غابت عن ابنتها للحظات فوجدتها جثة هامدة داخل السيارة في قاع النهر

لحظات قليلة فقط، ربما تفصلنا عن مصير محتوم لأقرب أحبائنا، لحظات كانت في أيام وأوقات أخرى أقل من عادية، وأقل من أن ننتبه لها، أو أن نعتبرها من بين الأمور المصيرية، لكنها على الرغم من كل ذلك، تبقى لحظات مجهولة، تخطف منا أحبتنا بأشكال لم تكن في حسباننا على الإطلاق، إلا أنها ستغير كل حياتنا إلى الأبد، وربما تكون اللحظات الأخيرة التي عاشتها “كيرا مور”، الطفلة الصغيرة التي لم تتجاوز عامها الثالث بعد، والتي لن تحتفل به بعدما حدث، هي بالضبط من تلك اللحظات الفارقة التي لم تكن في البال.

“كيرا” الصغيرة، التي كان من المفترض أن تحتفل بعيد ميلادها الثالث بعد أسبوع واحد فقط، لولا وقوع تلك الحادثة؛ حيث كانت حينها تعيش يومًا عاديًا للغاية برفقة والدتها “كيم رولاندز”، قبل أن تلقى حتفها بحادثة غريبة في منطقة “كارديغان” غرب ويلز في المملكة المتحدة، حين غرقت في مياه نهر “تييف” الباردة، بعد أن سقطت سيارة والدتها في النهر لأسباب مجهولة، وحوصرت “كيرا” الصغيرة داخلها حتى لقيت حتفها.

لحظات قليلة قبل وقوع الفاجعة..

وفي تفاصيل هذه الحادثة المأساوية، والتي نقلتها لكم “سيدتي” عن صحيفة الـ”ديلي ميل daily mail” البريطانية؛ فقد كانت والدة “كيرا”، السيدة “رولاندز”، قد قررت الذهاب في أحد أيام شهر آذار/ مارس الماضي 2018، إلى مكتب شركة العائلة، شركة “كارديغان باي آكتف Cardigan Bay Active”، وكانت تريد أخذ شيء من المكتب، وذهبت مُسرعة وتركت طفلتها في السيارة؛ لعلمها أنها لن تغيب أكثر من دقيقتين، وذلك بحسب ما جاء في التحقيق الذي تم إعلانه أواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

بالفعل، لم تمضِ أكثر من دقيقتين فقط؛ حتى خرجت والدة “كيرا” مُسرعة نحو طفلتها، لكن الصدمة الكبيرة كانت، عندما لم تجد سيارتها، وظنت حينها أن أحدهم قد سرقها وبداخلها الطفلة الصغيرة، وعندما أخبرت الشرطة، تم اكتشاف أن السيارة كانت قد انزلقت متجهة صوب نهر “تييف”؛ حيث غرقت هناك وبداخلها “كيرا”، التي لم يحتمل جسدها الغض وروحها الطفلة برودة النهر والهواء القليل؛ فسلّمت روحها قبل أن تُكمل العام الثالث من عمرها.

دموع الضابطة التي أنقذتها، خلال التحقيق..

وخلال التحقيق، كانت دموع ضابطة الشرطة “كاريل غريفثس”، تكاد تخنقها وهي تسرد ما حدث معها خلال محاولتها إنقاذ “كيرا”؛ حيث سردت ما حدث حينها وهي تحت المياه الباردة، عندما قامت برفقة أحد زملائها بالشرطة، بكسر زجاج إحدى نوافذ السيارة التي بداخلها الطفلة المسكينة بواسطة عصًا، وكأنه مشهد من أحد الأفلام الخيالية، تصف “غريفثس” تلك اللحظة التي أخرجت فيها “كيرا” من السيارة؛ حيث تقول: “لقد طفت في المياه وخرجت من السيارة إلى ذراعيّ مباشرة”.

وتابعت ضابطة الشرطة الشجاعة حديثها خلال التحقيق؛ قائلة: “في تلك اللحظة، شعرت بجسم (كيرا) الصغير، وطفت في المياه من داخل السيارة، وخرجت إلى ذراعي”، وتابعت: “كانت ترتدي جاكيتًا وردي اللون، وملابس مماثلة لما وصفتها والدتها، وعندما وصلنا ضفة النهر، حملتها ووضعتها على الأرض برفق شديد، وبدأ الضباط بإجراء عملية تنفس اصطناعي لها، وكل ما أتذكره أنني كنت أقف هناك وأنا أنظر إلى جسدها وهو مُلقى على الأرض، وكان رأسها يتدحرج، ووجهها محتقن باللون الأرجواني بسبب الاختناق، وكان ذلك قبل أن يتم أخذ الطفلة الصغيرة إلى مستشفى “ويلز” الجامعي في كارديف؛ حيث أعلنت وفاتها في وقت متأخر من مساء ذلك اليوم”.

والدة “كيرا” تسرد ما حدث

وكانت الصحيفة البريطانية، قد نقلت ما قالته السيدة “رولاندز”، أثناء التحقيق في وفاة ابنتها “كيرا”، والتي أشارت فيها إلى أن السيارة كانت قد اختفت بعد عودتها من مكتب شركة العائلة، وقالت: “أنا أعمل في الشركة، وعادة أذهب إلى هناك للعمل في المكتب، ولأن كيرا لاتزال طفلة صغيرة؛ فقد كانت تأتي معي إلى هنالك في بعض الأحيان، وخلال ذلك اليوم لم يكن هناك شيء غير اعتيادي، أوقفت السيارة على المنحدر القريب من الشركة، وتأكدت قبل خروجي من السيارة من أن فرامل اليد مطبقة جيدًا كما أفعل دائمًا، وتركت غيار السيارة اليدوي في الاتجاه العكسي، وأوقفت السيارة بحيث يكون ظهرها مستويًا مع كوخ الكشافة، لقد أخذت جميع الاحتياطات اللازمة حينها”.

وتابعت السيدة “رولاندز”، إنها عندما ذهبت إلى المكتب، كانت “كيرا” برفقتها، ولكنها بعد أن ركبت السيارة، وقبل أن تشغلها، تذكرت أن بطاقة البنك الخاصة بها مكسورة؛ لذلك تركت طفلتها داخل السيارة وعادت إلى المكتب مسرعة لتأخذ بعض النقود من الخزنة، وقالت حينها: “كانت المفاتيح في باب السيارة أو في مفتاح التشغيل، وقلت لكيرا إنني سأغيب ثانيتين فقط، فتحت قفل الباب ودخلت إلى المكتب، وكان باستطاعتي أن أسمع صوت كيرا في السيارة خلال تلك اللحظات”.

وتتابع السيدة “رولاندز” قائلة: “عندما تركت السيارة، كانت هناك أصوات غناء وصراخ، وانحنيت أمام الخزنة في المكتب وأخذت 10 جنيهات وأغلقت الخزنة بسرعة وخرجت من المكتب، ثم وضعت القفل ولاحظت حينها أن سيارتي غير موجودة”، وأضافت الأم: “لقد غبت لمدة لا تزيد عن الـ 3 دقائق فقط، سرت باتجاه النهر ولم أستطع أن أرى شيئًا، وظننت حينها في بادئ الأمر، أن السيارة قد سرقت، وسألت الناس إذا ما كانوا رأوا شيئاً”.

وبصوت تملأه الحرقة، قالت السيدة “رولاندز” خلال التحقيق: “على الفور قمت بطلب رقم الطوارئ، وأخبرتهم أن سيارتي قد سرقت وطفلتي في داخلها، وبحثت عنها في كل مكان، وهاتفت والدتي وأنا فزعة جداً”، ولكن رجال الإنقاذ بعد البحث اكتشفوا أن السيارة كانت قد انزلقت إلى النهر، وأغرقت معها “كيرا” الصغيرة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here