اذا اختلف اللصوص بانت السرقة

في دولة تحكمها ( الفصائل المسلحة ) المنفلتة و التي لا تجد من يردعها و يقف لها و لتصرفاتها بالمرصاد و في ظل حكومة هشة لا حول و لا قوة لها و بقيادة رئيس وزراء ضعيف الأرادة لا هو بالمستقل و لا هو بالمتحزب لا هو بالعلماني و لا هو بالمتدين استساغ طعم الحكم و ذاق ملذات المنصب و أبهة الفخامة فلم يعد يأبه بتهديداته السابقة بالأستقالة و ترك المنصب تلك التي اطلقها ان لم يتعاون الجميع معه لأنجاح مهمته و هاقد فشلت تلك المهمة و هاهي الشهور تمضي و تمر دون ان يستطيع من اكمال النقص الحاصل في وزارته و ان يجمع عديد وزرائه في حكومة ( تكنوقراط مستقلة ) فلم يكن وزرائه لا هم بالتكنوقراط و لا هم بالمستقلين و كما هو ديدن الحكومات الأسلامية التي سبقته في الكذب على الناس و التحايل عليهم هي حكومة ( عادل عبد المهدي ) .
هذه الأحزاب و الفصائل و الحركات المسلحة و كلها اسلامية المنهج و المعتقد عاثت و بكل مافي الكلمة من معنى فسادآ و تدميرآ و انتهاكآ للقوانين و الأعراف و الأعراض و هذه الأحزاب لم تبق شيئآ من الجرائم و الآثام لم ترتكبه و لم يتوقع احدآ ما ان كل الموبقات و الجنايات من قتل و اغتيال و سرقة المال العام و الخاص و النهب تحت تهديد السلاح و الأستيلاء على عقارات المواطنيين و بيوتهم سوف يقوم بها ( الأسلاميون المتدينون ) و بشكل علني و دون خشية او خوف من احد او حتى خجل و ان كان قليلآ و شحيحآ فالحرامية قبل عهدهم المشؤوم هذا كانوا يسرقون ليلآ ليس فقط خوفآ من الشرطة او الحراس انما تحاشيآ للفضيحة ايضآ .
الطرف الأول يتهم الطرف الثاني بالأستيلاء على المعدات و المكآئن التي كانت في مصفى ( بيجي ) و سرقتها اثناء الحرب على ( داعش ) و من ثم التصرف بها اما بيعها كخردة و سكراب في الأسواق او تهريبها الى ( ايران ) كجزء من التعويضات الذي تطالب به الحكومة الأيرانية عن الحرب التي بدأ بها النظام العراقي السابق ( صدام حسين ) و ماطلت في ايقافها الحكومة الأيرانية وقتها فيما طالب المتهم بنهب مصفى ( بيجي ) من الطرف المقابل ان يخلي الأملاك و العقارات التي استولى عليها و صادرها في حي ( الجادرية ) بقوة السلاح و ليس بقوة القانون و عقود البيع و الشراء الأصولية و هي املاك و عقارات تعود لأشخاص معروفين و كانت لهم وظائف رفيعة في النظام السابق لكن هذا لا يعني ان تصادر اموالهم و املاكهم خارج اطار القانون و بقوة السلاح المنفلت الذي تمتلكه و تتصرف به كما تشاء و تريد هذه الفصائل و الميليشيات .
يعرف المواطنون العراقيون هذه الفصائل جيدآ و يعانون من ممارساتها و تصرفاتها التعسفية بحقهم و لا توجد هناك حكومة حقيقية يلجأون اليها في طلب الحماية من المجرمين و قطاع الطرق من هذه الفصائل المسلحة كلها و بدون استثناء خارجة على النظام و القانون و ان كان البعض منها لم يفعل اعمالآ غير قانونية الا ان حمل السلاح خارج مؤسسات الدولة الرسمية يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون الا ان اغلب تلك الفصائل لا تكتف بحمل السلاح غير المشروع انما تستخدم هذا السلاح في التهديد و الترهيب و السطو و السرقة و كثيرآ ما تسجل جرائم عناصر هذه الفصائل المسلحة ضد الجاني المجهول الهوية خوفآ من سطوة هذه الميليشيات و حنقها اذ هي لا تتورع عن فعل أي شئ بما في ذلك تصفية خصومها جسديآ دون تأنيب من ضمير او وازع من دين .
هذه الحكومة ( الجديدة ) مثل سابقاتها من حكومات الأسلاميين هي في تواطئ مع الميليشيات المسلخة و توفر لها الغطاء القانوني الشرعي تحت تسمية فصائل ( الحشد الشعبي ) فأذا كانت الحاجة التي تشكلت من اجلها فصائل ( الحشد الشعبي ) قد انتفت و انتهت بأندحار ( داعش ) و هزيمتها المنكرة امام بسالة و بطولة صنوف القوات المسلحة العراقية و من ضمنها فصائل ( الحشد الشعبي ) الذي لا يمكن ان ينكر دوره او تتقزم مشاركته الفعالة في الحرب على الأرهاب و بعد انتهاء المعركة مع الأرهاب بالنصر المؤزر و التحرير المظفر فأن على ( الحكومة ) العراقية ان تتعامل مع فصائل ( الحشد الشعبي ) مثل تعاملها مع قوات الجيش من الأحتياط أي بمعنى ان تحل هذه الفصائل و يعود افرادها الى مزاولة اعمالهم و حياتهم المدنية و تستدعى للألتحاق بثكناتها و معسكراتها عند الحاجة اليها اذا ما تعرضت البلاد الى هجوم ارهابي او عدوان خارجي .
كانت هذه المشاحنات و المهاترات بين حزبين اسلاميين سياسيين يملك كل منهما فصيلآ عسكريآ مسلحآ و قناة اعلامية فضائية و جيوش من المؤيدين و المرتزقة قد كشفت و بشكل واضح و صريح لا يمكن للمواطن العراقي الحاذق ان يبوح به خوفآ من بطش الميليشيات عن مدى استهتار هذه الأحزاب و ميليشياتها المدججة بالسلاح بأموال و ممتلكات المواطنيين و قبل ذلك ارواحهم و كراماتهم التي لم يجرؤ احد على سلبها منهم او المساس بها في كل الأزمنة و العصور الا في نظام ( صدام حسين )البائد و في هذا النظام المشؤوم الحالي ( الأسلامي ) الذين داسوا و كلا النظامين على كل القيم و الأخلاق و المقدسات و جعلوا من شعب العراق الذي يملك من الثروات الطائلة الكثير فقيرآ مدقعآ في الداخل لا يملك قوت يومه او مهاجر في الخارج يبحث عن مأوى آمن يستوعبه هاقد ظهر فسادهم بأعترافهم و بانت سرقاتهم و فاحت رائحتهم اللهم فأجعل بأسهم بينهم اللهم آمين .
حيدر الصراف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here