البشير مرسال أهواء… ام ما فرضته الاجواء

محمد علي مزهر شعبان

هل هو مبعوث حلفاء السعودية وبعلم الرياض بعد أن تحطمت أمبراطورية الاماني في السطوة على بلدان،بدت وكأنها صيد سهل؟ هل هو سفير تصفير الازمات لدولة زخت خزائنها المليارات، وشكلت تحالفات لتجعل من دول شقيقة خراب ويباب واذا بها وقعت في الشباك الذي نصبته لعباد الله ؟ هل يمتلك الرجل من قوة التأثير والحضور ان يكون حمامة السلام وهو الحلقة الاضعف قوة ومال بينحلفاءه ؟ هل أحس الرجل بأن نكثت الوعود التي أوعد بها من حلفاءه في انتشاله من الملاحقة وامداده بالدعم المالي والاستثمار في بلد اوشك فيه المجزء ان يتجزأ، فمال الى حيث موطن القوة الجديد في المنطقة وما فرضته روسيا من واقع متوازن ؟

الرجل نقل بطائرة روسية، وتفاصيل رحلته أثارة التساؤلات، ولا من مجيب، حيث بقت تفاصيلها خارج نطاق التداول، الا تفسير مرافقي البشير، بأنها مبادرة جمع الصف العربي وتجاوز الأزمة السورية بعدحالة التخاذل التي تشهدها الساحة العربية في كثير من المحافل . في حين تنظر سوريا من موضع الثقه ان الزيارة تشكّل خطوة إضافية في إطار كسر الحصار الذي فرض على سوريا . لازال تصريح الناري البشير عالق في الاذهان حين إلتقى بوتين في موسكو: إن بلاده بحاجة الى حماية من العدوان الامريكي لانهم نجحوا في تقسيم السودان، وتوسم من الروس الحماية من هذا العدوان . فهل يدل هذاأن البشير مبعوث روسيا لكسر الجمود ؟ حيث سبقها بزيارات متعدده الى عدة دول ومنها اللقاء الاهم مع السيسي . اذن هل هذا مؤشر على ان البشير ومما اثار التكهنات، بعزم السودان على الانتقال الى محور روسيا، رغم ان هناك كانت بوادر التقارب والتطبيع بين الخرطوم مع واشنطنلتخفيف العقوبات التي استمرت لمة عقدين، حيث يبدوا انها ذهبت مع ريح التصريحات، عندما أشارت التكهنات هذا الانتقال، يعززه م أعلنه البشير أن الوضع في سوريا هو بارادة امريكية ومن تبعها .

هذه الزيارة دون شك تحتاج الى قراءة عميقه، وخاصة تصريح البشير: أن سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية . هذه الاشارة ذات المدلولات توضح أن هذه المبادرة لا تخرج عنمنطقية التسائل والدوافع من وراءها . فحتى لا نكون في متاهة التحليلات ونخرج من سياق الادق في التفسير هو ما ألت إليه المتغيرات في المنطقه، من سياق ما يمضي على ارض الواقع .

سوريا انتصرت في معركتها، بل شكلت توازنا جيو سياسي مع حلفاءها، وكل المؤشرات تدل على هذا الانتصار من خلال التشظي في الجانب الاخر . في اليمن حيث وعى اخيرا الضمير العالمي لهمجية هذا العدوانووحشيته في الابادة لشعب اليمن وما ادى الى كوارث المرض والجوع، فأدان هذا العدوان فبدأ اعلان إيقاف النار . ومن معالم هذا التشظي انقسام مجلس التعاون الخليجي، فقطر لعبت دورا اساسيا في التحدي من خلال ما أحدثته من شق داخل التحالف . حيادية عمان والكويت، وفشل التحالفإذ أريد له في التمنيات ان يكون ناتوا يجمع بالرشى، فنفرت المغرب منه وتقاربها مع قطر، واعتزلته الباكستان، وبقت مصر التي فقدت ريادتها للامة، وتضخم القرار السعودي في شأن الجامعة العربية، وخسارة القرار السعودي في لبنان، وسقوط ورقة السعودية في العراق بعد ان لعبتادوارا ما قدر للشيطان ان يلعبها، لحين جاءت الضربة الصاعقة من مجلس الشيوخ الامريكي في مقتل ” جمال خاشقجي” وانتظار مجلس النواب الامريكي الذي تشكل باغلبية ديمقراطية، جعل السعودية في موقف لابد أن تحل ازماتها بخطوات فتح افاق جديده . سوريا في حصار مطبق على ” أدلب” تصريحات امريكا وتركيا ببقاء الاسد، رغم تذييلاتها باجراء انتخابات ديمقراطيه . وبوادر الامارات وغيرها من فتح سفارتها في دمشق، والمطالبة برجوع دمشق الى مقعدها في الجامعة العربية . كلهذا يؤشر على ترابط كل التحركات حتى لو بدت ببادرة، أضعف من حمل مرسال فك العقد، سواء من دفع روسي وموافقة سعوديه أمريكيه، إنها لعبة فك الالغاز.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here