رؤى انطباعية ل صالح جبار خلفاوي

1
اســتــلاب
قلــبه مصنوع من قصب إله؛ استعدت أصابعي، انكشفت الثّــقـــوب، استحال نايا، عاث فيه نبض غيري فسادا… استغاث بصوتي؛ تسرّبت رئتي نذرا أبديا.
ـ إيمان سبخاوي ـ الجزائر

القراءة \
مابين القصب المثقوب والرئة التي رسمتها إيمان ثمة نفخ في رئة تستغيث لتكون نذرا أبديا لمعادل موضوعي في التخلي عن الغريم والعودة الى نبض لا فساد فيه .

2

ـ دموع الإله
* صدقا عندما مر عليّ هذا النص أطاح بي و وجدتني أبكي كما الطفل المقهور ظلما فبوبت له النص عند نشره بما يلي: (أجمل و أقسى و أروع و أنكى دموع إله قرأتها  يا “حيدر”، ماذا
فعلت بي لقد أبكيتني يا رجل  ! ـ لخضر خلفاوي ـ  رئيس التحرير ـ الفيصل)
ــــ
كانت جدتي تخفي دموعها , في كيسٍ صغير , حتى لا يراها منا أحد .
كانت توفي نذورها كلها , حين يعود أبي من الجبهة سالماً .
وقبل أن يبدأ بالحديث مع رفاقه عن القتال والجنود الضائعة أحلامهم .
كانت تضعنا في علبٍ صغيرة , مثل قطع الحلوى , وكانت تغلق الباب جيداً , حتى لا يتسلل إلينا الموت .
وفي صلاتها , كانت ترفع يديها نحو السماء , حتى نرى في عينيها دموع الإله .
انتهت الحرب وعاد الجميع إلى أهله إلا أبي
قال أحدهم : نبتت في صدره شجرة من الرصاص .
وقال آخر : شاهدنا في خوذته أصابع رفاقه المبتورة , تنمو وتخضر على شكل مزهريات !!
حينها علمنا أن الأمطار التي تأتي في غير موسمها , هي دموع جدتي التي كانت تحبسها في الأكياس , و أن قطع الفحم الصغيرة , هي أحلامها التي صبغها الحزن فجأة .
كانت تقول لنا , لاتضعوا الستائر في بيوت الشهداء , هناك صغيراً أخبروه , أن والده ذهب إلى السماء , صار كلما يشتاق إليه يتحدث مع النجوم .
ومنذ ذلك الحين وهي تجلس خلف الباب , تراقب النافذة , تمسك صورته جيداً , تخاف من هبوب العاصفة , تخشى أن يسقط على الأرض مرتين .
ـ حيدر الهاشمي | العراق

القراءة \
دموع الإله التي أبكت لخضر خلفاوي هي أرض يجتز عشبها في كل موسم ويعاود الاخضرار . وطن أدمن الحروب والجوع والخوف وصلاة الأمهات الثكالى بلا انقطاع . أبدع حيدر في نقل الصورة كما عاشها في جنوب ملئه المآسي والدموع التي تهطل بلا رحمة . عسى الباب الذي تجلس خلفه الجدات يفتح على مسرة من كرامة الأولياء الصالحين ويستجاب الدعاء حتى يوقدن بخور الحرمل عند المسا ء

3
لا تعليق!
ـ الأديبة : نيسان سليم رأفت | العراق
حينَ تسمرتْ عيناكَ
على جدارٍ هُدّمت أركانه ُ
لتشقَ صلابةَ أسمنته الجاحدِ
برعمةٌ صغيرةٌ ..
لا تعليق !!!
وأنتَ تسحقُ بخطاكَ عظامَ أحبتِكَ
تحتَ أنقاضِ منازلِهم
لا تعليق ..!!!
وأنتَ تعيشُ العمرَ
هجرةً بعد هجرةٍ
لا مقعد لكَ بقربِ أشلائهم
لا تعليق ..!
كمْ تمادى العمرُ في تهجئةِ عباراتٍ
لها بريق أسنانِ الحياة ِ
التي تتربصُ بنا
نتداولُها ونركنُ إلى دفئِها الهَش ِّ
لم نحيا ضرورة إلا لبعضِ الوقتِ.
كم غريبٍ مرَّ بأسطرِكَ كي يسرقَ
معناك …..؟!!
قدْ لا تكون معكَ يوماً هنا…
قد تكون وحدكَ وأمانيك فقطْ
مثل سراجِ زيتٍ
أُلقي تحتَ المطرِ
يتلاطمُ ضوءهُ الخافتُ معَ جناحِ فراشة ٍ.
في الدقيقةِ الأخيرةِ…
تناول ما أبقتهُ لكَ الحربُ من ذخيرةٍ ،
عقبَ سيجارتِكَ ،ورشفةً من عقلِكَ ،
وطعمَ قبلةٍ …
سرقتَها في ظلمةِ نشوتِكَ المقمرةِ
لتحيا بعدكَ القصيدةُ ..

القراءة \
في أن تكون مجبراً على العيش بذكرى حسرة فانوس لا ينطفي وذخيرتك أحلام وقصيدة لا تذوي لأنها تستمر في شق جدار إسمنتي كبذرة لا يتوقف نموها لذا ترفع الشاعرة نيسان لافتة كتب عليها لا تعليق فالجرح غائر في النفس وأسنان الحياة لا ترحم . هذه هي الحروب لا تخلف سوى ندوباً في الذاكرة وتسرق طعم القبلة المسروقة في نشوة القمر !

4
على حافة الأربعين
ـ أميرة عبد للي ـ فرنسا
شرفة صغيرة ، تطل على رواق طويل
متدرج الألوان ..متعرج الخطوط
…شعور غريب
صرخة تسكن الأعماق
..زمن يقاس بالسنين
والطفل في داخلي لم يكبر
يغار من لعبة في يد طفلتي
و فستان على أخرى ..
…على حافة الأربعين ..
عرفت أني أحب الرسم والتلوين
..حسابات كثيرة
منها ما يجمع وآخر يطرح
.. اجمع أشلاء أحلامي المتناثرة هنا وهناك
اجمعني ….وامضي
..على حافة الأربعين ..
تغمرني رائحة خبز أمي
وحساء الفاصولياء
أيام الشتاء …
آه يا أربعين العمر ..
هلا تريثت
لازلت أؤمن بفارس الأحلام
والحب المثالي المليء بالعطاء
آه يا أربعين ..
كم تلاشت عند بابك أحلام
ورحلت أخرى ..
مع خطى الغابرين .
‎*مبدعة جزائرية

القراءة \
تصطدم الشاعرة أميرة حين تكتشف أنها وصلت العقد الرابع من العمر . ماهذا كانت سارحة في خيال يطفو كحلم لا ينقضي . ما زال الطفل الذي في داخلها يحبو ويطارد فراشات الحب المملوءة بالعطاء . تطلب من عمرها المسرع أن يتوقف لم الاستعجال فثمة وقع خطى الغابرين تطرق دواخل النفس على أمل العودة بفارس الأحلام ممتطياً رغبات صارت موجعة بلا توقف .

“رب الأخيــــــــــــار

بقلم: حنان جميل حنا ـ لاريزونا (و.م.أ)
 أعرفه منذ زمن .. لكنني تعلقت به أكثر بعد أن عرفته عن كثب ..هادئ الطباع .. قليل التحدث .. ودود المعشر .. سليم النية ..مستمع رائع .. دمث المشاعر وكثير الاهتمام  ملاذي الدافئ في وحدتي .. متاعبي .. ألامي .. همومي  وأيضا سعادتي ولحظات هنائي .
إليه أسكن بكل حالاتي .. أنه حبيبي الذي لا مثيل له ، يحمل لي بقلبه الكثير من الدفء والراحة ، يلتمس لي الأعذار  ولا يسيء الظن.. لا يحسب لي حساب هفوة أو غلطة .. يسامحني كسرعة اِضمحلال حبات قطرات الماء من وقع المطر .. لا يقلب علي المواجع بل ينقذني منها .
يحرص أشد الحرص لاحتوائي بحنان ، وكلما ظفر باحتوائي لا يسقطني من ذراعيه بل يطربني بإيقاعات نبضه الصادقة .حبيبي فريد.. يحسن حفظي بحصن من المظللين ، ويظللني في خفة وسرعة إقبال وأدبار كالرياح .. يكتم عني ألامه .. ويرفق بحنو .. وعندما أحدثه عن عيوبي يلبسني تاج السلطان ويعرض عليّ عرش الملوك .
حبيبي لا مثيل له .. لو حدثته عن قلة حيلتي وتوتر تركيزي .. يذكرني بجودة و كمال أفكاري وجمال عطائي ونقاء فؤادي ..ألح عليه بثقل قلقلي وإرباكي .. فإذا به يزيح حملي ويصلح توتري وينجد أمري . أتعبه بأقاويل لا اعتدال فيها وسوء عزمي وفروض كلمات غليظة الصرف والأوزان .. فيرفق بطول أناته ولين ورفقة ويصلح لي راضياً مبتهجاً ما عجزت أنا عن أصلاحه.أستودع فيه أسراري.. فأشهد على أستكتمانه لها بعمق الأرض ولرفعة السماء .. وأن جن الليل وأسرعت الكرة وحاصرت وحدتي ككل يوم ، فإذا به يلبسني ملاءة الأنس والرفقة . كريم وسخي الطيبة .. أن مرت الريح به حملت طيباً وسروراً . شأنك عجيب يا حبيبي ..أي عملاً بذلت نفسي فيه كي أنال منك طروب الحب والاهتمام ! أي منزلة تهيأت لها كي أنال منك ألتماس الأمان والخلاص ! قد شهدتُ من الرفقة والأحباب قبلك وجوهاً ومعانٍ مختلفة .. لكنني أعلمُ صوابَ يقيني اليوم .. أن صحبة الأخيار تورث الخير .وأنت أكرم من الخير..وأكرم حبيب سار معي .. أنت رب الأخيار .
ـ مبدعة عراقية.

القراءة \
حنان جميل متصوفة بامتياز قرع ناقوس كنيسة يرّن داخلها هذا الألق السماوي أي حبيب هذا الذي يغمرها بكل أنواع الفيض والمحبة أنه عشق لا يخبو واكتشاف مذهل لا ينصاع إلا للمحبة الخالصة التي تعيشها بنغم ودود لا ينتهي . ينتشلها من براثن الكراهية نحو سفح مفعم بآيات يلتمس فيها الأمان والخلاص لذا اقتنعت إن صحبة الأخيار تورث الخير وبورك لها هذا الإرث . لأن الله محبة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here