نقابة الرياضيين تنظّم العمل وتضمن الحقوق

هلال عبدالكريم: إنهاء الأزمات غايتنا ولسنا بدلاء عن المؤسسات

 الإعلامي شريك أساس.. وأموالنا من جهود استثمارية

 تجمّعات الإصلاح كشفت عن إرادات الشخصنة المقيتة!

 بغداد/ إياد الصالحي

تعكف الهيئة التأسيسية لنقابة الرياضيين العراقيين على استكمال الإجراءات القانونية التامة لاكتساب الشرعية بعد طرح مسودة نظامها أثناء مؤتمر التأسيس الذي انعقد في قاعة اتحاد الحقوقيين العراقيين 20 كانون الأول الجاري تحت شعار “بالرياضة والرياضيين نبني العراق” بحضور 1000 رياضي من مؤيدي تأسيس النقابة، وتنتظر الهيئة عرض المسودة على اللجنة القانونية لمجلس النواب للموافقة عليها وإحالتها الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لاعتمادها.
عن موجبات تأسيس نقابة الرياضيين العراقيين وخططها وستراتيجية القضايا التي تستهدفها، تحدّث الأكاديمي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة- جامعة بغداد د.هلال عبدالكريم صالح عضو الهيئة التأسيسية للنقابة قائلاً: تم التخطيط والتنفيذ لمقترح تأسيس نقابة للرياضيين أسوة بعديد النقابات الفاعلة في البلد للضرورات التي فرضتها ظروف عمل الرياضي في تخصّصه، ولم نطرح النقابة ككيان بديل للجنة الأولمبية والاتحادات في واجبات معينة أو تسلب صلاحياتها، الأولمبية والاتحادات والأندية تعد ميادين عمل الرياضي، لكنها في الوقت نفسه ليست تنظيمات مُحكَمة يمكن أن تحمي حقوقه وواجباته، وستكون النقابة وسيطاً ضامناً لحقوق الرياضي متى ما أخلّتْ المؤسسات التي ينتمي إليها في إحقاق حقوقه المنصوص عليها في وثيقة التعاقد.

شركاء العملية الرياضية
وأضاف، الرياضة مهنة حالها حال الطب والتعليم والهندسة وغيرها، وهناك اللاعب والمدرب والإداري والإعلامي، هؤلاء شركاء في العملية الرياضية، وعملهم تفاعلي معها لا يخرج عن إطارها، وهنا يأتي دور النقابة كجهة معنية بالحفاظ على مصالح الرياضي والإعلامي وترتيب الحقوق والواجبات بينه وبين المؤسسة العامل فيها.
وأكد، إن النقابة واجهة اجتماعية رياضية لا تتدخل في شؤون الاتحادات المعنية بهذا اللاعب أو ذاك المدرب، وإنما تنظم العلاقة بين الرياضي ومؤسسته، تأخذ بنظر الاعتبار استقرار خدمات الرياضي دون غبن مادي أو ضرر معنوي، وحال انبثاق النقابة ستعي جميع المؤسسات بدءاً من النادي الى الأولمبية أن هناك جهة مدافعة قانونياً عن أي ضرر يلحق بالرياضي جراء عدم استيفاء مؤسسته شروط التعاقد أو إخلالها بإحدى فقراته، والشيء بالشيء يذكر أن الرياضي سيشعر بالاطمئنان وبحيازته هوية الانتماء النقابي كي يلجأ اليها لاستحصال حقه.

القضاء على الأزمات
ولفت عبدالكريم الى أن نقابة الرياضيين ستكون جهة مفصلية في القضاء على الأزمات في الوسط الرياضي متى ما تمّ تنظيم العلاقة بين المؤسسة والرياضي ولهذا فإننا دائماً ما نمتدح المؤسسات الأوروبية بأن عملها احترافي ومن النادر أن تطفو على سطوح وسائلها الإعلامية أزمات رياضييها لأنها تنظر للعلاقة التنظيمية كأساس للاستقرار والنجاح، وأن القانون يبقى فوق الجميع، وهذا ما نريده لواقعنا الذي غصّ بمشاكل لها أول بلا آخر، كما إننا نطمح من خلال النقابة الى خلق شخصية اجتماعية مهنية للرياضي، ولا يقتصر الدور على تأمين حقوقه في مجال عمله، بل مفاتحة دوائر الدولة للمطالبة بحقوق الأراضي والامتيازات والمُنح وشؤون كثيرة تهم حياة الرياضي، وسنأتي على ذكرها بعد استكمال المصادقة على قانون النقابة.

علاقتنا مهنية مع الجميع
وعن مدى إحاطة الهيئة التأسيسية للنقابة مؤسسات مثل الأولمبية والاتحادات والأندية بجوانب عن عملها بعيداً عن تحسّس تلك المؤسسات بوجودها وربما تصادمها لاحقاً في قضايا مختلفة، قال: نحرص على أن تكون علاقتنا المهنية مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وبقية المؤسسات العاملة في قطّاع الرياضة علاقة نموذجية دون أي تحسّس بوجودنا أو بناء تصوّر سلبي عن واجباتنا، لسنا ضد جهة معينة، وسنكون أكثر قرباً لمشاركتهم برامجهم ومنحهم الاستشارة القانونية والفنية والإدارية وبلورة أفكار عظيمة لمصلحة رقيّ رياضتنا ورياضيينا.

التنظيم الأخلاقي
وكشف أن واحدة من المسائل التي ستهتم بها نقابتنا هي التنظيم الاخلاقي لتعزيز حالة إيجابية في علاقة الرياضي ومؤسسته، ويُضمَّنْ ذلك في العقد المُبرم بين الطرفين، وستقدّم النقابة دراسة متكاملة تُعمّم على جميع المؤسسات معزّزة بنماذج من عقود عالمية تحاسب الرياضي حتى على أخلاقه وتصرّفاته وتهوّره في سلوكه الاجتماعي داخل وخارج العمل.

مصادقة عقود المحترفين
وأكد أن النقابة ستشترط مصادقتها على نسخ عقود اللاعبين مع انديتهم قبل دخولها كطرف مدافع على حق اللاعب سواء في المحاكم المحلية أو الخارجية، وهذا سيعزز العلاقة بين جميع الأطراف من خلال مكتب المحترفين في النقابة لتنظيم عملية التعاقد وعدم تعرّض اللاعب الى الغبن أو المماطلة من إدارة النادي، وفي حال عدم التوصل الى اتفاق سيذهب ممثل مكتب المحترفين الى القضاء ليرفع شكواه ضد النادي.

الإعلام مرتكز أساس
وذكر عبدالكريم إنه سيتم قبول كل شخص يحمل مجهود فكري وبدني ضمن أعضاء الهيئة العامة للنقابة بعد تقديمه تأييداً من جهة العمل، وعلى وفق ذلك سيكون الإعلامي الرياضي أحد مرتكزات النقابة الاساسية أيضاً كونه عاملاً في صحيفة أو تلفاز أو إذاعة أو متحدّثاً عن مؤسسة أو منسقاً لاتحاد وغيرها من مجالات الإعلام الذي يعد شريكاً مهماً للرياضة كونه يرافق الوفود الرياضية ويحمل هوية اتحاد الصحافة الرياضية والاتحادات القارية والدولية.

رياضيو وإعلاميو الخارج
وتابع: ستمنح النقابة هويات الانتماء للرياضيين والإعلاميين العراقيين المقيمين في الخارج طالما أنهم يؤدّون التزاماتهم وواجباتهم تجاهها، وهي كفيلة بالدفاع عن حقوقهم ومصالحهم إذا ما اقتضى الأمر تدخّلها عبر التنسيق مع الاتحاد المعني في العراق لمفاتحة ما يماثله في الدولة التي يقيم فيها الرياضي أو الإعلامي، ولن تتوانى النقابة في تقديم الدعم وتذليل أية مشكلة، وستفصّل الكثير من التعليمات بخصوص ذلك حال الانتهاء من النظام الأساس ولائحة الانتماء للنقابة لتكون تحت أنْظار وعِلم الجميع.

منافذ التمويل
وبخصوص تمويل النقابة ومنافذ تعزيز قدراتها المالية، أكد أن هناك موارد محدّدة من خلال اشتراكات الأعضاء والميزانية التي تمنحها الدولة للنقابات وكذلك رسوم خدمات المكاتب الاستشارية التي ستفتحها النقابة، مثلاً المكتب الاستشاري العلمي سيقيم دورات تدريبية تخصّصية في الاحصاء الرياضي والبحث العلمي وغيرها من الأنشطة التي تساعد النقابة على توفير الاموال عبر جهود لمشاريع استثمارية بإدارة خبراء النقابة.

مقترح المدى
وأيّدَ عبدالكريم مقترح (المدى) بإضافة فقرة الى المادة (8) من الفصل الثالث – المبادىء الاساسية – تخص التشدّد على منع التزوير بأي شكل من أشكاله المؤثرة على الرياضي منذ مباشرته أول مرّة في المركز أو المدرسة التخصّصية أو النادي أو المنتخب، وأضاف: نرفض التزوير بشدّة، وخاصة في الفئات العمرية وسنوجّه الاتحادات الرياضية بضرورة إيلاء الموضوع الأهمية القصوى لأن من تبعات التزوير والتغافل عنه أن اللاعبين الكبار يسرقون فرصة جيل كامل أحوج الى الرعاية ليحقق طموحات البلد من خلاله في اللعبة التي يمارسها، إضافة الى دعوتنا بتشديد العقوبات على مرتكبي التزوير إذ أن التساهل والتعاطف معهم يشجعهم على تكرار الظاهرة المشينة.

تجمّعات مفضوحة
وأعرب د.هلال عبدالكريم صالح في ختام حديثه عن استيائه من تشكيل بعض الروابط والتجمّعات التي استقطبت خيرة الأبطال والرواد “الفئة الذهبية” في تاريخ الرياضة العراقية ورفعتْ شعارات الإصلاح بدوافع عامة، وإذا بأصحاب هذه التجمّعات يفضحون نواياهم بانفسهم من خلال اتخاذها غطاء لحملات انتخابية فشل بعضهم في تحقيق مراده، ولم نرَ أي مشروع رياضي حقيقي، وإنما حلول جزئية تعبّر عن غايات شخصية يرفضها الجميع، ولهذا لابد من التنبيه على أن الدولة مهما كان ظرفها السياسي غير مستقر فإنها تحترم أصحاب المشروع الواضح وتسهم في تعديل الدستور وتغيير التعليمات وانصاف المظلومين مثل مساندتها مشروع مُنح الرواد حيث وافقت عليه وخصّصتْ له مليارات الدنانير، أما تواصل صراخ بعض رؤساء التجمّعات بالتظلّم فهو نوع من (تسوّل المواقع) الذي لا يليق بالرياضي وعليه أن يقدّموا مشاريع ذي ستراتيجيات تخرج عن إرادات الشخصنة المقيتة وتنطلق الى أفق مصلحة الرياضة.
المدى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here