لا شيء يوقفهم إلا القلع و الشلع الراديكاليين

بقلم مهدي قاسم

ما يثبت سفالة الفاسدين  و تحديهم السافر والوقح للإرادة
الشعبية ، ولا سيما في أوّج احتجاجات البصرة وفي وسط معالم خراب و تخلف وفقر فظيع ومياه شرب مسمومة، هو إقدام  محافظ البصرة على عمليات إهدار و إنفاق كبيرة للمال العام بلغت مئات ملايين دولارات لتأثيث مكتبه وعلى أشياء أخرى ذات استهلاك شخصي * وهو الأمر الذي يؤكد
للمرة المائة على أن هؤلاء الساسة والمسؤولين الفاسدين لا تردعهم  تظاهرات شعبية و لا مقالات نقدية ولا حملات فضح و تعرية لفسادهم المنتشر و المتواصل على طول الخط ..

لا أبدا ..

حالهم في ذلك حال مومسات الشوارع الخلفية العلنيات يعني
لا قطرة خجل ولا عيب ولا حياء ..

مع إنهم لم يعودوا اصلا  يخشون شيئا ، لشعورهم بالأمان
و الاطمئنان من أية محاسبة حقيقية أو جدية ، فما من أحد سوف يحاسبهم أو يعاقبهم،  ليس فقط لأن ظهورهم مسنودة بالنظام الإيراني و العشائر والميليشيات ، أنما لأن الذي سيقوم بمحاسبتهم هو الآخر أيضا فاسد أو شيء من هذا القبيل  ، أو أن مصير منصبه تحت رحمة هؤلاء الفاسدين
..

و لأن الفاسد لا يحاسب فاسدا ولا اللص يضيق الخناق على
لص آخر ليضعه في زنزانة العدالة  ..

هذه البديهية يعرفها حتى السذج في العراق ، وهي  حقيقة
قائمة و ثابتة مع مرور الأيام و السنين و حتى الآن ،  كأمر مسلّم به ..

ودليل آخر هو :

ـــ  أن من يريد مكافحة  مظاهر الفساد بشكل جدي و جذري
و  بتصميم حاسم ، لا يحتاج إلى تصريحات أو تشكيل لجان أو مجالس وببطء و تلكؤ ،  بينما مياه الفساد القذرة لا زلت تجري من تحت قدميه وتزكم الأنوف ، أنما أول شيء يجب أن يبدأ به و يفعله  رأسا هو مكافحة الفساد ، إذ حتى الغبي و البليد باتا يدركان بأنه بدون مكافحة مظاهر
الفساد لا يمكن تحقيق أي مشروع ناجح أو إنجاز مثمر و نافع في العراق  ، ذلك لأن مظاهر الفساد كانت ولا زالت و ستصبح بمثابة عرقلة و عقبات دائمة أمام تنفيذ أي مشروع بناء أو تحديثي مفيد على صعيد الخدمات و تطوير القطاعات الأخرى .

فيما يلي رابط فيديو عن عملية إهدار مالي جنوني من قبل
محافظ البصرة في وسط الفقر المدقع لملايين من الأسر العراقية المعانية  حرمان و عوزا بينما هو ينثر هدرا المال العام يمينا و يسارا و كأنه جلبه من جيب أبيه :

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط