محاربة الفساد في العراق

ان تبني شعار محاربة الفساد في العراق من قبل كل من ساهم في العملية السياسية وتولى مناصب مهمة في ادارة دفة الحكم هي اضحوكة وعملية غش وخداع , أن ألشعب ألعراقي ألذي رفع هذا الشعار وقدم الشهداء واحدا تلو ألأخر على مذبح الحرية لا زال متمسكا بمحاربة الفساد بشكل جذري حقيقي وتظاهراته ان كانت في محافظة البصرة او باقي المحافظات العراقية تؤكد اصراره على تنفيذ مكافحة الفساد . أن العراق هو ما قبل ألبلد ألأخير في سلم الفساد العالمي وليس من الصعوبة تشخيص حيتان الفساد التي باتت معروفة علنا ووصلت رائحتها النتنة الى خارج الحدود العراقية وألأقليمية , ان تبني هذا الشعار هو عملية تضليل الراي العام وكسب ثقته , أن جماهير الشعب العراقي تعرف جيدا خبايا ألأمور ولا يعبر عليها قرش قلب كما يقول المثل العراقي . مقارنة بسيطة بين الفساد الموجود في الدول المتحضرة وبين الفساد العراقي هو ان الفساد الموجود في الدول المتحضرة يكون بين الموظفين الصغار ونسبته بسيطة جدا ولا يتعدى المبالغ البسيطة التي لا تستحق الذكر مقارنة بالفساد المتفشي في العراق حيث يمارس من قبل اقرب الناس الى القيادات الحكومية المنتشر في الوزارات حيث تعقد الصفقات الضخمة بالمليارات من الدولارات واصبحت هذه الشريحة الفاسدة معشعشة في ادق مفاصل الحكومة ذات مناعة قوية وحصانة حماتها سياسيون متنفذون لهم سطوتهم الرادعة تحرسهم الميليشات المسلحة . الفساد المستشري في العراق يكمن في المشاريع الوهمية المتلكئة وتقدر الاموال بالمليارات من الدولارات وعلى سبيل المثال لا الحصر عملية بناء هياكل مدرسية تركت قبل انجازها منذ عشرة سنوات اكل الصدأ حديدها ,, 2 عملية بيع العملة الصعبة للبنك المركزي وتبلغ عشرات المليارات من الدولارات حيث تصرف المبالغ استنادا لوثائق مزورة يوقع عليها الملحق التجاري في السفارة العراقية في ذاك البلد لاستيراد بضائع ,3 ألأستيلاء على عقارات الدولة بدفع ايجارات بسيطة جدا للمسؤولين الكبار . أسمحوا لي بهذا المثل الصارخ على الفساد المستشري في العراق فقد صرح السيد سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء السابق بأن مصفاة بيجي تم بيغها لمسؤول كبير بمبلغ مائة مليون دولار وسعر هذه المصفاة الحقيقي هو اربعة مليارات دولار وكانت هذه المصفاة تغذي محافظات العراق جميعا بانتاجها . في الوقت الحاضر ينشط مدراء مكاتب الوزراء في اعمال السمسرة العقارية وصفقات الفساد كما ذكرت قناة الشرقية الفضائية في نشراتها الاخبارية ,صفقات الفساد المالي والاداري في العراق لا تعد ولا تحصى وعلى سبيل المثال لا الحصر صفقة الاسلحة الروسية التي اشترك فيها تجار من لبنان وقد قام الرئيس بوتين باقالة رئيس اركان الجيش الروسي لعلاقته بالصفقة , اما صفقة السونار الذائعة الصيت والتي حكمت فيها المحاكم البريطانية بعشرة سنوات سجن على صاحب المعمل المنتج الذي اشترى العراق هذه البضاعة للكشف عن المتفجرات والالغام وكانت سببا في استشهاد العشرات من المواطنين العراقيين لان السونار لم يكن الا لعبة اطفال وتمت محاكمة ضابط من الجيش العراقي كان بمثابة كبش الفداء لهذه المهمة القذرة , والجدير بالذكر ان السماسرة المسؤولون عن استيراد هذه اللعبة لا زالوا في مراكز القرار ان الحكومة الجديدة ( العابرة للطائفية ) تستطيع ان تقول كلمتها اذا كانت عابرة للطائفية والحزبية حقيقة وتضع الحيتان المعروفة وراء القضبان في اسرع وقت وخاصة الوزراء الجدد الذين عليهم ملاحظات المساءلة والعدالة كما صرح عادل عبدالمهدي ووعد بذلك ووعد الحر دين .
طارق عيسى طه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here