رصاصات بين الحصانة والقانون!

مديحة الربيعي
حماية التشريعات القانونية مهمة البرلمان، كما هو متعارف والبرلماني بدون ادنى شك بصفته عضوا في مؤسسة تشريعية رقابية يصبح رقيبا على نفسه قبل الاخرين
تشريعات قانونية واجراءات قضائية أتخذت قبل مدة, بهدف لتقليل الخسائر بالأرواح لان لغة الرصاص أصبحت وسيلة للتعبير عن الحزن والفرح على حد سواء في بلد خفتت كل الأصوات وأصبح السلاح وسيلة تعبير
وسائل الضبط الاجتماعي هي الاخرى بدأت ادوارها تختلف من صيانة حرمات الى انتهاكها, واصبح شعار مطلوب عشائريا واجهة اعلانية بدلا من دار للبيع، فقد الفتها العيون ولم تعد من وسائل مبتكرة للتهديد, فكتبت على القبور من باب كسر الروتين!
ظاهرة الدكة العشائرية حسب الاحصائيات انخفضت نوعا ما، لكن الاحتفالات مازالت تحصد الارواح، فقط في العراق تزهق الارواح في اوقات الفرح ,كنا نأمل ان يخرس صوت الرصاص بعد الخلاص من الدواعش، الا انه مازال لغة العصر, ليستمر مسلسل أزهاق الأرواح.
بين الدكة والاحتفال والحزن، ومحاولة أيقاف زخات الرصاص اطلت النائبة وحدة الجميلي شاهرة سلاحها لتطلق الرصاص من باب الاحتفال ثم قدمت أعتذار!
عذر النائبة كان ( انها امرأة عشائرية) ومن هذا المنطلق بما ان كل العراقيين اولاد عشائر فالأبواب مشرعة على مصارعيها, وبالإمكان ان نتصور كيف ستكون الخلافات الاسرية بأعتبار ان كل النساء تنتمي الى عشائر!
الفرق بين النائب والمواطن, الحصانة والنائب يستخدمها للحفاظ على حياته في حالة كشف ملفات أو قضايا، لا ان يستخدمها لأطلاق الرصاص ويتحصن خلفها من باب( أمرأة عشائرية وكنت بمنطقة ريفية ), والمواطن بحاجة لنموذج يلزم نفسه بتطبيق ما يشرع
والمواطن الذي يبحث عن مبررات لخرق القانون وجدها جاهزة أمامه من باب ليش بس وشمعنى النائب، وفق المثل القائل اذا كان رب البيت.
في ظل تدهور التعليم وأختلاف المعايير ، وهيمنة الممارسات السلبية على المشهد العشائري، أصبح خرق القانون ممكنا لمن أراد ذلك من المواطنين لأن كل تلك الوسائل انفة الذكر منها ما هو غائب, ومنها ما هو مشوه, وهاهو المواطن يرى المبررات والدوافع التي تبيح له ما هو محرم, بقي أن نعرف رصاصات النائبة التي تلقت التشجيع ولقب الصيادة ممن كانوا حولها, كانت تستند الى الحصانة أوالى القانون!

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here