كطيف يلوح بين فترة وأخرى، أمي ثم أمي ثم أمي ثم أبي.

أبي وأمي اليوم يقولان لكم من لحدهما في سما الروسان وقولهما بالعضل: يا بعض العرب..من أيّ صلصال قدّت قلوبكم؟ وبأيّ ذنب تذبحون أصل العرب في اليمن؟ ويا بعض بعض العرب، ويا بعض بعض أمتي، ويا بعض بعض قومي، أفصحوا عن مضمون مدياته لصلصالكم هذا الذي قدّ الله منه قلوبكم القاسية؟ وعبر أيّ مدرسة صيغت ولقّحت عقولكم؟ يا نتاجات فكر ابن تيمية، عليكم أن تشكروا مجلس الأمن الدولي الآن وبعمق، الذي طالما حاربكم وكانت قراراته تقتل شعوبكم، وعبر الفيتوهات الأمريكية على مشاريع قراراتكم المصاغة باللون الأزرق، بعد أن عمّدت بالدماء القانية في فلسطين المحتلة، اليوم يا بعض العرب لا فيتو على مشاريعكم ولا على مطالبكم، كونها مشاريع تقتل العرب بالعرب وتزيد الانقسامات الأفقية والعامودية بينكم، تعيدكم إلى ثنائية تاريخية(مناذرة وغساسنة)عرب يقتلون عرباً ومسلمون يقتلون مسلمين، إنّ ما يجري في حواضركم يا بعض العرب، إن في اليمن الذي يذبح من الوريد إلى الوريد بسكاكينكم المسمومة، وخناجركم المغروسة بالخواصر، وان في سورية التي تستنزف شعباً وجغرافيا وديمغرافيا، ونسقاً سياسيّا مقاوماً، وان في العراق المراد تقسيمه إلى ثلاث دول، وان في ليبيا والتي صارت أرض وبلاد مملوكة على الشيوع لأسفل خلق الله، وما يحضّر للجزائر الدولة والدور والمقدّرات والشعب والنسق السياسي، وجلّ جلّ دول بلادنا وساحاتنا الضعيفة والقوية على حد سواء، وان في قطرنا الأردني، حيث خصوماتنا خصومات طفولية، هذا الذي يجري كموت زؤام هو مشاريع لتدمير الإنسان العربي، وسوف يكشف المستقبل لنا وقريباً، وسيسجل التاريخ وبرأس الصفحة الأولى، إنّ الذين دمّروا ما تبقى من العروبة هم العرب أنفسهم، وستكشف الأرقام حجم ونوع المال الذي دفع من قبل العرب لإحراق بيوتهم وجنّاتهم، ولتنفيذ وعد بلفور بنسخته الثالثة، بعد ان كانت مبادرتكم العربية للسلام في بيروت(بلفور اثنين). وفي ذات السياقات الزمنية تطرح فيها المشاريع الاقتصادية الكبرى، ولكنها وهمية لإلهاء الشعوب بمستقبل وهمي خيالي غير واقعي، لا يمكن أن يكون مشرقاً حيث القرار مرهون بيد الخارج الباحث عن مصالحه عبر بعضنا كوكيل. اليمني بمكوناته، لم يلجأ حتّى اللحظة إلى خياراته وهي مفتوحة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني العربي عليه، حيث طبّق حتّى اللحظة إستراتيجية الصبر بدقة وعلى طريقته وبانضباطيّة فريدة من نوعها، وان كان باعتقادي ردّ ردّاً مزلزلاً في عدم الرد العميق حتّى الآن(اللهم الاّ بضع صورايخ استراتيجية بالستيّة مطوّرة، أصابت عاصمة العدوان على اليمن في منحرها، يحاول الكابوي الأمريكي من جديد وبعد العراق العربي، أن يجعلها سببا لشن عدوان على ايران المسلمة، عبر مسرحيات اليانكي بنسخه المختلفة)، فعرّى العدوان البربري عليه، وعرّى مجمل بنك أهداف العدوان الوحشي. اليمني خذله البعض العربي، والبعض الإسلامي، والبعض الغربي، وخذله مجلس الأمن الدولي، حيث قبل اقتراحات المعتدي(الجلاّد)وأهمل الضحية وجلدها مع المعتدي وذرف دمعاً كذباً عليها. إنّ قرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص الحدث اليمني إغراقاً للمعتدي في مستنقع الحدث اليماني، والمراد من خلاله إعادة انتاجات للمعتدي عبر تقسيمه كجغرافيا خاصة مع بروز نجم غلامه ونشر خاشقجه. لم يتوقف المعتدي من البعض العربي أمام قول الكابوي الأمريكي له: أنّ الخطر الحقيقي عليكم هو من دواخلكم ومنتجات مدارسكم الفكرية وليس من إيران. أبي .. أمي أرضنا العربية، صارت وكر ذئاب داعشيّة بفعل بعضنا، أبي الوضع العربيّ من الخليج الحائر إلى المحيط الهادر، يمارس الاستمناء أمام مشاريع السلم الغربية، ويشرب الأنخاب مع جلّ جلّ السفلة من أمثال السافل ترامب الجمهوري كما شربوها مع أوباما وهو في طور رحيله عن الحكم، وجلساتنا في الأمم المتحدة جلسات صوفية، أبي .. أمي وشيوخ مشيخاتنا العربية ولدوا من المهد دعاة حريّة وحقوق إنسان وحاكميه رشيدة، وديمقراطيين درجة الثمالة، صرنا يا أبي ويا أمي نتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات الأمريكية، فماذا يدعى هذا يا أبي ويا أمي؟ قولا لي بربّكما الله. ماذا يدعى يا أبي ويا أمي أخذ الجزية في القرن الحادي والعشرين، ماذا يدعى تبرئة فرعون مصر من سفك دماء ميدان التحرير في التاريخ العربي، أصرخ يا أبي ويا أمي في وجوه بعضهم: أعرب أنتم أم ماذا؟ أبشر أنتم أم ماذا؟ (ولكوا)الذئبة تحرس نطفتها، والكلبة تحرس نطفتها، والبغلة تحرس نطفتها، أمّا أنتم فماذا تحرسون؟ لا تحرسون غير شهواتكم وجلّ ماءكم المهين في الرحم الحرام، أعرب أنتم أم ماذا؟ ويلي عليكم، ومع كل ذلك فلن تتلقح أرضنا إلاّ باللغة العربية وبلسان عربيّ مبين، رغم عهركم وذلّكم.

وطننا العربي أبي على مفترق الطرقات… صار وطن أشلاء… وطن إمارات إسلامية… وأفخاذ ونهود وفتاوي ونكاحات… ووطن(خوازيق) نيتويّة في زمن داعش ودامس، وكلاهما يا أبي ويا أمي الفاحشة. أي أبي احمد وأي أمي هناء: في مثل هذا اليوم من كل عام أستحضر كل الحروف والكلمات في لغتنا العربية، لكي أراقصها وتراقصني، وأداعبها كخليلة من ما ملكته يميني وتداعبني، فهي تأبى الاّ أن تصافح، والكلمات الاّ أن تراقص. في ذكرى يوم رحيلك من كل عام ميلادي يا أبي، يضرب هذا اليوم بحوافره ضلوع صدري وسجون قلبي وسياج عقلي، لأرى فيالق الكلام وكتائب النثر وتراكيب ودروع اللغة كلّها تتجلّى أمامي، ونواصي الحروف تدعوني لأملكها. أبي في ذكرى يوم رحيلك ورحيل أمي، تخرج الكلمات من أغمادها كما تخرج السيوف، والأخيرة تخرج لتلمع وتقطع، وكذا كلماتي وعباراتي يا أبي ويا أمي. من شدّة غضبي وحزني على جلّ عربنا، أي أبي وأي أمي أعلمكما أني ما زلت أواصل سكري بالكون من دون مزج، ويربكني أنّ أقوى الخمور الرديء، وأغسل حنجرتي بالنبيذ، ففي القلب حزن جبان وحزن جريء.. صدقت يا مظفّر. علّمتموني وإخوتي يا أنّ من شاء خلاصه… من عار لطّخ كلّ مساحة جبهتنا… فليزرع في رأس من خان رصاصه! وأخبركما اليوم أنّنا وعبر بعضهم في مدن ملحهم، قد زرعنا في رأس من خان رصاصه، لقد أنقذ الأحرار منّا وجه الثقافة العربية الكبرى من عار السكوت وعار السجود للمال السحت المخلجن، انّه زمن حريات الطاعون الأسود هذا الزمن الذي يقتل فيه المسلم أخاه المسلم، كي ينكح حورية في السماء يا أبي ويا أمي. نعم انّه زمن حريات الطاعون الأسود الوهّابيّ وزمن الفكر البنطلوني يا أبي ويا أمي، وذاك الوحش البشري من الجيش الكر، آكل كبد الجندي السوري الطبيعي الشهيد، الوحش أبو صقّار يا أبي ويا أمي حفيد هند زوج أبي سفيان، آكلة كبد أسد الشهداء حمزة الهاشمي في وقعة أحد، خاطبته قائلاً: تبّت يداك وتب يا آكل القلب والكبد… تبّت يداك وتب … تبّت يداك وما كسب فاك وجوفك اللعين يا آكل القلوب والكبود…. (( ستصلى ناراً ذات لهب)) في جيدك حبال وحبال من مسد. هذه الثورة يا أبي ويا أمي والتي ما بقي ثور بريّ بالبريّة الاّ ولقّحها وذاق عسيلتها، وبعد أن ذاق عسيلتها طلّقها ورماها، على أطراف الطرقات كزجاجات الجعّه الفارغة وعلب السجائر، فلو أجرينا أبتاه أمّاه فحصD.N.A ، لذاك الجنيين المتكون برحم ما سميت بالثورة في شامنا، لوجدنا الأب متعدد الأطراف مختلف اللغات والجينات والأثنيات والألوان.

يخاطبني أبي وأمي من قبرهما يا عرب ناصحين لكم ولي فيقولا: (…إن كانت هناك من نصيحة أسديها إليكم كل يوم، فهي أن لا تجلسوا إلى موائد الكلام عندما يكون طهاة الكلام، من أبناء البغايا والسبايا وعبيد الطغاة والشهوات، ومن سلالات قطّاع الطرق واللصوص، لأنّه لن يكون في قدور اللغة إلا لحوم البشر ونكهة الزنا، ولن تغرف آذانكم إلا مرقاً من دم الكلام ودم الحيض!). بعض ثوّارنا يا أبي وأمي كتبة وظاهرة صوتية وصورة عبر فضائيات العهر السياسي، كؤوسهم المشبّعة والمعبّئة بخمر ذلّهم وصديد نسائهم، تنطقوا وعلى رأس كل سنة ميلادية: القدس قدسنا والثورة ثورتنا وانّا لقادمون …. قادمون …. لكنّ قدومهم يا أبتاه وأماه وقبل فجر الأول من العام الميلادي الجديد، والذي هو ذكرى ميلادي من كل عام وربيعي الأول، لا يكون قدوم هؤلاء إلاّ تحت لحاف الزنا مع ثائرة وثائرة أخرى يتسربلون ببعضهم البعض، ومن تحت ركام ماخور وماخور وماخور. بعض ثوّار الربيع العربي يا أبي ويا أمي غادروا ساحات أوطانهم، بفعل الطرف الثالث بثورتهم إلى أخرى من الساحات، عظامهم تراها من فوق الجلد جليّة وهم عبر الحدود يهربون، وببرقع النساء يتنكرون كرياض حجاب فضيحة مؤتمر الرياض ما غيره، منحته بلادي لجوء سياسي في لحظة تيه وضغط وتوهان، هؤلاء وتعد أضلعهم ضلعاً ضلعاً، وبعد شهور ستة أو تزيد، تكرّشوا وتكرّشوا وتكرّشوا، حتّى عادوا بلا رقاب يا أبي وأمي، بفعل السحت من المال المخلجن، المجبول بدماء أبناء أوطانهم، كي توهبن بلادهم يا أبي ويا أمي، فوق رؤؤس قطعوها، ورقاب جزّوها، وبطون حوامل بقروها، وعيون فقؤها، وبكارات عذارى فضّوها، وحتّى من حرّض بكتاباته على ذلك نشروه ونشروه يا أبي ويا أمي. أي أبي وأي أمي: سألني أحدهم من أنا؟ فأجبت أبتاه أمّاه كما علّمتموني:- أنا صوت صفير الشظايا، لضحية أرادوا قتلها فلم تمت! ووقع صدى قضية، أرادوا وأدها فآثرت الحياة، كان اسمها فلسطين، فصار اسمها فلسطين، وسيبقى اسمها فلسطين، رغم جولات كوشنر وزمرته ودبلوماسيات الشعوذة والصعلكة العربية، رغم أنفهم وكبرهم وجبروتهم هؤلاء: من يهود صهاينة، ومسيحيين صهاينة، وعرب صهاينة، ومسلمين صهاينة. أبي وأمي عربنا وعرباننا معرفون بدموع الوقوف على الأطلال يبكون، ولعلّ أشهر دموعهم على الإطلاق يا أبي، هي دموع أبي عبد الله الصغير عندما غادر قصره في الأندلس صاغراً مطروداً والى الأبد، فبكى مثل النساء ملكاّ لم يحافظ عليه مثل الرجال. أه يا أبتاه ويا أماه كم نحن متعبون بعروبتنا، وجواسيس العصر بعباءات عربية، نعم سنموت يا أبي ويا أمي ولن تموت بلادنا، وسنموت ولن تموت الحكايا التي ستحكى عنّا والتي اختلطت دماؤها بدمائنا، والتي ستحكي عن دمنا الذي نروي به سوريتنا الطبيعية النازفة، وقلبها دمشق العروبة الناهضة، محاطةً بوصيفات محراب عروبتها، عمّان الحزينة المغلوبة على أمرها والذي يزاحمها الغلام الوهابي في رعاية المقدسات في قدس الأقداس عبر مضامين صفقة القرن، تصفية القرن، لخلق لا أقول وطناً بديلاً، بل دولة بديلة ونظاما بديلاً بديمغرافيات جديدة… لا أظن أنّها ستستورد غازاً محتلاً عبر التيس المستعار الشريك الأمريكي يا أبي(رغم توقيع اتفاقية الاستيراد)… لأنّ فيها ملك لا يضام عنده أحد… ورجال في دولته إذا أرادوا أراد الله… لا يزاودنّ عليهم أحد في وطنيتهم، وبيروت المصادرة وجع القصيدة، وفلسطين المغتصبة الدامية والدامعة. فسوريتنا الطبيعية يا أبي لا تموت ولا تلد ولا تولد، وسورية هذه يحميها من(( … لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد)). في الذكرى الأولى: من رسالة إلى أبي في يوم رحيله ومن أبي إلى الكهنة، وفي الثانية: أبجدية الرجال أنت يا أبي وشهم أتى، والساعة أشدّ وأمرّ، وفي الثالثة: من عالم البرزخ يقول لكم أبي: هل عرب أنتم؟!، وفي الرابعة: كهنة قومي وشامنا وسنونو الخليج وذكرى رحيل أبي، وفي الخامسة لهفي عليك أبتاه … وقلّة صار الرجال وفرّخ الجبناء إلى السادسة بوح إلى أبي … تعب القلب يا شام وما تعبت، الى السابعة: ختنوا أدمغتنا يا أبي… فأنتجوا لنا سلّة فواحش…وهذه الثامنة: سورية تتوازن سورية تتعافى وبعض ثوّارنا يا أبي كتبة! الى التاسعة : أبطال(المولوتوف)سيشلعون اسرائيل من جذورها يا أبتي، وها نحن بالعاشرة: كنت في عمّان فبكيت على أبوابها ونسيت على أبواب اربد عيوني. اليوم الخامس عشر من كانون الأول لعام ألفين وخمسة عشر، اكتملت دورة الزمن عشر سنوات يا أبي، رحلت يا أبي عن هذه الدنيا، وما زال لغز الأمّة كما هو بلا حل، اقتادوه أذناب أذناب المشروع الصهيو – أمريكي دون صلاة إلى بلاط سلاطين وملوك الحياة، مكبّلاً بشال أحمر حريري يا أبي، ونحن ما زلنا في أول تسطير كلمة حق في “مستندات” أبت أن تكون في حقيقتها حق، لأنّها مرفوضة بفعل الآخر الدخيل، في أن تصرف على مذبح القدس والحريّة، رحلت يا أبي والأمّة ما زالت تتخبّط في غيّها، وربيعها العربي تساوره الشكوك، ولكنك كغيرك من الشيوخ والرجالات والآباء، أبقيت فينا الأمل، لكي نعيد صياغة الحاضر من جديد، ونستذكر الماضي، ونأخذ العبر لكي نستشرف المستقبل المشرّف، بل نستولوجيا المستقبل وما ورائه، بعد أن لعنت اللغة العربية أهلها، واستحلفتهم بالله الواحد القهّار، الاّ ينطقوا حروفها، كونها تشعر أنّ عاراً يلازمها لصمت أصحابها. أبي وأمي يا حاملين مشكاة الغيب بظلمة عينيكما، ترنّم من لغة الأحزان..فروحي عربية، ترنّم للغة القرآن.. فروحي عربية، تعب الطين يا أبي ويا أمي..سيرحل هذا الطين قريباً… تعب الطين …سيرحل الطين… أبي وأمي من قبرهما يصرخان بكم: هل ما زلتم عرب أنتم؟! هما في شك كانا في حياتهما..وما زالا في شك في مماتهما، رغم سكوت أنفاسهما. هل عرب أنتم؟! وجواسيس العصر تستعرض أعراض عراياكم.. وتوزعوهنّ.. كلحم الضأن لجيش شهود العيان… شهود الردّه… قتلتنا الردّه… قتلتنا الردّه … هل عرب أنتم؟! أبي وأمي يشكان في ذلك. أبي وأمي أخبركما… بأنّ لجان تنسيق الثورات العربية.. يزنى فيها كل يوم ألف ألف مره…. حتّى عندليبهم الأصفر أبو ايفانكا… صار يواقعها برضاها ومعه ثلّه زناة ليل. أبي لحظة وفاتك، كنت في عمّان… فبكيت على أبوابها… فخداي تشقّق لحمهما… من أمواس بكاء ذلك الليل… وفي الطريق إلى اربد، وقاربت الساعة لتدل على موعد صلاة الفجر، فنسيت على أبواب اربد في مثل هذا اليوم عيوني، وغسلت الوجه الحزين، بماء الصبح، حتّى وصلت سما الروسان، فأقمت الصلاة في مسجد القرية، وذهبت للمقبرة لأداعب تراب لحدك الممزوج بماء السماء وكانت أمي ما زالت حيّة -.

أبي وأمي … بلادي من بعدكما صارت كأكياس الحنطه وصناديق الشاي المهرّبة …أبي وأمي …أبكي بلادي وان جارت عليّ..أبكيها كحانوت تعرض فيه ثياب الموتى…أبي وأمي…بلادي يتناهشها الجميع…ويجلس فوق نفسها غلمان مخلّدون، كأنّهم بيض مكنون…أبي…أبي أمي أمي أتدريان أنّ الكل إذا ما ركب الكرسيّ يكشّر في الناس كعنزه؟ أبي أمي حتّى الحذاء صرنا نشهد لا أقول سرقته بل ضياعه عندما نذهب لقيام الصلاة في بيوت الله، وقد قال صديقي مازن الصالح في ذلك قصيدة أسماها : الحذاء وقال:-

حِذائي مَلَّ مِنْ سُكْناهُ فَارْتَحَلا

وغادَرَها قَريرُ العينِ مُحْتَفِلا

ولمْ يَحْفَلْ بِتوديعٍ لِصاحِبِهِ

ولمْ يَأبَه بِمَنْ يأتيهِ أوْ وَجِلا

هيَ الدُّنيا نُغادِرُها لِأسْبابٍ

وهل نَبْقى إذا ما العُمْرُ قَدْ كَمُلا ؟؟

وبعضُ الصَّحْبِ لا صَحْبٌ وَلا كانوا

كَخَمْرٍ ظَنَّهُ السَّكْرانُ إذْ ثَمِلا

حذائي في مُصارَحَةٍ يُحَدِّثُني

بِأنَّ الفقرَ ما أبْقى ومَا حَمَلا

وأنَّ الْعُرْيَ عُرْيُ الدينِ والأخلاقِ

يَجْمَعُها قَليلُ الأصْلِ ما اكْتَمَلا

وطَبْعُ الجوعِ عندَ البعضِ عاداتٌ

وأخلاقٌ وعِندَ البعضِ قدْ جَمُلا

أَلا يا سارقَ الأقْواتِ مِنْ قومٍ

وصوتُ الحزنِ إذ تُبديهِ مُفتَعِلا

ألا يكفيكَ ما أحْدَثتَ مِنْ فَقرٍ

وما أبقيتَ لا رَغَداً ولا أَمَلا

ومَنْ يَسْرِقْ لِحاجَتِهِ أُسامِحُهُ

ومِنْ شَظَفٍ لِعَيشٍ غيرُ مُحْتِملا

ومَنْ يَسْرِقْ مِنَ الأوطانِ عِزَّتُها

أُعاديهِ فَلا أهلاً ولا سَهْلا

أبي أمي… علّمتموني أنّ حروف التاريخ مزورة، حين تكون بدون دماء…أبي أمي …علّمتموني أنّ التاريخ البشري، بدون الحب..عويلاً ونكاحاً في الصحراء…أبي أمي…أنا أبكي بالقلب، لأنّ الثورة يزنى فيها… والزاني هراء خواء خراء… والقلب تموت أمانيه. أبي أمي…رماح البعض العربي، تعتقد أنها تفتك فينا … أبي أمي أبكي الجميع .. أمواتاً وأحياءً في بلادي… والحزن ثقيل ثقيل في الليل يا أبي ويا أمي – ويحه من ليل طويل.

في رحيلكما يا أبي ويا أمي لساني يقول :

بيني وبينكما موعد ولقاء وظننت أني السابق المعطاء

فسبقتماني هذا شموخكما دائماً لا تسبق الألف العزيزالباء

يا صاحبيّ تفنى النجوم وتنطفي ويظلّ بعد زوالها اللأّلآ

كان النضال وكنتما بين رموزه ارثاً عظيماً سقته عقيدة عصماء

كالنجم غبتما ونحن أكثر حاجةً لسناكما حين تكاثفت ظلماء

لهفي عليكما وقلًت صار الرجال والنساء وفرّخ الجبناء

انّ عمالقة الحوار الحجري وأبطال( المولوتوف )، هؤلاء الذين كنت تقصّ عليّ قصصهم، هاماتهم فوق كل الهامات يا أبي، والحقيقة كل الحقيقة، ومريض القلب يا أبي تجرحه الحقيقة حيث تقول:

في رحيل الرجال … أعزّ الرجال، أنّ الحق كلمة مضرّجة بالدم، حروفها وطن وقضية وعدالة… بندقية، رصاصة، ثورة مكتملة العناصر في فضآت وطن مسلوب، رحلت يا أغلى الرجال ورحلتي يا أيقونةالنساء والسكاكين المسمومة، ما زالت مغروسة في خواصرنا، كأمّة تكالبت عليها الأمم، تحاول جاهدةً اغتصاب ارادتنا، كي تجعلنا، كنخّاس يعمل على بيع الحجارة الكريمة، في سوق النخاسة، لبناء مداميك الأنهزام والأنعتاق من رسالتنا،… ويحه من نخّاس لئيم!!. أذكر يا أبي ويا أمي كيف تجمّعت في عينيكما، ومنذ صغري فوعيّ على الحياة بتعبيراتها المختلفة، كل تفاصيل المعادلة الوطنية القومية الإسلامية الحرّة …، ما زلت وإخوتي وكل من عرفك نبكيك، كلّ بطريقته ونهجه، رغم مرور عشرة سنوات على رحيلك، في مثل هذا اليوم، وكان فجر يوم أثنين حيث الأعمال الصالحة ترفع إلى الله في عليائه ومجده، حيث صاحبتك يا أبي رحمها الله أمي غادرت فجر الأثنين 6- 11 – 2017 م… حتّى عيون النعش المركون في زاوية المسجد، في قريتنا سما الروسان، تبكيك ومداميك قبرك وترابه وصراره تبكيك، ….للتو من الزمن البعيد عدت يا أبي من رحلة حج، لبيت الله العتيق، ففي كل نسك من مناسك الحج شعرت بك، وأنّك كنت هنا عندما حججت وأمي رحمها الله قبل أكثر من أربعين عاماً، ونويت حجّاً، في العام القادم يا أبي، ان بقيت حيّاً أرزق، لأستذكرك في كل نسك من جديد، أزماناً وأزماناً عديدة وبدون عرب روتانا. انّ العروبة والإسلام والمبادئ، غدت جسوراً دنّستها، خطابات ونظريات وسلوكيات، هؤلاء الراقصون على جراحنا، وكأني بها ثكالى تبكي حالتها وتصاحب جلاّدها، لأنّه لا حول لها ولا قوّة، فاستجارتها يا أبي بأولئك المتسلقين، واختبائهم ورائها يطابق قول الشاعر:

المستجير يعمر عندّ شدّته كالمستجير من الرمضاء بالنار

أبي يا قومي، لم يتناثر كما تناثر غيره من العرب، بين الأسطورة والخرافة والطوباوية والميتافيزيقيا واليقين، وبقي على حبه وعهده للقدس التي دافع عنها، وعن أسوارها مع غيره من أحرار العرب، فلسطين التي خدم فيها وعاش، من شمالها المحتل إلى جنوبها المحتل، وعلى القدس أرضنا ليس الاّ كرامة تحرث، مع لحم أطفالها وشيوخها وشبابها، ووجع لنسائها وفتياتها، لا يقال ولا يترجم على مذبح الحريّة يا قوم! فتية صغار يا أبي، قصّوا فينا لسان العرب لأبن منظور من جديد، بعد أنّ حرّفه علماء النحو واللغة بإيعاز من الغير، قصّوه فينا ذات رطانة، وعلّمونا أنّ ( سلام ) – بكسر السين – هو الحجر، وأنّه بكل تحولاته اللغوية وبجميع اللغات يعني الحجر، فحمداً لله وشكراً يا أبي، للفتية هناك في فلسطين المحتلة، التي قاتلت فيها من شمالها المحتل إلى جنوبها المحتل، ومن شرقها المحتل إلى غربها المحتل، هؤلاء الفتية يا أبي، الذين أعادونا إلى لسان العرب، وهل بقي للعرب من لسان يا أبي في زمن ربيعهم؟! فالأمّة كلّها في غيبوبة عميقة( كوما )من المستوى المليون ويزيد، والأمّة كلّها في حالة موت سريري، فأي أمّة هذه يا أبي، خصوماتها خصومات طفولية. السلام(بفتح السين) الذي نسعى إليه يا أبي، يأتي ببندقية وسلام ( بكسر السين )، لا يأتي بالجلوس على موائد التفاوض والمباحثات، والسلام ( بكسر السين ) هي الحجارة العريضة الصلبة، فحمداً لله وشكراً يا أبي، لفتية صغار أدركوا لغة القرآن العظيم منذ المهد بفطرتهم، ودون أن يدرسوا ويتدارسوا لسان العرب، الفتية الصغار يا أبي، أعادوا صلب المعاني العربية من جديد على كرامتنا. حجر يا أبي ويا أمي، تشع قداسته وطهارته، تتشظّى لتضيء عالماً روحيّاً مجيداً متعطشاً، نحو الكرامة والحرية، أردّد يا أبي ويا أمي: من وحي التشظّي، ومن قداسة الحجر المشع نسأل: لماذا يكشف الشهداء وجوههم؟! لماذا لا يغسّل الشهداء؟! لماذا يكفّن الشهداء بالرايات؟! الإله سلام، وسلام ( بكسر السين ) يعني حجر ! والشهداء يكشفون وجوههم في مدينة الحجر، والكهنة الدهانيق يا أبي ويا أمي ما زالوا يردّدون رجع الصدى، وزواج هؤلاء الكهنة هو اغتصاب مقنّن عليه، إمضاء شاهدي عيان دوليين وإقليميين ومحليين ! . أبي أيّها الحيّ الميت، المسجى في قبره، وبجانب قبره مغروسة شجرة سرو، فرفقاً يا جذر الشجر من جديد بعظام أبي وعظام أمي حيث قبرها يجاور قبرك يا أبي تماماً! أنا على العهد ما دمت حيّاً، فكما كنت ان شاء الله باراً بكما في حياتكما والله يشهد، أبرّك وأمي وأنتما في عالم البرزخ- أي عالم هو؟ ففي دبر كل صلاة في كل يوم، أتلو سورة الحمد على روحك الطاهرة وروح أمي الطاهرة العفيفة، وأدعو لك ولوالدتي صاحبتك في الدنيا والآخرة بالرحمة، وأجعل في معظم الوقت أطفالي – بناتي الثلاث – ( مريم ، والتوأم شهد وهناء )يترحمون عليك بلغتهم، فهنّ رؤياك ذات منام في ليل بعد صلاة، وقبل أن تحمل زوجي بهنّ بأعوام، انّهنّ رؤياك يا أبي يا أعزّ الرجال. حتّى صغيري شهم يا أبي والذي بلغ من العمر ثمانية أعوام وأربعة أشهر حتّى اللحظة، الذي تمّت مدته في رحم زوجي، وأوحى الله يا أبي إلى الملك بالرحم أن يخرجه، فأخرجه على ريشة من جناحه قبل أوانه بشهرين فتم سبعة أشهر، لا سنّ له يقطع، ولا يد يبطش بها، ولا قدم تسعى بقوّة، ولا لسان ينطق به سوى ما علّمه الله له وتعلّمه من محيطه، يعجز الفصيح عن فهمه كونه لغة طفولية بريئة، يترحم عليك بطريقته ولغته، وأجعله ينظر إلى صورتك في بهو منزلي، والدمع كثيراً من الأحيان يذرف من عينيّ، وكم تمنيت أن تراه وتداعبه، وتشم رائحة الطفولة فيه يا أبي، يا أبجدية الرجال الرجال وطفلي الآخر القادم من جديد باذن الله شجاع يفعل ذلك كشقيقه يا أبي ومعهما الغضنفر الطفل الرضيع(غضنفري يا أبي). صديقتي أمال تميم يا أبي ويا أمي، فتاة غزّة المحتلة، خئولتها من سوريا المستهدفة، ووالدها الشهيد من غزّة، وشقيقها الوحيد – أستشهد -، قتله سفلة وأذناب الأطراف الخارجية، في الحدث السوري، تردد في رسائلها إلي دوماً: سيدي أنا هنا حيث يكمن صمتي وتراتيله، …أنا أنثى تختصر كل النساء، فأرد عليها يا أبي: إلى التي في غزّة المحتلة، …يا أيتها الأنثى التي تختصر كل نساء الأرض بأنوثتها، لا تكمني حيث يكمن صمتك وتراتيله، وانطلقي نحو نستولوجيا آفاق المستقبل، فما زال شيئ يستحق الحياة على الأرض. فترد والأمل يتجدد في نفسها: شكراً من أعالي السماء إلى بوطن الأرض… لك الورد منثور!. فقلت لها: تمشين على سجّادة منسوجةً، من الورد الأحمر المنثور تحت قدميك حافيةً، لتنتقمي من أولئك القادمين من وراء البحار، ومن كل أصقاع الدنيا ليسكنوا فلسطين العربية المسلمة، فلسطين فتاتنا العذراء، التي أفقدها العرب عذريتها مراراً وتكراراً – رغم ترقيعنا لها، لجهلهم وظلمهم لأنفسهم، هي ليست ككل الفتيات، فقالت يا أبي وفي قولها دموع وأمل: مسائك طهر يليق بقلبك ونقاء حرفك، عجباً مما سطّرت هنا، أقسم بمن خلق الروح ونفخ فيها: انّ لروحك متعة وطهر، وان لحرفك أعذوبة، … سيدي أبجديتنا أنت، يا لروعتك اللامتناهية. أبي الحبيب الحي الميت – كلما داعب لساني نطقه، لأبيات أردّدها إزاء الشام، أبكي بحرقة في قلبي يا أبي، ودموع بكائي في نياط قلبي تقول:-

يا شام يا شام يا ظلاًّ على هدبي، يا درّة المجد في تاريخنا العربي

هل تذكرينا فيك فتاة قد سكنت، من أهل عمّان من آل ومن حسـب

سمراء تطرق باب العلم والأدب….

يا غوطة الشام هل تنسين بسمتها، وتحت ظلالك كم أغفت على تعب…..

أبي الحبيب الحي الميت- لساني ينطق:-

خرجنا من السجن شم الأنوف كما تخرج الأسد من غابـــها

نمر على شفرات السيــــوف ونأت المنية من بابــــــــــــها

ونحتقر الحادثات الصغـــار اذا اعترضتنا بأتعابـــــــــــــها

ونأبى الحياة اذا دنّســــــت بعسف الطغاة وارهابــــــــــها

وما الأرض الاّ لنا وحدنـا ولكنهم غالطونا بـــــــــــــــــــــها

أبي الحبيب الحي الميت – أقول لك:-

عشت ايماني وحبي أمميا ومسيري فوق درب عربيا

ليس منّا من فرّقـــــــــــا ليس منّا من مزّقــا

ليس منّا من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقــــا

فمهما علت أصوات الحزن على الجرحى والشهداء، والرجال الرجال يا أبي ويا أمي، مهما كان ذلك، فسوف تزداد حمم البركان وهجاً، فالقضية لا تتقزّم ولا تتحجّم، فهي الوطن والمواطن الإنسان، وهي الأرض والسماء والحجر، وهي قصة العصر يا أبي ويا أمي، فالى رحمة الله، وشآبيب رحمته، لندعوه أن تتنزّل على قبرك وقبر والدتي الى قيام الساعة، … والساعة أشد وأمرّ يا أبي وأمي.

[email protected]

هاتف عمّان 5674111 منزل خلوي : 5615721 079

سما الروسان في 15 – 12 – 2018 م.

———————————————-

عاجل:

وكأنّ بوتين يعمل كمحلل نفسي للشرق الأوسط؟!

بين زواريب بعضنا ونكاحات اليانكي: ثمة توهان!

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*

كارتلات ومنظومات حكم اليانكي في عروق جغرافية الولايات المتحدة الأمريكية، هي مع الرجعية العربية الحديثة المستحدثة بنسخة القرن الحادي والعشرين، وخاصةً في بعض ساحات ومملكات القلق العربي، والتي يتم توظيفها وتوليفها لتخدمه، وتساوقاتها وتماهيها مع الأسرائيلي الصهيوني في كل شيء، إزاء إنتاج بويضة ناضجة ومستعدة للتخصيب، لأستلاد متتاليات هندسية لحروب وعمليات سريّة قذرة واستثمارات في الأرهاب لأدواتها، ومتشاركة مع حروب نفسية لجهة ما يجري من عدوان أممي سافر في سورية، مع التسخين الأمريكي من جديد للبنان وفلسطين المحتلة والعراق واليمن وليبيا والجزائر ومالي وموريتانيا وتونس، حيث مفاوضات حكومة صنعاء وحكومة الفار ببرقع النساء هادي في السويد الحالية هي تكتيكة مع تجميد القتال، لحماية السعودي والأماراتي، وخوفاً من تنسيق سياسي بين صنعاء والجنوب اليمني يفضي لتنسيق عسكري يشطب أدوات الأمريكي في اليمن، ولتنفيس الضغط على ترامب وادارته وعلى السعودي والأماراتي لجهة تصدير السلاح لهما وارتكاب جرائم حرب، كل ذللك تساوق مع مسألة نشر الخاشقجي جمال بطريقة سادية يستحي منها داعش رغم ارهابه، في القنصلية السعودية في أسطنبول.

الولايات المتحدة الأمريكية، تمارس استراتيجيات التصريحات المتناقضة لأرباك الجميع للوصول الى العميق من أهدافها، فهي تفعل عكس ما تقوله دائماً وأبدأ، ولسانها ينطق بخلاف فعلها، فلا خروج أمريكي من المنطقة بمعنى الخروج كما يروّج بعض السذّج والمراهقين في السياسة، بل اعادة تموضع وانتشارات هنا وهناك، مع اعادة بناء وتفعيل لشبكات العمليات الأستخباراتية العنكبوتية القذرة، لتعويض تموضعها وانتشارها، للبدء باستراتيجيات الأستدارة نحو أسيا وروسيا، والصين وايران، ودول أمريكا اللاتينية، ان في البرازيل، وان في فنزويلا، وان في باقي الساحات والحدائق الخلفيه لها هناك، وأي ادارة قادمة(ان جمهورية، وان ديمقراطية وحضوض الأولى أكبر وأقوى)في واشنطن دي سي، هي بمثابة ناطق رسمي باسم البلدربيرغ الأمريكي لا أكثر ولا أقل. يهدف الأمريكي بقوّة للعمل جنباً إلى جنب مع الأوروبي الجمعي(فبين جيب الرأسمالية الفيزيائية والبرجوازية الإرهابية، الأوروبيون لا يعملوا كمحسّن كريم للبشرة بل تعزيز هندسة الترتيب الإرهابي، فبريطانيا ومثيلاتها صانعوا إسلام الإرهاب كعملاء للغرب)، في منطقة غرب آسيا تحت عنوان “مكافحة الإرهاب” الذي عانت منه القارة الأوروبية في الفترة الأخيرة، ووجود مئات الألاف من اللاجئين الذين قد يتضمنون خلايا نائمة، تابعة للجماعات الإرهابية، وفق العديد من المصادر الأمنية الأوروبية، يتسبب في الرد الإيجابي على الطلب الأمريكي. ويرى الأمريكي الساعي الى توظيف الأوروبي وشيطانه الأرهابي لخدمة مصالحه، أنّه عبر التعاون الأوروبي الأمريكي بشكل أكبر في المنطقة يخفّف من حدّة تداعيات أي ضربة عسكرية واسعة توجّهها واشنطن في منطقتي غرب آسيا وشمال أفريقيا على الرأيين العالمي والأوروبي. كما يرى الأمريكي أنّ دخول أوروبا بشكل واسع إلى جانب واشنطن يقطع الطريق على أي إرتدادات “خطيرة” للرأي العام الأوروبي، بتحميل واشنطن التي تنوي ليس القضاء على التنظيم الإرهابي بقدر اضعافه واعادة هيكلته وتوجيه من جديد نحو أسيا ضمن استراتيجيات الأستدارة الأمريكية، بعد عودة العراق أولوية أولى في الأمن القومي الأمريكي ازاء ايران، مسؤولية التفجيرات التي سينفّذها التنظيم في أوروبا على شاكلة باريس وبروكسل، بإعتبار أن الوصول إلى القارة الأمريكية أصعب بكثير على هذه الجماعات من العمل داخل أوروبا حيث توجد بيئة حاضنة وخلايا نائمة منذ سنوات. هذا وتسعى واشنطن من خلال فخها هذا للأوروبي عبر دعوته لمزيد من الأنخراط، الى الوصول الى حالة من مظلة تمديد فترة الإعتماد الأمني الأوروبي على أمريكا، وذلك في إطار الإبقاء على “القطب الواحد” من ناحية، وجذبها بشكل أكبر في مواجهة واشنطن مع كل من الصين وروسيا من ناحية آخر. وإذا كان التدخل الأوروبي اليوم إلى جانب أمريكا يعد تحدياً غير مباشر لروسيا، فمن غير المستبعد أن تلجأ واشنطن للخطوة نفسها في أي مواجهة مقبلة مع الصين، لاسيّما في ظل التوترات الحالية في بحر الصين الجنوبي. حالة عدم الأستقرار هي ما تعانيه منطقتنا الشرق الأوسطية، ومع ذلك تجيء تركيا وتبني قاعدة عسكرية في قطر، وتحت عنوان الشراكات مع الدوحة، تفعيلاً لأتفاق عسكري مسبق بينهما، يفيد بتمركز قوات تركية عبر استجلاب ثلاثة آلاف جندي تركي، من القوّات البريّة ووحدات جويّة وبحرية ومدربين عسكريين، وقوّات عمليات خاصة وهي أول منشأة عسكرية تركية في الشرق الأوسط، وأحسب أنّ هذه القاعدة العسكرية التركية في قطر ليست في وارد حماية الدوحة بسبب التواجد العسكري الأمريكي، وتهدف الى مزيد من عسكرة المنطقة، ويريد الرئيس التركي أن يقول للجميع أنّ تركيا هنا وفي كل ما يجري من تطورات اقليمية، كحال واشنطن وموسكو وباريس ولندن، وها أنا أبني قاعدة عسكرية في الصومال عبر تدريب عشرة آلاف جندي صومالي، وسأكون في أريتريا عسكريّاً، حيث ايران لها تواجد عسكري في جزيرة مستأجرة هناك، تقابلها جزيرة اسرائيلية وتواجد عسكري فيها، مقابل جزيرة تستأجرها الأمارات مع تواجد عسكري، وسيطرة اماراتية على ميناء عصب(التواجد الأماراتي هنا سببه كما تقول المعلومات، بدفع و رؤية لمحمد دحلان، عبر ارتباطاته مع مجتمع المخابرات الأسرائيلي، التي بناها من خلال التنسيق الأمني بين سلطة أوسلو وثكنة المرتزقة اسرائيل)منذ بدء العدوان البعض العربي على اليمن لمنافسة الرياض على السيطرة على باب المندب، حيث 10% من التجارة العالمية تمر عبره.

وإشعال الساحة الجزائرية، ومحاولة إسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف القدرات الجزائرية، وتحول الجزائر، إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن المعتدى عليه عربياً، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية، حيث فرنسا تعيش، حالة قلق سياسي عميق، على نفوذها في مناطق شمال وغرب أفريقيا، من خطر تعاظم قوّة الجزائر، وتحولها إلى قوّة إقليمية نافذة وفاعلة وناجزة باسناد روسي واضح. وإشعال الساحة الجزائرية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية، المسلّحة الليبية والجزائرية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة، هذه العناصر الإسلامية المسلّحة، والمتواجدة على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى الجزائر للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي الجزائري. وإشعال المسرح السياسي الجزائري، سوف يأخذ طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، وطابع عسكري دموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه عميقة حرب جزائرية – جزائرية. إنّ خط العلاقات الجزائرية – الروسية، صار أكثر إدراكاً ووعيّاً، لجهة أنّ واشنطن، تسعى لجعل دول الإتحاد الأوروبي، تحصل على إمدادات النفط والغاز، من ليبيا والجزائر لاحقاً، وهذا من شأنه أن يبطل مفعول مشروعات روسيا الفدرالية، والتي تهدف لجهة احتكار، تزويد أسواق الإتحاد الأوروبي، بالنفط والغاز الروسي، وهذا من شأنه أن يضر بمصالح روسيا والجزائر، ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي الروسي وهذا ما تسعى إليه أطراف مثلث:- واشنطون باريس لندن. ورغم محاولات مجتمع الأستخبارات الجزائري للوصول الى حالة استقرار معقولة في الشمال المالي، الاّ أنّه من المعروف أنّ منطقة شمال مالي وخاصةً إقليم(أزواد) تخضع حالياً لسيطرة متمردي الطوارق أو نفوذهم، وجماعات إسلامية متشددة ومنها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي الإسلامي، وجماعات جهادية أخرى متحالفة معه، والقرار الدولي في التدخل العسكري في مالي آواخر عام 2012 م في حينه، كان بحجة القضاء على المتمردين الطوارق ومن ارتبط بهم من حركات جهادية مسلحة بجانب تنظيم القاعدة، لكن الهدف منه كان محاولة لنقل الصراع إلى داخل الجزائر عبر توريط الجزائر بهذا الصراع، والذي يشبه شبكة العنكبوت لجهة شكل خيوطها، ليصار إلى تثوير الشارع الجزائري ضد نسقه السياسي التحرري العروبي. اذاً وبعمق ثمة شراكات تاريخية عميقة لكارتل “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”هذه، مع وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وبعض وكالات استخبار مجتمع المخابرات “الإسرائيلي” وبعض الغربي الأستخباري المرتهن ونظيره البعض العربي المنبطح والذي يعتقد أنّ استمراره في الحكم والسيطرة يعود الى قربه من الشيطانين الأمريكي والصهيوني وأذرعهما ان في الجنّة وان في النار. الأمريكي الآن يتخذ من سلال بروباغندا عدائه لأيران، لفرض سياسات جديدة على حلفائه في المنطقة، تمتد من الأستحلاب المالي الى التوظيف العسكري والمخابراتي لخدمة سياسته في الشرق الأوسط والتي هي سياسة الكيان الصهيوني بامتياز، فلا ثمة حيّز حل للقضية الفلسطينية في ظل سياسات ورؤى البلدربيرغ الأمريكي العدوانية والتي تعبر عنها الأدارة الترامبيّة الحالية، فلابدّ اذا من تحريك الشارع العربي وخاصة الشارع الفلسطيني والأردني، لشطب ما تسمى بصفقة القرن أو صفعة القرن وعلى من قد يتساوق معها من النظام الرسمي العربي المتهالك، فليس لنا الاّ الجبل أي الشعب بمكوناته المختلفة.

ونؤكد أنّ ما يجري في الشرق الأوسط، هو حصيلة جمع نتائج التصادم الدولي حول المصالح الأقتصادية وأوثق استثماراتها وعلاقاتها، بجانب صناعة الأزمات والأرهاب والأستثمار في العلاقات العسكرية، والسيطرة على الموارد الطبيعية وعلى منابع الطاقة ومسارات عبورها ووصولها، بأقل تكلفة وبأسرع وقت الى مصانع ومجتمعات منظومات الدول المتصارعة. نواةّ البلدربيرغ الأمريكي ومن تقاطع معها من أطراف في المنظومة الدولية المعادية للنسق السياسي السوري، ومن يدعمه من الحلفاء كروسيّا وايران والصين وجلّ دول البريكس الأخرى وباقي المقاومات في المنطقة وفي العالم، هذه النواة الولاياتية الأمريكية الأممية وأدواتها في المنطقة، تريد حرباً من زاويتها لا تنهي داعش ومشتقاته والقاعدة ومشتقاتها، بل تعمل على اضعاف هذه الفيروسات وتثبيط نشاطاتهم الأرهابية لغايات اعادة الهيكلة والتوجيه من جديد نحو الآخر(حلفاء دمشق)الداعم للنسق السياسي السوري في أكثر من ساحة وأكثر من منطقة في العالم، مع استنزاف مستمر لسورية الدولة والمؤسسات والقطاع العام والجيش وباقي المنظومة الأمنية. دوائر صنع القرار الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني الأستخباري لجهة مجتمع المخابرات الصهيوني، تعمل بجهد بالأعداد المستمر كخطط بديلة مقترحة لتنفيذ مخطط جهنمي لإطلاق شرارة الحرب الإسرائيلية الصهيونية على لبنان، وتسخين الساحة الأردنية عبر الزومبيات المنتجة في كهوف تورا بورا من خلال الأستثمار في فكر ابن تيميه أس الفكر الوهابي الذي ينتشر في عروق الجغرافيا الأردنية فكراً وسلوكاً، وبالتنسيق مع أشكال متقيحة من بعض أجهزة استخبارات البعض العربي في منطقة الخليج، حيث صارت الحرب على لبنان قادمة لا محالة بعد محاولة الأسرائيلي الجادة والمستمرة جر حزب الله الى حرب معه، فجاءت عمليته الهيليودية الأخيرة بحجة الأنفاق، في سياقات حفاظ البيبي على نفسه وزوجه وحكومته، بعد قرار قريب من المدعي العام الصهيوني بتوجيه اتهامات صريحة لبيبي وزوجه سار بتهم فساد ورشى وغيرها. تشي كل المؤشرات السياسية والأمنية(والأقتصادية لجهة ثروة الغاز على سواحل المتوسط)، التي يتم رصدها من قبل مجاميع استخبارات الطاقة الأممية المنتشرة كالفطر السام في المنطقة، وعبر قرون استشعاراتها وبالمعنى الأستطلاعي الأقتصادي تحديداً وبشكل منتظم، تقود وتشي بعمق بشكل مثير ويحفّز على المتابعة الى جهود استثنائية وجبّارة، تبذل من قبل أدوات وتوابع انبطاحيه(للبلدربيرغ) الأمريكي من بعض العرب المرتهن والمصادر كمعاول تنفيذية ليس الاّ، وبالتعاون والتساوق الوثيق مع محور واشنطن تل أبيب ووجوهه وزومبياته أيضاً، كل ذلك بناءً ووفقاً لتوجهات جنين الحكومة الأممية في نواة الدولة الأمريكية ومفاصلها وتحوصلاتها، لجهة صراع الطاقة في الشرق الأوسط وعلى الساحل السوري والساحل اللبناني وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل على البحر المتوسط حتّى ساحل غزّة(المأساه والكارثة، أنّ حكومة قطرنا الأردني متمسكة باتفاقية الغاز مع العدو الأسرائيلي، ورهن ملف استراتيجي سيادي كملف الطاقة معه، وكأنّه ثمة شبق احتلالي نعاني منه). كلّ هذا وذاك كي يصار لأعادة ترسيم وتنميط معطيات الواقع السياسي والأمني والأجتماعي الديمغرافي الخاص، بمنطقة الشرق الأوسط ضمن سياق التمفصلات الميدانية المتصاعدة في الأزمة السورية، في ظل تماسك تينك المؤسسة العسكرية العربية السورية وأجهزتها الأمنية والأستخبارية وجسمها الدبلوماسي وعدم انهيار القطاع العام السوري، مع تلاحم شعبوي عميق ومتفق مع مؤسسات الدولة الوطنية السورية في الداخل السوري. ومع ذلك لم ينجح هذا المحور الشيطاني ذو الوظائف الفيروسية، في خلق وقائع جديدة على أرض العمل الميداني، وان كان دفع ويدفع الى مزيد من تسخين الساحات السياسية الضعيفة كساحتنا الأردنية والتي صارت مأزومة بعمق، والبعض من مكونات الديمغرافيا الأردنية بات ينظر الى الأردن كوطن وليس كساحة متناسياً فلسطين كل فلسطين المحتلة، هنا لماذا غاب الأسلاميون عن حراكات الشارع مؤخراً؟ لقد أصدروا بياناً خجولاً بتشابك، الشارع الأردني متقدم على دولته وباقي القوى المختلفة بصدقه ونقائه، فهو يعلم أنّ جغرافية بلاده صارت كساحات مخرجات لقضايا سياسية معقدة، لها علاقة وصلة بالديمغرافيا السكّانية، لذلك تحرك وتحت عنوان اقتصادي يتفاقم، وأفرز قياداته الميدانية الشبابية، حيث همومه مشتركة وواحدة، في مواجهات البرجوازية الطفيلية الأردنية بأصولها ومنابتها المختلفة، والتي تدور وحسب مقتضيات مصالحها، وأيضاً مزيد من تسخين الساحات القوية، سواءً أكانت محلية أم اقليمية كساحات متلقية مستهلكة، لتهديدات وتلويحات لحروب و \ أو اشتباكات عسكرية هنا وهناك، لصالح الدولة العبرية الكيان الصهيوني. هكذا تذهب قراءات للحقائق الموضوعية في الشرق الأوسط، بحيث يعتبر وجود حزب الله واستمراره، بعقيدته العسكرية والأمنية والسياسية الحالية، عائق فعلي وكبير لا بل بمثابة ترياق لسموم وفيروسات محور واشنطن تل أبيب وترسيماته وتنميطاته للواقع السياسي للمنطقة، وحزب الله ريشة رسم واحداث وفعل، لمقاومة تنمو وتنمو شئنا أم أبينا، هكذا تتحدث لغة الميدان لا لغة المكاتب، فلغة الميدان تضع تنميطات وترسيمات خلاّقة، ولمسات فنيّه احترافية مهنية، نقيضة لترسيمات محور الشر والشيطان، على خارطة جديدة للشرق الساخن لا تروق لأحد في العالم. لذلك نجد أنّ أطراف تفعيل مفاعيل الصراع الدائر حول ملف حزب الله اللبناني وارتباطاته الشاملة، ان لجهة القناة السورية وتعقيداتها ودخوله العسكري عليها كونه دخل ليبقى وذهب الى الجولان المحتل كي يبقى لبنان أيضاً، وان لجهة القناة الأيرانية وحيوية الملاحة فيها، حيث الصراع على الأولى(سورية) وفيها كلبنة رئيسية، لأضعاف الثانية(ايران)المستهدفه بالأصل، وللوصول الى تسويات سياسية شاملة معها ليصار الى تفجيرها من الداخل عبر مفاصلها. فلم تعد أطراف تفعيل الصراع حول حزب الله، أطراف لبنانية محلية أو اقليمية عربية، من معسكر المتخاذلين والمرتهنين العرب، بقدر ما أصبحت بفعل عوامل عديدة، أطراف دولية عابرة للقارات والحدود، تسعى الى تفعيل مفاعيل الصراع الشامل حوله، حيث الطرف الأميركي المحرّك لجهة التصعيد أحياناً ليفاوض أو لجهة التهدئة ليجني ويقطف على ما فاوض عليه الأطراف الأقليمية والدولية، والفرنسي المأزوم والممحون لجهة عودة العلاقات مع دمشق على الأقل بمستواها الأمني كما أشار بيف بونيه رئيس الأستخبارات الفرنسية الخارجية السابق، وتقاطع معه مدير الفرع الخارجي للمخابرات الفرنسية الحالي برنار ايميه ولوران نونيز مدير المخابرات الفرنسية حالياً الفرع الداخلي، والطرف البريطاني المستشار الموثوق للأمريكي وكابح جماح الأخير(يعاني كثيراً الأن بفعل خروجه من الأتحاد الأووربي عبر الأستفتاء الأخير، حيث أسعد الفرحين الروسي وأكثر الخاسرين التركي، بجانب الأمريكي والأسرائيلي)بجانب الطرف العبري الصهيوني المتقيّح، مع تراجع الأخير الى طرف فرعي ثانوي، لصالح الأطراف الثلاثة السابقة ولصالح بعض الأطراف العربية وخاصة الطرف السعودي والأماراتي. الدولة العبرية الكيان الصهيوني تعمل على مزيد من تسخين المنطقة رغم سخونتها المفرطة، عبر إعادة فك وتركيب ملف الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وفقاً لرؤية إسرائيلية تشاركية مع جناح المحافظين الجدد في الداخل الأمريكي واسناداته من الأيباك، ليصار إلى استعادة عملية إعادة إنتاجه وتنميطه، إن لجهة الملفات اللبنانية الداخلية بالمعنى الرأسي والعرضي، وان لجهة الإقليم والمنطقة ككل، ليكون بمثابة تفريخ لمواجهات عسكرية ومخابراتية واسعة إقليمية، قد تتطور إلى حرب إقليمية لاحقاً، وفقاً للرؤية الأميركية الحذرة عبر البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية) لأي ادارة أمريكية قادمة بعيداً عن نوعها،. وتؤكد تقارير جهاز مخابرات اقليمي ناشط، وذو مجال جيوبوليتيكي واسع، أنّ اسرائيل حصلت بالفعل على أكثر من خمسة وعشرين طائرة أميركية من نوع اف – 35 ذات تطور عالي وقبل أن يصار الى الأعلان عن ذلك علانيةً بحصولها فقط على 5 طائرات، وهذا ما أكدته دوائر مخابراتية أوروبية حديثاً. دوائر مخابرات أوروبية تتحدث على أنّ الأجواء باتت مهيأة لحروب جديدة تشنها إسرائيل ضد ساحات في المنطقة، وأنّ الاستعدادات لهذه الحروب قد شارفت على الانتهاء، وطواقم التنسيق في المنطقة تسابق الزمن”، وأضافت أن الحرب الإسرائيلية على لبنان باتت مسألة وقت، وأن هناك تنسيقا متزايدا ومتطورا بين إسرائيل، وجهات في المنطقة وداخلية لبنانية لدعم هذه الحرب(محاولة اغتيال وئام وهّاب في الجاهلية في سياقات هذا التنسيق الأسرائيلي البعض اللبناني)، وقالت هذه الدوائر أن الإدارة الأمريكية سوف تشارك عمليا، بوسائل مختلفة في هذه الحرب(تابعت معلومات تتحدث عن تحليق لطائرات تجسس أمريكية تابعه للقيادة الخاصة في سلاح الجو، وطائرات أخرى تابعة للناتو أثناء عملية درع الشمال الهيليودية على الحدود مع لبنان بحجة أنفاق حزب الله)، حيث يتواجد في إسرائيل، أعضاء الطاقم الاستراتيجي، كما أن الأسابيع الأخيرة شهدت زيارات سرية، قام بها وفد أمريكي إسرائيلي أمني إلى دول في المنطقة، وخاصة التي ليس لها علاقات مع الكيان الصهيوني، للاتفاق على الأدوار التي ستنفذها هذه الدول خلال الحرب. وكشفت الدوائر ذاتها، أن هناك اتفاقا بين واشنطن وقيادات في المنطقة، على تأجيل بحث كافة القضايا المطروحة إلى ما بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، والانتظار إلى ما ستسفر عنه من نتائج وترتيبات، وهذا ما يفسّر الجمود الذي يلف هذه القضايا، وذكرت الدوائر أن ما تشهده بعض الساحات في المنطقة، واللقاءات السرية التي تتواصل بين تل أبيب وواشنطن من جهة، وأنظمة وجهات مختلفة في المنطقة، والاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، بين قادة الأحزاب الكبرى في إسرائيل، والاتصالات بين فئات لبنانية، ودوائر الأمن الإسرائيلية ، جميعها تصب في إطار التهيئة للحرب الدموية القادمة. وعندما نقول المجتمع الدولي وأدواره في سورية وأزمتها نقصد به: الولايات المتحدة الأمريكية، والدولة العبرية “اسرائيل”، وبريطانيا، وفرنسا، وزواريب البعض العربي التائه القلق، فانّ عرب الرمال يريدون استمرار اسالة الدم السوري ومزيد من استنزافات عميقة وعرضية للدولة الوطنية السورية، مسنوداً بمحفظة مالية ضخمة وحملات بروباغندا معادية مضادة، لذلك فانّ عرب الرمال وبعض العرب الآخر يدركون، أنّ أمريكا عندما تصل الى اللحظة التاريخية الحاسمة للمخايرة والأختيار بين حلفائها ومصالحها، فسوف تختار الأخيرة. وتركيا(الدور التركي بقي على ما هو عليه ازاء سورية ولم يتغير)مثلاً علاقاتها مع الرياض بين بين، وترغب في عدم معاداة ايران، ومحاولتها المستميتة في عدم اثارة غضب الفدرالية الروسية واستعادة العلاقات معها بعمق، صارت تتخذ خطوات أكثر تشدّداً ازاء ما تسمى بالمعارضة السورية لديها(تشدّد ظاهر فقط)، والأخيرة بمثابة طروحات أنثى متتالية لعيب في قناة فالوبها، بل وأبلغت شركاء الشيخ سعد الحريري في ثدي جيفري فيلتمان ما غيره، والذين ينسّقون مع المعارضة السورية بعدم رغبتها ببقائهم في تركيا. وقد يكون ما مرّرته المخابرات الروسية مثلاً ومؤخراً للمخابرات التايلندية حول دخول خليه ارهابية داعشيه سورية الى تايلند، لأستهداف المصالح الروسية وغيرها، مؤشر حقيقي على متاهات جديدة لواشنطن ضمن استراتيجيات الأرتباك الأمريكي المقصود، واستراتيجيات الدخول في كواليس المتاهات، ولا أحد في العالم ينافس أمريكا بوضع الأستراتيجيات البديله، بإسقاطاتها على جلّ العدوان الأممي على سورية سيدة الشرق كلّه، لأضعاف الفعل العسكري الروسي وانهاكه ليصار الى افشاله، ومن خلفه الأيراني وفي مقدمته حزب الله، وجعل الجيش العربي السوري بمثابة حصان طروادة للقضاء على فاحشة عصابة داعش(كما تزعم واشنطن وحلفائها وأدواتها من بعض عربي وبعض مسلم وبعض غربي). إنّ منطق حركة الواقع، تقر بأنّ الفصل بين البروباعندا والحقائق، في مسألة محددة يشكل تحديّاً صعباً، ففي سورية الآن حرب بالوكالة(وليس حرباً أهلية)عبر طرف دولي ثالث متحالف مع الرجعية العربية المستحدثة( أمريكي، بريطاني، فرنسي، تركي، وآخرين كثر)يتشارك ووكلاء، مع بعض محلي سوري وبعض عربي مرتهن وبعض تركي مخدوع ومن سلّة شذاذ وزبالات الأرهاب المعولم. القوى الحيّة العربية والغربية والإسلامية وعلى نقيض من الرجعيات وعلى رأسها “الرجعية العربية الحديثة المستحدثة”، تعي خطر ما يسمّى “بالمجتمع الدولي” على سورية الحضارة والنسق السياسي والدور وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، خطر هذا “المجتمع الدولي” المأفون تقوده وول ستريت ولندن، والذي يتآمر لإسقاط سورية كخطوة على طريق زعزعة استقرار وانهيار ما تبقى من بلدان ذات سيادة، وأدواته للقيام بذلك فهي البروباغندا والإرهاب: وهما وسيلتان يتوقع أن ترتفع وتيرة استخدامهما، فالغرب ومعه العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، لن يتراجع قيد أنمله عن سلّة أهدافه، لقد خلق متتاليات هندسية من الأحداث لزعزعة الاستقرار، يرجى منها أن تمتد إلى أبعد من حدود الشرق الأوسط، لتشمل آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، إلى أن تصل إلى موسكو و بكين، والدولتين الأخيرتين تدركان حقيقة ذلك. الولايات المتحدة الأمريكية تعدّل استراتيجيتها الحربية الآن في المنطقة ككل(الشرق الأوسط وأسيا)، من الناعمة في اعادة بناء الأمم والكيانات على أسس عرقية وطائفية ومذهبية، الى تغيير الهندسة الأجتماعية لتلك الساحات والبؤر الساخنة، بعد أن تمّ التمهيد لها عبر سنوات الحدث السوري كمتاهة مدروسة في كواليس وأقبية جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)، ليصار الى خلق متتاليات لهندسة ديمغرافية جديدة، وبعبارة أخرى في الشق السياسي حيث ما زالت تدرب العشائر العربية وتعدّها في الأنبار غرب العراق(اختراق الأستخبارات العراقية مؤخراً لخليه ارهابية هناك في هيت، تجيء في سياقات ما تفعله أمريكا هناك)، وما تسمى “بالعشائر العربية الديمقراطية” التي تدربها وتسلّحها في شمالي شرق سورية، كي تؤسس لكتل بشرية قويّة تكون العامود الفقري لمناطق النفوذ الأمريكية المركزية، في الأنعطافة الأستراتيجية الجديدة للبلدربيرغ الأمريكي، كي تلغي السيادة الوطنية العراقية والسورية معاً وتحطمهما، وهذا هو جزء من دور الأمريكان الآن في الداخل السوري والداخل العراقي، وفي مرحلة استراتيجية لاحقة لجعل تركيا سورية أخرى، لربط الحدود العراقية السورية عبر الحليف الكردي للأمريكان، وكما أشرنا في قراءات لنا سابقة وتحت عنوان: الكرد آخر الأوراق الأمريكية في الداخل السوري. بحيث تقوم واشنطن وعبر القصف الجوي وغيره، بقضم الأرض ومزيد منها بمساعدة القوّات الأرضية بما فيها ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية وغيرها من مجاميع قوى عشائرية تتبع لتيار الغد برئاسة الجربا احمد، مدعوماً من الأماراتي لمنافسة السعودي والقطري، وميليشيا قسد مدمجة ببعض القوى المحلية، كل ذلك لعرقلة المشروع الروسي الأستراتيجي في الأقليم، الذي يسعى للحفاظ على الدولة الوطنية السورية والعراقية، مع مراهنات أمريكية على حرب استنزاف طويلة المدى مع محاولات العودة من جديد بضخ الأرهابيين الى سورية، مع تعطيل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار السوري عبر عنوان غامض: عودة طوعية لمن يريد. ادخالات جديدة لأرهابيين من دول الجوار السوري مجتمعةً أحياناً ومنفردةً أحياناً كثيرة، بحجة محاربة داعش الفاحشة التي صنعوها، ثم تعمل واشنطن على جعل الأرهابيين المدخلين معارضة معتدلة لمنع الروس والسوريين من قصفهم عبر تطوير لقاءات أستنة، بعبارة أخرى أستنة وقف الأعمال القتالية في الداخل السوري وتوظيفات وتوليفات ذلك، وهذا من شأنه أن يقود الى اطالة طويلة المدى للحرب مع استنزاف للروسي حتّى ينهار اقتصاده ويتفكك الأتحاد الروسي نفسه كما تفكك الأتحاد السوفياتي السابق، حيث شكّل ضعف الأقتصاد السلاح الناجع الذي قاد الى انهياره، وها هي واشنطن تشكك بالهجوم الكيميائي الأخير على حلب من ادلب ومحيطها. لذلك على الفدرالية الروسية بعنوانها فلادمير بوتين تطوير استراتيجيتها الحالية من محاربة الأرهاب عبر(استراتيجية القوّة الخشنة والمصالحات)للقضاء على الفوضى الخلاّقة التي أحدثتها استراتيجية البلدربيرغ الأمريكية الناعمة في الشرق الأوسط، بجانب محاربة داعميه الأقليميين للأرهاب من الدول والساحات والأدوات في المنطقة، فان فعل ذلك سنكون أمام استراتيجية نوعية جديدة تزاوج بين القوّة العسكرية الخشنة في الداخل السوري والعراقي والقوّة الأمنية الناعمة في دول الجوار السوري. وللولايات المتحدة الأمريكية متاهاتها الأستراتيجية العميقة، حيث كانت المتاهة الأولى لها في الأفغانستان وما زالت، ثم العراق وما زالت وعبر الأنبار تعود من جديد، فسورية الأصعب والأشد وما زالت، والآن المتاهه الأوكرانية وعقابيلها التي تتدحرج ككرة الثلج، الى المتاهة العرضية في شبه القارة الهنديّة حيث تتفاعل من جديد. فأم المتهاهات العامودية والعرضية الأستراتيجية الدولاتية الأمريكية، هي المتاهه السورية الأصعب والأعمق والأشد، والنتيجة فيها تحدد مصير المتاهات الأخرى وشكل العالم الجديد. انّ جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ الأمريكي)هو صاحب هذه المتاهات وصانعها، فيستغل حالة الأستعصاء الدولي والأحتقانات الشاملة كنتاج للحدث والمسألة السورية، وما خلّفته من سحب دخانيّة سوداء عميقة قد تستمر لسنيين عديدة، من شأنها أن حجبت وتحجب عيون العالم عن ساحات أخرى من المعمورة، لا تقل أهميتها الأستراتيجية عن أهمية سورية أو أهمية الحدث الأوكراني الحالي مثلاً، من أجل تحقيق عمق مصالحه ومكتسباته كحكم أممي، وربط اقتصاديات العالم من جديد بالأقتصاد الأمريكي، للخروج من الأزمة الأقتصادية الأمريكية الحالية، والتي في حالة استمرارها وتفاقمها، أن تقود الى افلاس الولايات المتحدة الأمريكية. تسعى ادارة ترامب(بالأقتراض المالي بدون سقف محدد، وهذا لن يمنع الأفلاس المالي في أمريكا وانما سيؤجّله، وتحتاج واشنطن الى مصادرات لاحقة ستجري لأموال الدول الخليجية المخزّنة في خزائن المال الأمريكية، بسبب دعمها للأرهاب وما شابه، عبر مشاريع قوانين قادمة من نواة هذا(البلدربيرغ)الى بيت التشريع الأمريكي، بجانب قانون جاستا الحالي حيث يصار الى تفعيله. وتتحدث المعلومات المسرّبة من بعض مؤسسات المجتمع المدني الغربية التي تعنى بالرصد الأستخباري وتحليل ما ترصده لصالح عدد محدد من أجهزة أمنية ترتبط معها وتمولها، لمواجهة الخصوم من الأجهزة المماثلة في ساحات أخرى في خارج أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أنّ العديد من مجتمعات المخابرات في منطقة جنوب أسيا ومنطقة جنوب شرق أسيا، بالأضافة الى أجهزة مخابرات دولية متشعبة لدول هي في حقيقتها دول عظمى، لكنّها تتصرف على أنّها دول اقليمية، أجرت مؤخراً الكثير من جلسات العصف الذهني السياسي والمخابراتي، وتحليل الكثير من المعلومات المجموعة رصداً وتحليلاً حول خط العلاقات الهندية الأمريكية وما وراء هذه العلاقات، من علاقات سريّة على خط العلاقات الصهيونية – الهندية مع بحث محفزات الرؤية الأستراتيجية الأمريكية، باتجاه الهند بشكل خاص ومنطقة جنوب وجنوب شرق أسيا بشكل عام، واسقاطات هذه الرؤية الأمريكية على جل مواقف واشنطن، ان لجهة الصين، وان لجهة الباكستان، وان لجهة الفدرالية الروسية، وان لجهة ايران(رغم محاولات الأوروبي الحفاظ على الأتفاق النووي الذي انسحب منه الأمريكي)، وان لجهة الهند ومجالها الحيوي، حيث أفغانستان جزء من هذا المجال الحيوي الهندي. كما تم االتطرق بعمق واسهاب كبيرين لعلاقات الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على سلّة المحفزات الأمريكية ازاء نيودلهي، وتداعيات ذلك على التوازنات الأستراتيجية لجهة أقاليم مناطق جنوب وجنوب شرق أسيا، وان لجهة الجغرافية الأممية ككل، والى ماذا يسعى محور واشنطن تل أبيب من أهداف ورؤى في شبه القارة الهنديّة، بوصفه ذراع موثوق من أذرع جنيين الحكومة الأممية( البلدربيرغ). وتشي نتائج جلسات العصف الذهني لتلك الأجهزة المخابراتية، بأنّ واشنطن تحديداً ترمي من وراء التحالف الأستراتيجي مع نيودلهي، الى استخدام وتوظيف وتوليف الأخيرة في متتالية عمليات احتواء الصين التي تتصرف كدولة اقليمية قويّة رغم انّها دولة عظمى، وفي ذات الوقت محاولة احتواء ايران لجهة ترتيبات مصالحها الأستراتيجية في أسيا الوسطى وفي الحد من النفوذ الروسي هناك، وهنا يتجلى الفخ الأمريكي المنصوب للسعودي والأماراتي ولجلّ مملكات القلق على الخليج. كما تشي النتائج أيضاً، أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وضعت في حسابها الخطّة(ب)في سياستها لأحتواء الباكستان، في حالة أن تغير النظام السياسي في اسلام أباد باتجاه واشنطن وبشكل معاد ومعارض بعد نجاحات عمران خان، كما تشي النتائج تلك أنّ هناك دور قوي وواضح ومؤثر للدولة العبرية(اسرائيل)، وعبر أدواتها في الداخل الأمريكي ومنها(الأيباك)، لجهة دفع الولايات المتحدة الى بناء تحالفات استراتيجية مع الدولة الهنديّة، دون الأخذ بالحسبان وعين الأعتبار أثار ذلك، على خط العلاقات الأمريكية الصينية، وخط العلاقات الأمريكية الروسية، وخط العلاقات الأمريكية الباكستانية.

بعبارة أخرى وأكثر وضوحاً من الآنف ذكره نقول: أنّ من شأن التعاون الأمريكي الأستراتيجي مع الهند، أن يلحق ضرراً فادحاً بسلّة محفزات التعاون الأمريكي الصيني الشامل السياسي، الدبلوماسي، الأقتصادي، المخابراتي، العسكري، وحتّى باطار الثقافي الفكري، وأثره الشامل على القطاعات الأخرى. لكن للدولة العبرية(اسرائيل)وعبر أدواتها – جماعات ضغطها داخل المجتمع الأمريكي وادارته الحاكمة كصدى للقوى الخفيه، ذهبت باتجاه استبدال رؤية أو عقيدة التعاون على خط العلاقات الأمريكية الصينية، برؤية أو عقيدة المخاطر، أي دفعت جماعات الضغط الأسرائيلي ونجحت حتّى الآن في مسعاها، باتجاه أن يكون القرار الأمريكي المركزي ازاء تفضيل التعاون والتحالف المطلق مع الهند وحدها دون الصين، واعتبار الأخيرة مصدراً للخطر المهدد لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية الأستراتيجية في شبه القارة الهندية. كما أنّ من شأن هذا التعاون مع نيودلهي، أن يؤدي الى الأضرار بمخططات واشنطن الساعية، لأبعاد بكين عن موسكو، لأضعاف الدور الروسي في مناطق جنوب شرق أسيا وفي أسيا الوسطى، وفي الملف الأيراني وفي الصراع العربي الأسرائيلي وقبل ذلك في المسألة السورية والوضع في لبنان والتحالفات غير المعلنة مع حزب الله اللبناني. كذلك من شأن تعاون وتحالف واشنطن مع الهند، أن يلحق ضرراً بالغاً على خط العلاقات الأمريكية – الباكستانية، لجهة ايران، وجهة أفغانستان، وجهة روسيا، وجهة شبه القارة الهندية ككل، ومع كل ذلك ضغط الأيباك الى خيار التعاون مع الهند، دون الألتفات الى مسألة التعاون مع اسلام أباد، كون الأخيرة هي أكثر حاجةً لوجود واستمرار الدعم الأميركي المتعدد. انّ المثير في الفقرة السابقة بالذات، والمتعلقة بقطع الطريق على الفدرالية الروسية، لجهة بناء تحالفات مع الباكستان، نتيجة تفضيل واشنطن للتعاون مع الهند دون اسلام أباد، متمثل في معلومات مخابراتية ذات مصداقية دقيقة في تلك المنطقة، وعبر تقارير مجاميع مخابرات تابعة لها، تعمل في الداخل الأمريكي وبعلم المخابرات الأمريكية والمجمع الأمني الفدرالي، وبمتابعة دقيقة لجهاز FBI لها، حيث تتموضع المعلومة الأمنية الدقيقة في: انّ جماعات الضغط اليهودي(الأيباك)وعبر توجيه البلدربيرغ، دفعت وتدفع ادارة الرئيس دونالد ترامب الى مسك العصا من الوسط، لجهة علاقاتها مع كل من الهند والباكستان، بحيث يتم من خلالها الحفاظ أميركيّاً على مذهبية ومنظومة، من نسق التفاعل الدبلوماسي المتوازن، لقطع الطريق على موسكو في استغلال ذلك لصالحها وبناء تحالف استراتيجي بديل عن واشنطن مع باكستان، خاصةً مع وجود موافقة باكستانية قويّة على ذلك، داخل الأطر السياسية والأمنية الأستخباراتية، مدعومة من قوى شعبوية باكستانية ضاقت ذرعاً من واشنطن. تقول المعلومات ومؤكّدةً، بأنّ خط العلاقات الهنديّة الأسرائيلية، وعلى مدار أكثر من خمسة وعشرين عاماً خلت، كان خطّاً بمضمون تعاون استراتيجي خلاّق، وخاصةً في الأنشطة المتعلقة بالفضاء والمجال النووي، والصاروخي والعسكري، وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات المتطورة ومراكز الأبحاث العلمية، وخاصة البيولوجية وصناعة أسلحتها الكيماوية، حتّى أنّ البرنامج النووي الهندي، هو نتاج تعاون نووي اسرائيلي هندي عميق، وبدعم أمريكي وما زال، في حين أنّ البرنامج النووي الباكستاني كان وما زال نتاج لتعاون صيني باكستاني عميق، وبرؤية صينية واضحة المعالم، حيث يحتفل نهاية هذا العام بالذكرى الثامنة والستين، لقيام العلاقات الصينية الباكستانية، وهناك طرفة دبلوماسية قالها يوماً، المندوب صيني أسبق(لا أتذكر اسمه الآن)في الأمم المتحدة لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين، انّ باكستان هي اسرائيلنا في شبه القارة الهندية. هذا وقد سعت نيودلهي، الى بناء المزيد من الروابط المختلفة مع الدولة العبرية(اسرائيل)، وضمن المستويات السريّة وبدعم وغطاء شامل من الولايات المتحدة الأميركية، حيث ظهر التعاون(الوهم)المعلن للعامة، على أنّه مع واشنطن، في حين أنّه كان وما زال مع ” اسرائيل”، وظلّ كذلك لأكثر من خمسة وعشرين عاماً بالسر، في حين أنّه في مرحلة كشف العلاقات السريّة على خط تل أبيب نيودلهي، حصلت الدولة العبرية على تسهيلات صناعة واطلاق أقمار التجسس الأسرائيلية، من طراز( أوفيراك) عبر القواعد العسكرية الهندية، مع استخدام الصواريخ البالستية الهندية. انّ من شأن التعاون الأميركي مع الهند، أن يعيق وبشكل سلبي وعميق وبالغ حرية الحركة وتوافقها، في سلّة التفاهمات الأميركية الروسية، لجهة أفغانستان، وايران، ولجهة الباكستان، خاصةً في ظل اعتبار نيودلهي أنّ أفغانستان، جزء من مجالها الحيوي لأستخداماته من زاوية الهند ضد الباكستان، وفي ذات الوقت والمسعى، تعتبر روسيا الفدرالية أنّ الهند حليفة لها. أعتقد وحسب ظني، أنّ المعادلة السياسية الأمنية العسكرية في شبه القارة الهندية في ظل ادارة ترامب وزئبقيتها تقول: في حالة لجأت واشنطن الى التحالف الأستراتيجي مع الهند، فانّ موسكو ووفق رؤية استراتيجية معدة مسبقاً وطارئة، سوف تلجأ بالضرورة الى بناء تحالف استراتيجي مع الباكستان، مهما كانت الظروف والمعطيات الدولية والأقليمية في شبه القارة الهندية. من جهة أخرى تتحدث المعلومات، أنّ جماعات الضغط الأسرائيلي( الأيباك)في الداخل الأميركي، وانطلاقاً من تفاهمات سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية، على مضمون خط العلاقات الهنديّة – الأسرائيلية، تدفع جماعات الضغط تلك، ادارة ترامب، الى التخلي عن مسألة مشروع دعم عضوية ألمانيا واليابان الدائمة في مجلس الأمن الدولي(تشاركات ارهابية وديموغوجيات السياسة الأميركية، مع مؤسسات الأمم المتحدة)واستبداله بمسألة ومشروع دعم عضوية الهند الدائمة في مجلس الأمن الدولي. كل ذلك كثمن تقبضه الهند نظير تعاونها السري والعلني مع الدولة العبرية، حيث يعني ذلك ببساطة مفرطة، تمتع الهند بحق النقض الفيتو الذي سيصار لاحقاً وتلقائيّاً، لأستخدامه وتوظيفه من قبل محور واشنطن – تل أبيب(الفيتو الهندي)، لكي يقوم بدور حق الأعتراض بالوكالة عن واشنطن، وهو لردع واحتواء الفيتو الصيني والفيتو الروسي، وابعادها عن مجموعة البريكس وتعاوناتها مع منظمة شنغهاي(أي الهند)، كذلك من أجل مزيد من الأخلال بتوازن القوى داخل مجلس الأمن الدولي، ومن شأن ذلك منح الولايات المتحدة الأميركية، أربعة أصوات فيتو، مقابل صوتين واحد لروسيا والآخر للصين، انّها الفوضى المنظمة داخل هذه المؤسسة الأممية، ولكنها على الطريقة الأمريكية. ومن الآن تسوّق أمريكا للهند باعتبار الأخيرة تتمتع بقدرات طبيعية واقتصادية خلاّقة، وقدرات سكّانية وتكنولوجية، وقدرات عسكرية وسياسية – برلمانية، وهذه الصفات للهند في الواقع حقيقية وهي صح 100%، وهذا حق للهند يراد به باطل، من قبل محور واشنطن – تل أبيب.

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111 – هاتف آخر عمّان: 5345541

خلوي: 0795615721

سما الروسان في 9 – 12 – 2018 م.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here