مازوخيون ” شيعة ” يحنّون إلى حكم البعثيين ” السنة ” !!

بقلم مهدي قاسم

من المعروف يوجد ثمة فئتان أو صنفان من البشر : الأول صاحب إرادة حرة ، كأنما تولد معه بالفطرة ، و صاحب طموحات و مساع نحو تحقيق ما هو أفضل و أجمل في حياته ومحيطه ومجتمعه في آن ، رافضا في الوقت نفسه المساومة أو التنازل لقبول بأمر واقع سيء قائم أو تبديله بما هو أقل سواء ، فنراه يقاوم و يكافح بإصرار دائم نحو التغيير الأفضل و الأجمل الذي يبتغيه و يتمنى ، مهما كانت صعوبات و عراقيل التي يواجهها و عابرا محطات انتكاسات و خيبات التي يمر بها بين مرحلة و أخرى ، و مهما كانت صعبة و مريرة فأنها لن تدفعه إلى تنازل أو مساومة حتى ولا ممارسة خداع الذات للقبول بالسيء أو بأقل سوءا ، بل يوجد أشخاص ضمن هذه الفئة يجد شيئا أشبه بمكافأة معنوية يحصل عليها مقدما والتي يحسها متجسدة في مسار كفاحه ومقاومته وكفاحه العنيدين ، و التي تضفي على حياته شيئا من معنى فتتجوهر حياته عيشة فعّالة و استثنائية و ذات أهمية و اعتبار جديرين بالاحترام ،
و بفضل هذه الفئة المكافحة من بين فئات المجتمع تنتصر الإرادة الصامدة لهؤلاء الناس ، وبالتالي يتمكنون من إحداث تغييرات وتحولات جذرية و شاملة ذات طابع إيجابي وحضاري يهدف إلى تحسين نوعية ونمط الحياة لأفراد المجتمع ككل ، نحو ما هو منشود ومطلوب من أمن واستقرار ورفاهية ..
أما الفئة الثانية فأنها قد تبدو على عكس تماما من الفئة الأولى : فهذ الفئة تبدو وكأنها مجبولة بالفطرة والغزيرة على روح عبودية وذل واستكانة ، فتقبل بكل أمر واقع سيء قائم ، على شرط أن تُرمى لها لقمة خبز ، حتى ولو إذا كانت مغموسة بأوحال ذل و هوان ، فنجدهم سريعي النسيان لما تعرضوا له في الماضي القريب من ضروب عذاب وتجريد من ماهيتهم الأدمية بطشا و قتلا ، و من ثم القبول أو الحنين نحو ماض ربما كان أقل سوءا من حاضر سيء حسب اعتقادهم ، وتاليا فلا يمكن التعويل على هذه الفئة المسكينة و المشوشة في قناعاتها المبدئية والمتذبذبة في مواقفها السياسية و الاجتماعية على طول خط ، نقول فلا يمكن التعويل عليهم بشيء في مسار التغييرات الكبرى كمساهمين إيجابيين بقدر ما يكونوا أدوات عرقلة وإفشال و إحباط لعمليات التغيير .
و إلا كيف نفسّر طروحات بعض من بين هذه الفئة الخائبة التي كانت تشكو حتى الماضي القريب من أنهم سواء بقوا أو غادروا العراق هاربين من فظائع حكم البعثيين كيف عاشوا حياة رهيبة و فظيعة كجحيم سعير تحت ظل النظام السابق من ملاحقات ومطاردات و معتقلات و تعذيب و فصائل إعدام ميدانية و متحركة ، وإذا بهم الآن يغردون أو يكتبون وينظّرون داعين من خلال ذلك إلى عودة ذلك النظام السابق أوشبيها له مجددا ، ولكن برعاية أمريكية مرة أخرى ؟!!..
نقول برعاية أمريكية مرة أخرى ، لأن البعثيين جاءوا إلى الحكم بقطار أمريكي (مثلما اعترف أحد قادتهم علي السعدي ) و فوق ذلك مرتين ، حيث انتهى الأمر بالنسبة لأمريكا ــ ولأسباب سياسية و استراتيجية أمنية مستجدة ــ أن تقومبإسقط نظام حكمهم بعملية غزو ذات نتائج وتبعات مدمرة و شاخصة ، و الآن تحاول إعادتهم إلى السلطة للمرة الثالثة !!! ..
( و كأن العراق حديقة خلفية لتجارب و مختبرات أمريكا )
أو على الأقل هذا ما يزعمه أو ما يتمناه بعض من هذه الفئة من عبيد بالفطرة !.
فليكن الله في عونهم و يشفيهم من لوثة العبودية الجيناتية المزمنة هذه ، شفاء عاجلا و كاملا وتاما ..
آمين يارب بجاه نبينا المصطفى !!ّ..
تنويه عابر: هذه المقالة لا تستهدف شخصا بعينه بقدر تحاول تسليط ضوء على ثمة ظاهرة شاذة حسب المنطق السليم .
ــــ فيديو عن اعتداء البعثيين في مؤتمرهم في أمريكا

الاجرام والحقد والارهاب عقليه واحده المجرم مجرم اينما يكون في الصوره الاولى ذيول صدام في امريكا بلد الديمقراطيه يحاولون ضرب مواطن عراقي مغترب لمجرد انه سئل سؤال تخيل كيف يكون الحال عندما يعودون للسلطه ولماذا نتخيل في الصوره الثانيه مشاهد التعذيب للمواطن العراقي عندما كان ذيول صدام بالسلطه

Geplaatst door Mahmood Shafi Alhassani op Woensdag 9 januari 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here