آن الأوان لحل القضية الفلسطينة

نعم آن الأوان لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني (العربي) وفق قرارات الامم المتحدة وفق الشرعية الدولية وفق قرار الامم المتحدة في عام 1947 الذي يقضي بأنشاء دولتين دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية وهذا واجب انساني واخلاقي وديني واسلامي
حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي فيه بعض الصعوبة لكنه ليس مستحيل اذا كانت النوايا صادقة والجهود مخلصة في خدمة شعوب المنطقة والعالم فالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي ليس خاص بالمنطقة بل يهدد المنطقة والعرب والمسلمين والعالم كله لهذا يتطلب من كل الشعوب الحرة والمنظمات الانسانية المحبة للحياة والانسان وفي المقدمة الامم المتحدة ان تساهم وتشارك بقوة وفعالية لانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي تماما وزرع الحب والسلام في النفوس والتوجه معا للعلم والعمل لبناء حياة حرة كريمة وانسان حر عزيز
منذ وعد بلفور في بداية القرن العشرين بدأت الازمة وبدأ النزاع بين اليهود والفلسطينيين وبدأ كل فريق يتحرك لتحقيق حلمه فكان الفريق اليهودي جادا وصادقا ومخلصا وموحدا ويتحرك وفق خطة واحدة وبرنامج واحد في حين القادة العرب كانوا غير صادقين وغير جادين وغير مخلصين وجدوا فيها وسيلة للسيطرة وفرض انفسهم بالقوة والحصول على المال والنفوذ لهذا فشل الفلسطينيون ونجح اليهود في اقامة دولتهم الموعودة
واصدرت الامم المتحدة في عام 1947 قرارها المشهور الذي يقضي بأنشاء دولتين دولة اسرائيلية ودولة فلسطينية كان المفروض بقادة الشعب الفلسطيني ان يوحدوا انفسهم في جبهة واحدة ويعلنوا موافقتهم على قرار الامم المتحدة ويشكلوا دولتهم الا انهم تفرقوا وجعل كل واحد منهم تحت ظل حاكم من حكام العرب واصبح ينفذ سياسة ذلك الحاكم وجعل من نفسه وبوق اعلامي لتمجيده وتعظيمه وبدا هؤلاء الحكام يتاجرون بالقضية الفلسطينية على حساب الفلسطينيين بالاقوال والشعارات لا بالأفعال من خلال رفضهم لقرار الشرعية الدولية ومن ثم اعلانهم الحرب على اسرائيل وبالتالي كانت هزيمة منكرة للفلسطينيين و الحكام العرب وتأسست الدولة الاسرائيلية ونزح الكثيرمن الفلسطينيين الى الدول العربية واصبح الكثير منهم من ضمن شلة النظام الذي نزحوا اليه وهناك من باع ارضه لليهود وهناك من خضع للامر الواقع وفضل البقاء في دولة اسرائيل وعاش مرتاح البال بعيدا عن الدكتاتورية وحكم الفرد الواحد والحزب الواحد
وبعد ظاهرة الانقلابات العسكرية التي حدثت في البلدان العربية التي بدأت في مصر واليمن والعراق وليبيا وسوريا والجزائر انقسم الفلسطينيون بشكل واضح الى اقسام كل قسم في خدمة احد الحكام قسم يصفق لجمال عبد الناصر وقسم يصفق لصدام وقسم يصفق للقذافي وقسم يصفق للأسد وقسم لعلي عبد صالح وقسم يصفق لال سعود ومن معهم وكل حاكم اسس له منظمة تدعي تحرير فلسطين والحقيقة انها تطبل للحاكم الذي يمولها ويدعمها ووسيلة للتجسس على المنظمات الفلسطينية الاخرى وقتل قادتها وليس ضد اسرائيل
واتفقوا جميعا كذبا على تحرير فلسطين كل فلسطين واعلنوا الحرب على اسرائيل لا يدرون ان اسرائيل تمكنت من اختراق كل اوضاعهم وأطلعت على كل اسرارهم وخططهم وتمكنت من تسجيل انتصارات اسطورية على الحكام العرب
فكان الدكتاتور جمال عبد الناصر يتوعد ويهدد اسرائيل برميهم في البحر والنتيجة انه رمى الشعب المصري والعرب في البحر ورمال الصحراء فجعلهم طعاما شهيا لضواري الصحراء وحيتا ن البحر وكان الطاغية صدام قد سار على نفس اسلوب الدكتاتور جمال عبد الناصر فهدد وتوعد اسرائيل بالحرق وقال انه سيحرف نصف اسرائيل والنتيجة انه حرق كل العراق وكل العرب وهكذا اثبت ان اكثر عداءا للعرب هم الذين يهرجون ويطبلون للعرب فالطاغية عبد الناصر رمى العرب في البحر والطاغية صدام حرق العرب وهكذا ضاع العرب ووحدة العرب
لودرسنا مغامرة عبد الناصر ومغامرة صدام ودققنا فيها يتضح لنا ان هناك اتفاق بين اسرائيل وهؤلاء الطغاة لتدمير البلدان العربية وتخلف شعوبها
من هذا يمكننا القول آن الاوان لانهاء الأزمة الفلسطينية حيث اثبت ان استمرارها ليس في صالح الفلسطينيين وليس في صالح الشعوب العربية وانما كانت ولا تزال في صالح الحكام الغير شرعيين والمعادين للشعوب العربية ابتداءا بالدكتاتور عبد الناصر وانتهاءا بالطاغية صدام حيث استخدموا استمرار القضية الفلسطينية وسيلة لسرقة اموال شعوبهم وقمع واضطهاد تلك الشعوب والاستمرار في فرض نفوذهم على شعوبهم
لهذا على العراق ان يكون المبادر في انهاء الازمة بين اسرائيل وفلسطين وان يكون قائد هذه المبادرة فحل الازمة الفلسطينية يعني حل الكثير من الازمات التي يعاني منها العرب وخاصة العراق
لا شك ان التصريحات التي اطلقها وزير خارجية العراق بشأن حل القضية الفلسطينية وفق قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية وان العراق يؤمن بحل الدولتين لانهاء الازمة حقا كانت تصريحات شجاعة وحكيمة اسرت قلوب العراقيين المسروقين المحرومين واغضبت اللصوص واهل الرشوة لان انهاء الازمة يسد الباب امام اللصوص والفاسدين
لهذا بدأ هؤلاء اللصوص والفاسدون بحملة اساءة ضد وزير الخارجية وبحملة تهديد ووعيد ضده
اعتقد ان العراق سائر في حل الازمة والتوجه لبناء المنطقة وسعادة الانسان
مهدي المولى

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here