راشدي وچلاق

حسن الخفاجي

[email protected]

في عام ١٩٧٠ اعتقلت مديرية الأمن العامة العراقية أحد أبرز قادة حزب البعث جناح سوريا. بعد ايّام من التعذيب لم يعترف. وصل خبره الى ناظم كزار، اول واقسى مدير مر على الامن العراقي . احضرالموقوف صباح اليوم التالي الى غرفة ناظم كزار (ابو حرب) الذي استقبله بود وترحاب. قال ناظم للموقوف (انى ما متريگ شيعجبك تاكل حتى نتريگ اني وياك) بعد رفض أذعن وطلب كباب وتكه. بعد ان انهوا فطورهم وشربوا الشاي رمى ناظم كزار ورقه وقلم وقال للموقوف:(رفيقي اكتبلياسماء جماعتك بالتنظيم، واطلع روح البيتكم، شما يصير احنه رفاق)

ضحك الموقوف وإجاب 🙁 استاذ ابو حرب اني مستعد اكتب الاسماء بس اريد تضربني فد راشدي وجلاق حتى من اطلع اگول الجماعتي عذبني ناظم كزار بيده يالله اعترفت، خو ما اروح أكول أكلت تكه وكبابيمك واعترفت عليهم).

لا أحد من الزعماء العرب امتلك جماهيرية جمال عبد الناصر وتأثير خطبه على الجماهير العربية، ولا أحد من الشعراء وصل مستوى تأثير الشاعر مظفر على العرب. يكفي ان سخريته وشتائمه على الحكامالعرب رددها وحفظها عشرات الملايين من العرب وربما أكثر.

مات عبد الناصر وعار هزيمة عام ٦٧ يلاحقه في قبره، ولَم تزح سخرية وشتائم مظفر النواب ملكا او امير او رئيسا عربيا واحدا عن كرسي حكمه. ان أخطأ او قصر جمال عبد الناصر، فان النواب لم يخطأولَم يقصر في استنهاض همم العرب، لكن اللوم يقع على الأحزاب والتنظيمات العربية المعارضة للسلطات لعدم ترجمتها برامج أحزابها الى افعال. معلقات شعراء الجاهلية كتبنا اضعافا مضاعفة منها نقدا. أبدع شعبنا بترجمة رفضه للساسة الى سخرية تغص مواقع التواصل بها. اخرج اللصوصوالفاسدين كتابنا عن طورهم وكتبوا بحقهم معلقات من الشتائم. بالمقابل برع الساسة في ابتكار لوغارتمات جديدة للسرقات، وانجز اتباعهم بذكاء مهمة جرنا واشغالنا بنقاش فارغ وتبادل للاتهامات.

ما الذي غيرناه بنقدنا وشتائمنا للساسة؟

لا أحد منا يعرف مقدار الفرح والسرور والاطمئنان الذي يملأ أنفس قادة وأعضاء احزاب السلطة ومناصريهم وهم يشغلون معظم العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل، كي يستمروا بالسرقات. معظم العراقيين مستمرون بترديد تلك الشتائم منذ خمسة عشر عاما والأحزاب الفاسدة ذاتها جاثمة على صدورنا ومواظبون على نهب ثرواتنا.

الحل الوحيد المتاح بأيدينا هو: نترك الكلام والتوجه الى العمل الجدي المنظم. الإعلاميون المستقلون المحبون للعراق مطالبون قبل غيرهم بتوحيد صفوفهم وفضح وكشف السراق وتعبئة ابناء شعبناوتنظيم صفوفهم واعادة الحياة للتظاهرات والاحتجاجات والوقفات الجماهيرية، وترك ذباب الأحزاب وتابعيهم يردحون لأسيادهم. لا تشغلوا انفسكم بالرد عليهم لأنهم اخوة يوسف رمونا ببئر عميق ومستمرون بالكذب، يجرونا الى معارك جانبية حتى ان انتصرنا فيها فهم الغالبون لأنناحققنا هدفهم.

ما يحتاجه ساستنا راشدي وجلاق من الشعب لا غير، مثلما احتاج القيادي البعثي راشدي وچلاق ناظم گزار ليعترف على رفاقه.

(الاحداث اعلى صوتا من الكلمات)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here