العاصفة ……

قرار السيد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بعد إن أكلمت مهمتها في القضاء على داعش ، وهي كانت حجة أو ذريعة الولايات المتحدة في البقاء في سوريا طوال الفترة الماضية .
هذه الخطوة المفاجئة إثارة عدة علامات استفهام عده البعض أنها في الاتجاه الصحيح نحو إيجاد حل أو تسوية شاملة للازمة السورية ولسببين الأول فشل أو عدم نجاح الخيار العسكري في تحقيق أهداف وغايات أمريكا في سوريا سواء كان من خلال تشكيلها تحالف دولي ضم عدة دول أو من خلال دعمها للفصائل المسلحة بإحداث الأسلحة والمعدات الحديثة، لكن نتائج المحصلة النهائية تصب في مصلحة خصوم أمريكا .
وثانيا قناعة ساسة البيت الأبيض بان الأمور في الأزمة السورية وصلت إلى طريق مسدود ،ووجودها قوتها يشكل عليها ضغط وتحدي كبير وبدون جدوى ، والضغط الداخلي الأمريكي على سيد البيت الأبيض ، بسبب وعوده المتكررة والانتخابية بسحب قواته من سوريا فور انتهاء مهامها ، واليوم أصبحت سيطرة ونفوذ داعش محدود في سوريا .
تصريح البيت الأبيض “بدأنا سحب قواتنا من سوريا فيما ننتقل إلى المرحلة الثانية من حملة مكافحة الإرهاب التي يمثلها التحالف الدولي”. ، وهذا التصريح يعطي دلائل واضحة وصريحة يجب الوقوف عندها من أهمها إن الانسحاب للقوات الأمريكية سيكون جزئي أو من بعض المناطق بدليل تصريح السيد دونالد ترامب الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون للتعاون على كافة الأصعدة لحماية مصالح الولايات أينما دعت الحاجة، وسنستمر في العمل معا لمنع سيطرة داعش على إي أراض جديدة، أو الحصول على دعم أو تمويل يسمح للتنظيم الإرهابي بعبور حدودنا.
وفي نفس الاتجاه أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تعليقا على خطط الانسحاب، إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في المنطقة ، وهذا يؤكد إن عمليات الانسحاب لن تكون لكامل قواتها .
و في جانب حذرت إطراف أخرى من عواقب هذا القرار لان يعطي الضوء الأخضر لتركيا لشن عملياته العسكرية التي تعد له منذ فترة طويلة ضد وحدات حماية الشعب الكردية بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب  ونظيره التركي رجب طيب أردوغان ، وبذلك حققت أمريكا عدة أهداف من هذه الخطوة إعادة وحسنت علاقتها مع تركيا ، وعقدت المشهد السوري في وقت تسعى عدة إطراف إلى وضع حل نهائي للازمة السورية من خلال طاولة الحوار والتفاوض ومساعي المبعوث الاممي في حل القضية السورية ، وتشكيل اللجنة الدستورية .
الانسحاب الأمريكي يعنى الهزيمة والاعتراف بالخسارة المذلة ، والتنازل عن مصالحها وخططها أو مشاريعها ومصالح حلفائها لمصلحة الآخرين ، وإعطاء المجال لتوسع النفوذ الإيراني،وهذا سيشكل تهديدا لأمن إسرائيل ، وسيكون البداية لتحول ستراتيجي في المعادلات أو الحسابات الدولية على الزعامة العالمية ، لهذا نقول هذه الخطوة أما لعبة أو كذبة من الأعيب أو أساليب الشيطان الأكبر أو ستكون هناك عاصفة ستضرب دول المنطقة من اجل إن تحقق أمريكا أهدافها أو غاياتها ، وهذا ما ستكشفها عنه الأيام القادمة .

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here