“ما هكذا تورَد يسلمان الإبل” !!؟

سالم لطيف العنبكي
شنت السلطات العراقية في بغداد حملة لتنظيف وتأهيل شارع الرشيد “العتيد”! وأزيلت كافة “البسطات” والأكشاك المعشعشة منذ سنين! والتي يعيش عليها مئات العائلات! هذا الإجراء جيد وكان منتظراً من زمان!.. إلا أن مفاجئة “المرتزقة”! على باب الله بهذه السرعة و”الحزم”! لم يكن قرارا صائبا وعادلا من “عادل”! -أي عادل-!! وكان على السلطات التي تلقت الأوامر لتنفيذ هذا القرار والمدعومة بالجيش والشرطة والبلدية أن تنذر هؤلاء المساكين قبل أسبوع على الأقل حتى يدبروا أمرهم ويصرفوا بضاعتهم المأخوذة بالدَّيْن و”على التصريف”! ويبحثوا عن مصدر رزق في مكان آخر ليس في المصانع المعطلة ولا في المعامل المهملة والزراعة المتروكة! والوظائف المحجوزة! والشركات التي تجلب عمالتها معها! بل يبحثوا عن زوايا أخرى وأرصفة لم يشملها “التجميل”! والتأهيل مما جعل هذا القرار أن ينفجر أحد المتضررين -صاحب عائلة- بالقول (شوفولنه شغل؛ شغلوا المصانع؛ فعلوا المشاريع المهملة شغلونه عماله.. لك شوفولنه حرب هنا هناك حتى نروح نموت فيها لتعيش عائلاتنا وأولادنا من بعدنا على “راتب شهيد” والله على ما نقول “شهيد” .. ما هكذا تورد الإبل! وسيقول أحدهم: “خلونه نشتغل.. إذا قررنا تشتكون وإذا أهملنا تشتكون .. شلون يعني نبطل من قوم بواجبنه”!.. ونعود ونقول “ما هكذا تورَد يسلمان الإبل”!!؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here