المناهج التعليمية لوزارة التربية لاتخرج علماء

صادق غانم الاسدي

التعليم هو ليس تعلم الحقائق انما هو تدريب العقل على التفكير لمواجهة حل كافة الازمات دون ان نخلف اثارا تلقي بضلالها على المجتمع وهو رقي الشعوب وتحسين المستوى المعاشي والقضاءعلى كل الظواهرالفتاكة والامراض والارتقاء بعقول الناس , قال سيد البلغاء الامام علي عليه السلام ( الجاهل ميت وان كان حي ) الاسلام اكد على التعليم وكتاب الله يشير الى تشجيع العلم والعلماء ويقربهم منزلة , وائمة اهل البيت عليهم السلام كانت لديهم جامعات يدرس بهاكافة العلوم وسبق تفكيرهم للاختصاصات الطبية والكيماوية والرياضيات غيرهم من الشعوب رغم ان بلدان امتازات في مجال الطب والفلسفة منذ القرن الخامس قبل الميلاد, لكنها لم تضع نظريات واكتشافات كما ظهرت في عهد الأمامين الباقر والصادق عليهما السلام والذي اعتمد فيهاعلى كتاب الله , مايهمني بالامر ان وزارة التربية بكافة دوائرها ومستشاريها قد فشلت في ايجاد تغيرعلمي لمناهج التدريس بكافة المراحل ولم تهيىء ارضية مناسبة تنطلق منها لدراسة ووضع برنامج شامل للتغير بحيث وقعت باخطاء كثيرة وكبيرة وما رافق تلك العملية من تداعياتاربكت المستوى العلمي وشككت الطلبة ببعض الحقائق العلمية والتي تتنافى مع ماوصل اليه العالم من تقدم وتطور في سباق التكنلوجيا , ان المناهج الدراسية في اي بلد لها تأثير يلازم امنيات الطالبة في تحديد المستقبل من خلال الدراسة والبحث فأذا امتازت تلك المناهج باحداثحرب وانتفاضات واحتلال وأستعمار ومعاهدات ومقاومة سنثمر بجيل بعد سنين من الدراسة يكون ذو طبيعة عسكرية ويغلب على المجتمع نظام العسكره ويخلوا من الاطباء والمهندسين , وما شب عليه الطالب لايختلف فيه اثنان , لم اكن انا الوحيد الذي انتقد تغير وطبع المناهج وما رافق العملية من اخطاء واضحة وبعضا من تلك الاخطاء تنذر بخطر دون دراسة واستشارة مسبقا , في الوقت الذي شاطرني بالرأي الكثيروقد انتقد مجموعة من باحثون الكيفية التي تتعامل بها وزارة التربية مع ملف تغيير المناهج الدراسية المثير للجدل. ويقول مختصون ان الوزارة تتجاهل أراء وخبرة الاكادميين والمراكز البحثية المعنية في هذه موضوعة تغيير المناهج، فضلاً عن غياب التفكير الجاد بتحديد أولوياتالفهم التربوي غير المنحاز إلى أي حزب أو طائفة أو قومية.المعروفان التغير في مصلحة الطالب وما يسير عليه العالم من النهوض بكافة المجالات بحيث اننا في التغير سنحصل على مستويات عالية من النجاح وتعميق اواصر التعاون والحب بين اطياف المجتمع اسوة بما يجري اليوم مع الدول التي سبقتنا بهذا المظمار والعمران, كان العراق في زمن الثلاثينياتوالاربعينيات من القرن الماضي كانت منهاجه تضاهي المناهج الاوربية وأثمر العراق في وقتها على الكثير من العلماء في مجمل الاختصاصات ولازالت اسمائهم خالدة وكتبهم ساهمت في رفد الثقافة العلمية والادبية واغنت المكتبة العربية بافكارهم , ولايخلوا المنهاج من افكار ربمالاتليق بالمظاهر العامة كوننا”.بلدنعيش حالة من الاستقرار ومجتمع متداخل ومنصهر لكن حينما تقراء بعض المفردات في الكتب الدراسية للمراحل الابتدائية يخالف حقيقة ذلك ويحث على الكراهية والتطرف والانحياز الطائفي , واستنادا إلى أهمية المنهج التربوي باعتباره العنصر الأساسي في العملية التربوية والتعليمية، والذي يقرر إلى درجة كبيرة محتوى هذه العملية وجودتها وكفاءة مخرجاتها من التلاميذ والطلبة في مختلف المراحل والقنوات التعليمية، فقد عكفت النظم العالمية والديمقراطية منهابشكل خاص على الاهتمام بتطوير المنهج وأغناء محتواه، لكي يستجيب لظروف الحياة المتغيرة في مختلف الحياة، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجية وكل مستجدات عصرنا المتسارع بدون انقطاع ، وخلق خريجين على مستوى عالمي من الجودة، وبالعكس من ذلك فقد قامت النظمالمستبدة والمتخلفة على توظيف المنهج لأغراض فئوية ضيقة، سياسية ودينية وطائفية وشوفينية بهدف إعداد مواطن موالي لنظام سياسي أو لدين ما أو لطائفة بعينها أو لقومية دون أخرى، مع العلم ان العملية التربوية تتوقف على ثلاث اضلع مهمة هي المعلم والمناهج والاسلوبواضيف اليها الاسرة ليكتمل المربع كون الاسرة صاحبة الوقت الكبير في صقل وحث الطالب على المطالعة والمتابعة والالتزام والمحافظة على ممتلكات العملية التربوية داخل المدرسة , لازلنا بصراع مستمر مع اثار البيئة والمخاطر جراء تسرب الكثير من الطلبة لاسباب مادية قاهرة ,مع جزء قليل من اهمال المدرسة ومتابعة ذلك خوفا من انهيارجيل سيربك البناء والاستقرار الامني ويعطل عجلة التطور والتقدم , أملنا في حالة تغير المناهج يراعى امور كثيرة منها ادخال المدرسة في دورات قبل توزيع المستلزمات للطلبة ولايتفاجىء المدرس بذلك مع اخذ اقتراحاتالخبراء والاكاديمين والمشاركة الواسعة للمنظمات الانسانية فان كثرة الاستشارة ستعطي اراء واسعة نختار ماهو الانجح والذي يتناسب مع الظروف والواقع للبلاد دون اتخاذ قرارات من جهات قليلة الخبرة وبعيدة عن الواقع التربوي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here