ما لنا نحن العراقيين نتناسى  بهذه السرعة الخارقة ماذا كنا و ماذا أصبحنا ؟!

بقلم مهدي قاسم

عندما يبدأ عراقي ما بالحديث عن السياسة محللا و مشخصّا  الأوضاع و المشاكل و الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الخدمية و غيرها ، ناقدا أو منتقدا تلك الأوضاع السيئة و الرديئة ، فسوف تحس و  كأنك أمام حكيم عصره العتيد و مع حلّال المشاكل الفريد من نوعه !! ، بل و ربما ستقول مع نفسك متمنيا و حالما :

ــ  آه لو كان هذا مسئولا سياديا  الآن !.. إذ بعلمه و مهنيته و نزاهته ،  حتما لتخطى العراق الآن كثيرا من مشاكل وأزمات  نحو التنمية والاستقرار، متنعما براحة ورفاهية محسودتين عليه من قبل شعوب أخرى !! ..

ولكن ما أن يتبوأ هذا الكاتب و  المحلل أو السياسي ” الفذ” منصبا  متقدما ، لنقل منصبا ” سياديا ” فأنه سرعان ما ينسى ما قاله وطرحه قبلا  من حلول لمشاكل وأزمات ، لينتهي أسوة بباقي فرسان المنطقة الخضراء الطامعين إلى إثراء سريع  في وقت قصير ..

ولعل أبسط مثال على ذلك  هو ” زميلنا ” الحمامي الذي كان يكتب في صحيفة صوت العراق مقالات يومية ” متصديا ”  لكثير من مشاكل و أزمات تعصف بالعراق ، ولكن ما أن أصبح وزيرا النقل حتى صمت و أصبح مثلهم  ــ نعني مثل فرسان المنطقة الخضراء ــ ولم يفلح حتى في تصفية الأرصفة في ميناء البصرة لتهريب النفط من قبل أحزاب متنفذة *.

ولكن لندع الحمامي جانبا  مع اكتشافاته الفضائية أو مع فضائيه السومريين  الذين كانوا يصعدون يهبطون في الناصرية بمركباتهم الفضائية !! ،   حتى لنأخذ السيد عادل عبد المهدي ــ على سبيل مثال آخر ــ الذي كان هو الآخر ينشر أحيانا مقالاته” التحليلية ”  في صحيفة صوت العراق بصفة مواطن عراقي ” عادي ” ، معطيا من خلال تلك المقالات كم أن الرجل على معرفة واطلاع واسعين بخصوص مال يتعلق الأمر بأوضاع العراق السيئة ، حتى أنه صرّح ذات مرة ما معناه : ” نحن الساسة لا نخجل ” مشيرا  من خلال إلى مظاهر الفشل والفساد لساسة المنطقة الخضراء المتنفذين ..

وفي أثناء ذلك ذلك مرت الأيام ومرت  ــ حسب أغنية أم كلثوم ـ وإذا بالسيد عادل عبد المهدي يصبح رئيسا للحكومةالعراقية الجديدة ! ، أما النتيجة فلا شيء  حتى الآن ، غير مراوحة عند دائرة الصفر وفي متاهات اللاشيء وهو يقود حكومة نص ردن كسيحة !..

كما هناك عزت الشابندر  ــ على سبيل المثال و ليس الحصر ــ الذي كان مستشارا سياسيا للمالكي و لكن بعدما غادر منصبه أخذ يصرح  كاشفا مظاهر الفساد و الأخطاء و الفشل و الإداري و كأنه من أعتى المعارضين ..

هذا  و يبقى أن نشير إلى أن السيد القارئ  ربما قد سمع أحاديث أو قرأ مقالات وزراء سابقين كيف أخذوا يصرّحون أو يكتبون  ــ بعدما غادروا كراسي مناصبهم المخملية بأكياس طويلة من دولارات ــ وهم يعبرون عن تصوراتهم وأفكارهم عن أنه  كيف يمكن حل أزمات العراق بين ليلة وضحاها !! ، ولكن المثير عندما كانوا وزراء أو أصحاب قرار فلم تخطر على بالهم  مثل هذه الأفكار و التصورات لحل مشاكل و أزمات العراق ، بل اغلبهم تواطئ مع أصحاب شركات وهمية أو شكلية بهدف سرقة أو اختلاس المال العام  بذريعة تنفيذ مشاريع إنشائية و التي إما لم تبدأ قطعا أو لم تكمل أبدا !..

حتى بات المرء يظن مقتنعا بأن العراقي ( طبعا مع احترامنا للحالات الاستثنائية ) الذي لا زال نزيها ،   ربما أنه ليس نزيها أصلا ، إنما كلما في الأمر ، لم يجد فرصته بعد للقيام بعملية لفط و شفط ، أسوة بباقي لصوص المنطقة الخضراء..

رابط فيديو عن عملية  كيفية سرقة أو تلاعب بالمال العام كغيض من فيض :

حرامي من بلادي :الحرامي ناظم الزهاوي،

Geplaatst door Ali Ali Al-shahayib op Maandag 21 januari 2019

سرقة جماعية بتاريخ #العراق .. المسؤولين يتلاعبون بأضابيرهم التقاعدية !!#حرامية#امينها_منها

Geplaatst door ‎حرامية‎ op Donderdag 24 januari 2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here