عندما يتساوى الشرف مع الرذيلة !.

رحيم الخالدي

القتل بكل أشكاله مرفوض، مالم يكن بحكم محكمة وبالحق، ولا ننسى أنه حكم إلهي من مبدأ العين بالعين، وما جرى في الفترة الأخيرة من تصفية جسدية لبعض الشخصيات، من مجتمعنا المتنوع في القوميات والديانات، منها إغتيال “تاره فارس”، التي ضجت صفحات التواصل الإجتماعي والمواقع الأليكترونية والصحف كلها، رافضة لكل أنواع القتل، وهذا شيء جيد وصحي، لكن يجب أن يكون وفق أصوله، كذلك إحترام مشاعر الآخرين، ولا يمكن قياس تاره فارس بالذين دافعوا عن العراق، وبذلوا أرواحهم دونه .

تتصاعد بين الحين والآخر، صيحات ونداءات من قبل شباب لم يعيشوا فترة تسلط البعث، متمنية رجوعه للسلطة! وهنا يقفز السؤال كيف يتمنونه وهم لم يعاصروه؟ ولابد من وجود مغذي للفكر المنحرف، أذاق نظام البعث الذين عاصروه أقسى ما يمكن أن يتعرض له الإنسان، وسلب حريته يرافقه التعتيم الإعلامي المنحصر فقط بالقنوات التي تمجد بحياة القائد الأوحد، وخطاباته التي لم تجلب للبلد سوى الخراب، مع ضياع أمواله هبات لكل من هب ودب، تاركاً العراقيين يقاسون الجوع والحرمان، يقابله بناء القصور .

مر عام على الإنتصار وإنتهاء الحرب على داعش عسكرياً، من حيث المواجهة وتم طردهُ خارج الحدود، ولا ننسى الدور الأمريكي بحمايتهم ومساعدتهم بالإنتقال للقيادات، من أجل إستدامة الإرهاب في المنطقة، حيث إستقتل الأمريكان لإيجاد ملاذٍ آمن لهذه المجاميع في الأراضي السورية، مع بعض الأماكن العراقية صعبة التضاريس، التي لا يمكن إحتوائها كلها دفعة واحدة، وإقتصرت عملياتهم على المناوشات التي تتكون بواسطة أفراد يعدون بالأصابع، لإثبات وجودهم كتنظيم إرهابي عالمي مدعوما أمريكياً، وهذه الحقيقة يعرفها العالم كله، وعلى لسان الساسة الأمريكان انفسهم، وقد إعترفت القيادة الأمريكية بذلك علناً، وأوباما وهيلاري كلنتون مثال لذلك .

استذكار الشهداء وجعل تضحياتهم دروساً، يجب إدراجها ضمن المناهج الدراسية لمدارس العراق، مع ذكر حالتهم الإجتماعية، وهم يعيشون العوز المادي! وكيفية سكنهم بالعشوائيات (الحواسم)، وقد لبوا نداء الفتوى التي إنطلقت من على منبر الجمعة في كربلاء المقدسة، أفواجاً تليها أفواج، وصار من الصعب إحتوائهم كلهم في آن واحد، حيث تم إيجاد آلية لتقسيمهم على الفصائل والتشكيلات الملبية، كلهم متساوون وإن إختلف عملهم، فكانت التجربة الأولى عالمياً، كذلك الشرق الاوسط والمنطقة العربية، وبالطبع هذا أخاف الدول الإستعمارية، لانه أسقط تخطيطات كان من الممكن إنتهاء المنطقة وليس العراق فحسب .

إغتيال خاشقجي أثار ضجة في العالم، وصل إستعطاف العراقيين أنفسهم، وهو الذي كان يجند الإرهابيين بواسطة مقالاته وتوجيهاته، ويحضهم بالذهاب للعراق ليفجروا أنفسهم وسط الأسواق، والمناطق الآهلة بالسكان لحصد الأرواح البريئة، وفق فتاوي التكفير، لكن هنالك جانب صامت! لا ينبس ببنت شفة، تجاه ما يجري في اليمن، حيث قامت المملكة السعودية والإمارات، بجعل اليمن ساحة تجارب لأحدث أسلحتها، وقد شاهدنا من خلال شبكات التواصل، تجربة قنبلة من نوع جديد، تكاد تكون نووية بحجم صغير! وهذا محرم دولياً، ناهيك عن نشر الأوبئة والأمراض مع قصف المستشفيات، لجعل العلاج صعباً على المصاب، سواء من الأمراض أو الإصابات جراء القصف الجوي، فهل يتساوى الشرف مع الرذيلة ؟.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here