فاطمة الزهراء في ضمير أنصار المحقق الصرخي

أحمد الركابي

عُرفت السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- بالعلم الغزير، والمعرفة العميقة، والثقافة الواسعة، والبصيرة الثاقبة، إذ كانت تتلقى العلوم والمعارف الإسلامية من أبيها رسول الله -صلى الله عليه وآله-مباشرة، ومن باب مدينة العلم -زوجها- أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-، فكانت عالمة بالإسلام وأحكامه ومفاهيمه وأخلاقه وآدابه، فهي قامة علمية شامخة.
كانت السيدة الزهراء -عليها السلام- أعلم نساء زمانها، وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين؛ فمقاماتها السامية، وعلومها الغزيرة، ومعارفها الزاخرة جعلتها الأقدر على القيام بدور المعلم والمرشد والموجه والمربي لنساء عصرها اللاتي كنَّ يتجمعن حولها ويتلقين منها أحكام الإسلام وعلومه،كانت من أهل بيت النبوة والإيمان، وقد أعطاهم الله تعالى من العلم ما لم يعطِ أحداً غيرهم، وقد سميت فاطمة بهذا الاسم لأن الله فطمها بالعلم، ولم يكن لها نظير من النساء فسميت بالبتول.

ومن هنا فإن المرأة المسلمة المتعلمة لابد أن تقوم بدور تثقيفي ونشر العلوم والمعارف بين النساء، إذ أن نشر العلم في المجتمع، يساهم في تنمية الوعي العلمي والثقافي مما ينعكس بدوره على التنمية الثقافية والعلمية بين أفراد المجتمع وخصوصاً في الوسط النسائي.

وعلينا اليوم ان نقود نهضة عارمة حتى نستطيع إعادة المرأة الى الميدان القيادي، وذلك عبر تذكيرها بأروع نموذج قيادي قدمه التاريخ لنا، اذ كانت فاطمة الزهراء -عليها السلام- الى جانب القيام بمهام البيت ورعاية شؤون اسرتها تشارك في عملية نشر الرسالة الإسلامية، فتقوم بعملية نقل وتعليم ما تسمعه عن ابيها رسول الله -صل الله عليه واله وسلم-الى المسلمين.كلما كانت المرأة المسلمة أكثر وعياً ورشداً ونضجاً كلما امتلكت القدرة على تجاوز التحديات والصعوبات والمشاكل المتنوعة. كما أن المرأة الواعية تمتلك من الأفق الواسع، والفهم الصائب، والبصيرة الثاقبة، ما يجعلها تتحمل المسؤولية، وتشارك في صناعة التقدم والنهوض الثقافي والمعرفي لمجتمعها وأمتها وحضارتها.
ومن هذا الجانب المعرفي كان لانصار المحقق الصرخي الدور البارز في حمل هذه المسؤولية الرسالية ونشرها في ربوع المجتمع الانساني ، وهذا مقتبس من كلامهم الشريف جاء فيه :

((يا سليلة النبوّة والإباء، يا شفيعة يا فاطمة الزهراء، يا بنت خير أهل الأرض والسماء، يا أمّ أبيها يا أمّ الأصفياء، يا من عشتِ راضية مرْضيّة بقدر ربّكِ والقضاء، وتحملتِ لأجل والدكِ الخاتم المرسل فعوّضتِه الحنان والصبر رغم العناء، وأصبحتِ أمًّا له في المواساة والعطاء، وسعدتِ بمنزلة بشّركِ بها لتكوني أمًّا لخير الأئمة الأتقياء، بشراكِ، لم تمُتْ روحٌ حملتِها باقية في القلوب وهي ترفرف مع الشهداء، فالوالد الحنون الذي ربّاكِ لتكوني خير سند للدين ومثالًا للفداء، قد بشّركِ بابنكِ المهدي بالفرج آتٍ لينشر نور الحقّ والرخاء، واليوم بفقدكِ نعزي الرسول والآل الأطهار والصحب الأخيار والحفيد المغوار المرجع الأستاذ الصرخي صاحب السيف البتّار، الذي قصم بعلمه ظهر المارقة الأشرار.))انتهى
13 جمادى الأولى ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

فقد مثلت الزهراء البتول اشرف ما في المرأة من إنسانية وصيانة وكرامة وقداسة ورعاية وعناية، فضلا عن ما كانت عليه من ذكاء وقاد وفطنة حادة وعلم واسع وكفاها فخراً أنها تربت في مدرسة النبوة وتخرجت من معهد الرسالة وتلقت عن ابيها الرسول الاعظم -صلى الله عليه واله- ما تلقاه عن رب العالمين.

goo.gl/iPQw1z

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here