المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام

مع نهاية العام كنت افكر في عنوان لمقال وداعي لعام 2018 يلخص المعاناة والمآسي والتمنيات للشعب العراقي والشعوب المبتلية بنار الارهاب والاقتتالالطائفي، فلم اجد افضل من عنواني هذا المأخوذ من الانجيل المقدس، وهي الترنيمة الرائعة والعميقة بالمعنى التي انشدتها الملائكة عند ولادة يسوع المسيح قبل اكثر من الفي عام، وكأنهم بذلك ارادوا ان ينبؤنا ويعلمونا بما تخبئه الايام من حروب وتقاتل ينتج عنهما بحارا منالدم والكثير والكثير من المعاناة والدمار.

نيران الحقد الديني والطائفي الملتهبة في الشرق الاوسط وخصوصا في سوريا والعراق ومصر واليمن والتنافس الدموي على المال والسلطة كلف هذه البلداناموالا لا تحتسب وارواحا بريئة تقدر بمئات الالاف، دون تلمس اي نوع من الامل في تحسن الوضع وعودة الحياة الى مجراها الطبيعي وذلك بسبب تعنت المسيطرين على مقاليد الحكم والمتحكمين بعقول البسطاء دينيا وعقائديا بارائهم وافكارهم واساليبهم التدميرية والتي اغتالت/تغتالكل فرص السلام لينعم الوطن بالاستقرار ويتهنى الشعب بحياة كريمة تليق بانسانيتهم.

كنت اتمنى وانا اودع عاما واستقبل اخرا ان اكتب عن حجم التطور الصحي والعلمي والعمراني الحاصل في بلدي العراق، ان اكتب عن الرفاهيةوالازدهار المعيشي لشعب يطوف على الخيرات، ان اكتب عن المحبة والتآلف الاجتماعي بين ابناء الوطن الواحد دون تمييز او تفرقة على اساس الدين كون الدين لله والوطن للجميع، ان اكتب عن احلام الطفولة في ليلة رأس السنة وتمنى رؤية بابا نوئيل ومعانقة هداياه ….. اه يا وطنيكم كنت اتمنى ان اكتب عن كل شيء جميل، لكن ما يمنعني من ذلك هو هذه الحروب والنزاعات التي تأتينا بالويلات دائما بغض النظر عن الهزيمة والانتصار، ما يمنعني من ذلك هو هذا الفساد المستشري في الوطن وهذا الحقد والكره الطائفي الذي زرعوه في نفوس الشعب بالاكراه … مايمنعني هو هذه السياسة العوجاء التي تدمر الوطن، وبدلا من كل ذلك كتبنا عن الدمار والدماء، عن الهجرة والنزوح، عن القتلى والمفقدوين، عن الحرمان ونبش المزابل بحثا عن لقمة خبز نظيفة عن طفولة مغتالة… عن كل شيء تنفر منه النفس الصالحة.

بعد كل هذا التاريخ الطافح بالدم علينا ان نتعلم ان السلام وحده يؤدي الى التطور والاستقرار والازدهار والعيش الرغيد، وهذا السلام لن يؤتى بالحربولن يفرض بالقوة ولن يستمر بفرض واقع حال ولن يدوم بالغصب والاكراه ولن يستديم بالتهميش والاقصاء ولن يولد، مهما طال الزمن، من رحم مسموم بالحقد والكراهية.

بعيدا عن المبالغات والخطابات المنمقة والرجاء المتكلف والامنيات القلبية الزائفة التي تجعل من وطننا جنة للعيش فيها، فان ما يحدث ويجري في وطننالا يبشر بالخير ابدا، خصوصا لبعض الطوائف المحسوبة من الاقليات!، فمع انعدام القانون لمحاسبة المجرم على جرمه بغض النظر عن مكانته وانتمائه لن يكون هناك سلام واستقرار والشعور بالاطمئنان في وطن رؤوسائه بالمئات وجيشه يتبع الولاءات وحماته لصوص وحرامية.

في العام الجديد نتمنى، وليس لنا غير التمني، ان يسود السلام كل العالم ويحل الاستقرار مكان الحروب وينهض العراق من جديد…..

كوهر يوحنان عوديش

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here