حادثة شيلادزه محاولة يائسة لزعزعة الامن والاستقرار في الاقليم

جواد ملكشاهي
بعد جهود حثيثة ومساعي مستمرة وحوارات مطولة مع الحكومة العراقية الجديدة والقوى السياسية المؤثرة في العملية السياسية والمشاركة في السلطة تمكنت حكومة السيد نيجيروان بارزاني من الوصول الى تفاهمات مهمة و رسم خارطة جديدة للعلاقات بين بغداد واربيل لحلحلة العقد بالاحتكام الى الدستور العراقي الذي ينظم علاقة الاقليم والمركز.
هذا الواقع الجديد فتح آفاق جديدة لعلاقات الاقليم على المستويات المحلية والاقليمية والدولية وعزز موقعه في توازنات المنطقة ومنح اربيل دورا اكبر من الماضي في معالجة معظم قضايا المنطقة وبالاخص في الشأن الداخلي العراقي والوضع في سوريا وحرب مكافحة الارهاب ومستقبل المنطقة برمتها.
زيارة كبار الشخصيات العراقية الى اربيل ولقاءاتها وحواراتها مع القيادة الكوردية وبالاخص مع الزعيم مسعود بارزاني الذي يعد احد اهم الشخصيات تأثيرا على العراقي والمنطقة فضلا على جهود رئيس حكومة الاقليم نيجيروان بارزاني الذي قاد الاقليم من منزلق خطير نحو بر الامان بعد اجراء عملية الاستفتاء وتكالب القوى المحلية و الاقليمية والدولية على شعب كوردستان وايضا ترشيح مسرور بارزاني الذي كان له دورا مميزا في حفظ الامن والاستقرار في اقليم كوردستان لرئاسة الحكومة المقبلة وايضا زيارة كبار الشخصيات الاقليمية و الدولية لاربيل في بداية العام الحالي, استفز القوى المعادية بحيث شعرت بهاجس كبير من تلك التطورات السريعة.
نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق والاقليم التي افرزت نتائج مهمة وثقلا كبيرا للحزب الديمقراطي الكوردستاني من حيث عدد المقاعد والدور المحوري في مجمل العملية السياسية, والنجاح الباهر الذي حققه المفاوض الكوردي في بغداد على مستوى الحوارات مع القوى السياسية والجهود الكبيرة لنواب كتلة البارتي في مجلس النواب العراقي الذي عزز موقع الاقليم وبالاخص في زيادة حصته من الموازنة للعام الحالي وتثبيت نقطة مهمة وهي فك ارتباط صرف رواتب الموظفين والبيشمركة عن الخلافات السياسية مع بغداد, كل هذا ارعب اعداء الاقليم وجعلهم يعيشون في حالة من الهستريا, ما ارغمهم على العمل لخلق فتن ومشاكل جديدة بين الاقليم وبعض الاطراف المشبوهة بغية النيل من المنجزات الاخيرة التي ستحقق حياة افضل للمواطن الكوردي في ظل الازمات التي تعيشها مناطق اخرى من العراق اوحتى الدول المحيطة.
القوى المعادية بدأت بتحركات اعلامية مشبوهة لتشويه سمعة الاقليم بين الرأي العام العراقي وتخريب العلاقات مع الدول التي لها علاقات متينة ومصالح متبادلة مع اربيل وبالاخص مع انقرة بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من سوريا , عندما زعمت ان الاقليم بالتعاون مع الجانب الامريكي يسعى لتوسعة قاعدة حرير بالقرب من اربيل التي تم استخدامها بداية عام 2015 فضلا على دعم انشاء قواعد جديدة في المنطقة الغربية بغية قطع الهلال الشيعي الذي يمتد من ايران الى سوريا ولبنان.
اثناء اعداد الموازنة حاولت بعض القوى الشوفينية المرتبطة باجندة اقليمية وبعض الشوفينيين والحاقدين للعمل من اجل بقاء حصة الاقليم من الموازنة على حالها واستمرار قطع رواتب موظفي الاقليم وقوات البيشمركة لفرض بعض الشروط التعسفية على حكومة الاقليم , لكن الدعم الدولي ومساعي حكومة الاقليم في اعادة صياغة العلاقات مع المركز و جهود اعضاء مجلس النواب من كتلة البارتي وبدعم من نواب بعض القوى الوطنية العراقية باءت تلك المحاولات بالفشل.
وما حادثة الهجوم على ثكنة للجيش التركي بالقرب من ناحية شيلادزه من قبل مجموعة من الاشخاص وحرق عجلتين واحدى الدبابات الا محاولة يائسة لخلق مشكلة مع الجارة تركيا والتأثير على علاقات انقرة واربيل التي تربطها مصالح اقتصادية وسياسية وامنية مشتركة لايمكن لاي من الجانبين التفريط بها.
لو كانت ذريعة الهجوم على القاعدة التركية هو الاستياء من القصف التركي لبعض المناطق الحدودية , فلماذا لم يتم ذلك قبل سنوات من الان حيث ان الطيران التركي قصف ولمرات عديدة تلك المناطق والقرى وتسبب في الحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة , في حين لم نسمع او نر اي تحرك ضد تلك القوات المتواجدة في الثكنة منذ سنين، يذكر ان التظاهرة الاحتجاجية ضد القصف التركي كانت مرخصة من قبل السلطات الامنية في الناحية ، غير ان عدد من الاشخاص المشبوهين غيروا مسارها وقادو المتظاهرين نحو الثكنة المذكورة .
باعتقادي ان حادثة شيلادزه ورائها اياد خفية كما ذكرت حكومة اقليم كوردستان في بيانها بشأن الحادث وستكشف التحقيقات الجهات والاشخاص الذين كانوا ورائها و تشير بعض الدلائل الى ان الحادث مدبر من قبل حزب العمال الكوردستاني بالتعاون مع بعض الميليشيات العراقية المستقرة في خطوط التماس مع قوات البيشمركة التي لها ارتباط وثيق مع pkk لخلق مشاكل مع الجارة تركيا وتخفيف الضغط التركي على عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكوردستاني المعروف ب (PYD) في غرب كوردستان التي تحاصرها الدبابات التركية ولم يبق امامها سبيل سوى الارتماء في احضان النظام السوري الذي ارتكب ابشع الجرائم ضد الشعب السوري وبالاخص شعبنا الكوردي هناك وذلك نتيجة لسياساتها الخاطئة خلال السنوات الاخيرة وفرض هيمنته على المنطقة وتهميش القوى الكوردستانية الفاعلة الاخرى في غرب كوردستان.
على حكومة اقليم كوردستان اتخاذ اعلى درجات الحيطة والحذر من مكائد ودسائس اعداء شعبنا الكوردي من الخونة والقوى الاقليمية للحفاظ على الامن والاستقرار في الاقليم, وسد جميع الثغرات التي تحاول القوى المعادية استغلالها لزعزعة الوضع الداخلي في الاقليم والتاثير على علاقاته مع الاطراف الوطنية العراقية والقوى الاقليمية والدولية المتواجدة في المنطقة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here