العراق تبعات الماضي وتحديات الحاضر والمستقبل

بقلم : عبد الهادي كاظم الحميري

بعد سنة من الانتصار على داعش في 17/ 12/ 2017 يواجه العراق مصاعب جمة وتحديات هائلة في سبيل تحقيق الإستقرار وتقديم الخدمات لشعبه وتحديد طريق آمن بين دول جوار غارقة في صراع أهوج .

وعليه نلخص الموقف وما يتوجب عمله بما يأتي :

· تشير التقارير الدولية الى أن هناك الآن 6800000عراقي بحاجة الى المعونة الإنسانية و2 مليون عراقي مشرد في مخيمات النزوح بحاجة الى العودة الى الديار و138000بناية سكنية متضررة نصفها مهدمة بالكامل بحاجة الى تعمير . بالإضافة الى تدمير واعادة إعمار البنى التحتية .

· أزمة المياه في الصيف الماضي في محافظات الجنوب التي تسببت بها تركيا بالإسراف في بناء السدود وآخرها سد أليسا وإيران بتحويلها 43 رافد لنهر دجلة الى داخل أراضيها يجب أن تعالج بحزم مع هذين الجارين بالإضافة الى الإستثمار في تحلية مياه البحر والزراعة القليلة الاستهلاك للمياه .

· لقد دمرت الحروب والاضطرابات القطاع الصناعي بالكامل وأجهزت مع مشاكل المياه على القطاع الزراعي وأصبح العراق يستورد كل شئ ويعتمد على النفط كمصدر وحيد تقريبا للدخل وهذا يجعل البلد رهينة لتقلبات اسعار النفط وضغوطات دول الجوار والمستفيدين من تجارتها ولابد من إتخاذ خطوات إصلاح جريئة لتغيير هذا الوضع لضمان المستقبل .

· لقد أدى الحصار المفروض على العراق لمدة 12 عاما الى كسر حصانة البعض بسبب ضيق ذات اليد وحتى النظام المعروف بشدته اضطر للتغاضي عن قبول الموظفين والعاملين في الدولة للرشوة عندما نزل الراتب الشهري للكثير منهم دون سعر طبقة البيض .

وبعد 2003 زيد الطين بلّة برجوع بعض ” السياسيين ” الجياع من الخارج والذين برّوا نفوسهم بما كانت محرومة منه من المال العام وأقاموا أحزاب ومليشيات تقتات على الوزارات والمصالح الحكومية مما أدى الى استحكام حلقات الفساد وخواء الدولة . وهنا لابد من إجراءات مهنية نزيهة مدعومة بإرادة سياسية صلبة وشجاعة لتفكيك حلقات الفساد وفرض إحترام المواطن والمال العام .

· العراق بحكم موقعه على حدود الأمة العربية هو ساحة صراع طبيعية بين النفود العربي والنفوذ الفارسي والتركي حتى وإن إختلفت المسميات والشعارات وعليه يتوجب فهم المصلحة الوطنية العراقية وترسيخها بعيداً عن العواطف العرقية والدينية والمذهبية .

· العراق غني بموارده الطبيعية وموقعه الجغرافي وتعدده العرقي والديني والطائفي وهذا كله جيد وجميل ولكنه يعرض البلاد لضغوطات الدول المارقة المجاورة مما يقتضي مرة أخرى من الرأي العام العراقي تنمية مواطن القوة في هذه الثروة وهذا الموقع وهذا النسيج الاجتماعي كما يقتضي من الدولة الوقوف بحزم ضد الاساءة أيا كان مصدرها ضد هذا الواقع العراقي .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here