تجول (أو تغلغل أو تغول) القوات الأميركية في “الفلوجة”.. وموقف ولاة أمرنا!!

سالم لطيف العنبكي

صرح مسئولون في “الأنبار” أن تجول القوات الأميركية في “الفلوجة” – وربما غدا في غيرها-!! هو شأن “الحكومة الاتحادية” ولا نستطيع التدخل به!؟.. والقوات الأميركية المعتدية تحاول ترويض الشعب العراقي شيئاً فشيئاً ابتداء من “أحبابهم” في المناطق الغربية! وسكوتهم أو نسيانهم ما فعلوه في أهلهم خلال العمليات الدموية المدمرة في “الفلوجة” بعد قتل والتمثيل بأربعة من الأميركيين وتعليقهم على أعمدة الكهرباء مما جعل القوات الأميركية المحتلة أن تنتقم أبشع انتقام من أهلنا في “الفلوجة” وشردوا أهلها وأحكموا سيطرتهم على مداخلها ومخارجها!! واليوم دخلوها بكل وقاحة متحدين أهل مدينة “الجوامع”!! قائلين: ها نحن هنا اليوم لندعمكم هذه المرة ضد “الشيعة” الذين اضطهدوكم و”همشوكم”!! (في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان! ونصف الوزارات وثلث الحكومات)!!؟.. لنعيد لكم الحكم المطلق الذي أنتم أحق به اليوم بعد أن دخلنا العراق سابقاً بالتعاون مع “الشيعة”! أو النخبة منهم!! الذين ساعدونا على التمركز والتحكم ولكنهم أضاعوا فرصة العمر واهتموا بالنهب والسلب والسرقات حتى قال عنهم “زعيمنا ترامب” {حررنا العراق واستلمه جوكة حرامية}!!.. وهم كذلك والدليل لم يجرأ أحدٌ منهم من الرد على “ترامب” خوفا من إزاحتهم وملاحقتهم لاسترداد الأموال المنهوبة والتي لم يتركوا لـ “ترامب” شيئاً مهما ليسرقه من العراق غير كمية هائلة من النفط – في بداية الإحتلال- بعد أن تعاون مع الأمريكان “قادة” بعض التنظيمات الشيعية مقابل سرقة نفط بلادهم وسكتوا عن الأمريكان والأمريكان سكتوا عنهم ..
أما عن الشأن الاتحادي بخصوص تجول الأمريكان اليوم في الفلوجة وقبلها في بغداد وبعدها ربما في “ميسان”!! فلأن الشعب ملزم ومطلوب منه طاعة الحاكم أو الوالي ولا يحق له “الخروج عليه” مهما أمر وفعل وقرر!! حتى لو كان فاسقاً فاسداً أو يشرب الخمر ويحتضن الجواري أو حتى لو كان عميلاً أو خائناً فهو أدرى بشؤون العباد ومصير البلاد!؟
هل وصل العراقيون إلى هذا المستوى من الجهل والسذاجة والبلاهة بحيث تنطلي عليهم هذه الإدعاءات من بعض المسئولين الفاسدين الذين يرددون عبارة أطلقها صاحب “النصر” الناقص! “العبادي”..بأن تواجد القوات الأميركية في قواعدها التي بنتها بعد عملية الاحتلال أو “التحرير”! المر؛ هو تواجد مستشارين يعملون على تدريب الجيش العراقي وتطويره!! حيث وصل عدد “المستشارين”! إلى 9000 تسعة آلاف مستشار {مع أسلحتهم الثقيلة وعرباتهم المصفحة وأجهزة اتصالات متطورة وطائرات حربية وهليكوبترات بالعشرات ومطارات ومدرجات لطائرات النقل الضخمة} كل ذلك تحت عنوان “مستشارين” واليوم فإن هؤلاء المستشارون يطوفون شوارع الفلوجة وتكريت وأزقتها وحواريها! كمستشارين ليدربوا أو بالأحرى “يروضوا” الناس في الشوارع!!.
وهل حقاً أن الجيش العراقي الشجاع وقادته الذين وضعوا قواعد جديدة مبهرة في دحر مرتزقة أميركا وإسرائيل وتركيا والسعودية من الدواعش وقضوا عليهم في مواجهة كانت صعبة ومعقدة للغاية لأن المرتزقة العملاء وفق المخطط الأميركي الصهيوني أن يحتلوا المدن ويتخذوا من بيوت المواطنين المغلوب على أمرهم متاريس وخنادق ومن هذا الوضع تنشأ صعوبة السيطرة عليهم من دون تضحيات غالية كان لا بد منها وبأقل النسب للقضاء على الدواعش وحواضنهم الخونة؛ ولا ننسى دور أبطال الحشد الشعبي وما قدموه من مساندة ودعم للجيش العراقي المنتصر.. وربما أن قادة الجيش الأميركي درسوا هذه الأساليب الفريدة في الحروب وتعلموا منها الكثير لأن قادة جيشنا البطل هم مَنْ يجب أن يكونوا مستشارين لتدريب الجنود الأمريكان وتدريبهم على أساليب الهزيمة التي سوف يحتاجونها يوما ما.
هل يجب علينا أن نطيع أولو الأمر منا حتى لو كانوا يقودوننا إلى الهاوية؟؟؟

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here